صيحة جديدة في عالم السينما.. كيف عاد ويل سميث إلى عمر العشرين؟

ويل سميث
بعض النقاد ذكروا أن الاهتمام الكبير بتقنية تصغير عمر البطل والمؤثرات البصرية لم يدع مكانا للاهتمام بالسيناريو (مواقع التواصل)

لمياء رأفت 

يُعرض حاليا في صالات السينما فيلم "رجل الجوزاء" (Gemini Man) بطولة ويل سميث وإخراج أنج لي، ويظهر فيه سميث بدورين، أحدهما في الخمسين من عمره، والآخر في مرحلة العشرينيات، ولإنجاز ذلك تم اللجوء إلى فريق خاص بالمؤثرات البصرية حقق سبقًا جديدًا. 

ويل سميث بعمر العشرين
هناك تقنيتان تستخدمان في الوقت الحالي بصورة أساسية لعملية تصغير عمر الممثلين، الطريقة الأولى هي التي شاهدناها في فيلم "كابتن مارفل" والتي فيها يتم تصوير الفيلم بصورة عادية، ثم العمل بالمؤثرات البصرية على مشاهد الممثل بعد التصوير لتصغير عمره.

لكن المخرج أنج لي وفريق المؤثرات البصرية الخاص به اختاروا إنشاء شخصية رقمية بالكامل لويل سميث في الفيلم، وذلك عبر التقاط أداء ويل سميث بكاميرتين مثبتتين أمام وجهه مباشرة، مع نقاط سوداء صغيرة مرسومة على وجهه، لمتابعة الانفعالات، وتعبيرات الوجه المختلفة، وبعد ذلك يتم تركيب وجه مصنع بصورة إلكترونية لويل الأصغر سنا بالطريقة نفسها التي استخدمت من قبل في صنع فيلم "كوكب القردة" (Planet of the Apes) عن طريق المحاكاة الإلكترونية.

وقال مدير فريق المؤثرات البصرية غاي ويليامز، "عند استخدام الطريقة الأولى مثل ما حدث في فيلم "كابتن مارفل" نلتقط الصور ثم نقوم بالتلاعب بها، لكن في فيلم "رجل الجوزاء" يتم تصوير الأداء ثم تغييره بناء على محاكاة رقمية كاملة ومختلفة".

والسبب وراء اللجوء إلى هذه الطريقة هي أن أنج لي مخرج الفيلم قام بتصويره بتقنية "120 كادرًا في الثانية 4K 3D"، التي تظهر عيوب المكياج أو طريقة المعالجة الرقمية الأخرى، بينما تخفيها طريقة التصوير ثنائية الأبعاد.

2019 عام الرجوع إلى الشباب
خلال عام 2019، عرضت ثلاثة أفلام استخدمت فيها تقنيات خاصة لإرجاع أبطالها إلى شبابهم، الأول "كابتن مارفل" حيث شاهدنا فيه صامويل جاكسون الذي يبلغ من العمر 70 عامًا وهو يبدو في بدايات مرحلة الثلاثينيات.

ثم فيلم الإيرلندي الذي أرجع فيه المخرج مارتن سكورسيزي بطله روبرت دي نيرو بالزمن لنراه شابا مرة أخرى، والآن نشاهد ويل سميث في نسختين كل منها في مرحلة عمرية مختلفة.

يبدو الأمر كما لو أنها صيحة جديدة في عالم السينما، لكن تطور التقنيات والمؤثرات البصرية بهذه الصورة المبهرة يفتح الباب على كثير من الاحتمالات التي لا يمكن تخيلها، فمثلا فيلم "رجل الجوزاء" في أحوال أخرى كان سيتم تقديمه بصورة مختلفة تماما، سواء عبر المكياج الذي يحاول إعادة الشباب لبطله، أو باختيار ممثلين لتقديم الدور في مراحله العمرية المختلفة، لكن بالتأكيد لم يكن ليظهر بهذه المصداقية كما لو أننا نرى سميث مرة أخرى وهو بطل لمسلسل "أمير بيل أير" الذي عرض في بداية التسعينيات من القرن الماضي.

نحن هنا أمام عصر جديد من التكنولوجيا يتيح مرونة لا نهائية في عالم صناعة الأفلام، حيث يمكن أن نشاهد الممثل نفسه يقدم مشاهده في الفلاش باك أو المشاهد اللاحقة في الزمن، بدلا من الاستعانة بممثل آخر أو بمكياج مصطنع.

لكن كل هذه المشقة التقنية يبدو أنها لم تكفِ الجمهور والنقاد للتغاضي عن بعض مشاكل الفيلم الأخرى، خاصة أن طريقة التصوير بنظام "120 كادرا في الثانية" جعلت الفيلم يبدو مصطنعًا ويشبه ألعاب الفيديو بصورة كبيرة، وقد ذكر بعض النقاد أن الاهتمام الكبير بتقنية تصغير عمْر البطل والمؤثرات البصرية لم يدع مكانًا للاهتمام بما يكفي بالسيناريو الخاص بالفيلم.

المصدر : الجزيرة