الحمل الكاذب.. لماذا تتوهم بعض النساء أنهن حوامل؟

الحمل الكاذب هو الاعتقاد بأنك تنتظرين طفلًا من دون حدوث حمل فعلي.

عندما تعتقد النساء أنهن حوامل بخاصة على مدى بضعة أشهر فقد يكون من المزعج لهن معرفة أنهن لا يحملن أجنة في أرحامهن (شترستوك)

ينتهي الحمل المكتمل بإنجاب الأطفال، هذه حقيقة كونية لا يختلف فيها أحد، لكن بعض السيدات يعتقدن أنهن حوامل لفترة طويلة لتشابه الأعراض مع الحمل الحقيقي، وفي الحقيقة هو مجرد حمل كاذب.

لطالما سمعنا هذا المصطلح في الأفلام الكوميدية، لكن المثير أن الحمل الكاذب (Pseudocyesis) مصطلح إكلينيكي له أعراض وأسباب علمية. في ما يأتي إليك ما يجب معرفته عن الحمل الكاذب.

ما الحمل الكاذب؟

الحمل الكاذب هو الاعتقاد بأنك تنتظرين طفلًا من دون حدوث حمل فعلي. وقد تعاني النساء المصابات بالحمل الكاذب من العديد من بعض أعراض الحمل، إن لم يكن كلها، باستثناء الجنين الفعلي.

إعلان

وقد يعاني بعض الرجال من ظاهرة ذات صلة تُعرف باسم "كوفاد" (Couvade) أو الحمل الودي. لكن بعيدا عن طرافة الأمر، فإن هؤلاء يصابون بالعديد من الأعراض نفسها التي تظهر على الحوامل، بما في ذلك زيادة الوزن والغثيان وآلام الظهر. ويمكن اعتبار متلازمة "كوفاد" بمنزلة المكافئ النفسي الجسدي لمشاعر بدء الأبوة لدى الرجال، ويصف فيها نحو 11% إلى 65% من الرجال أعراضا تشبه أعراض الحمل لدى النساء.

لا تمتلك كثير من السيدات رفاهية المتابعة الطبية لذلك قد تصيبهن أعراض الحمل الكاذب من دون إمكانية التأكد باختبارات الحمل التقليدية (الألمانية)

أسباب توهم الحمل

من المهم أن تدرك النساء أسباب التوهم بالحمل، فقد بدأ الأطباء أخيرًا فقط فهم المشكلات النفسية والجسدية التي تكمن في جذور الحمل الكاذب.

وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لا تزال غير معروفة، يشتبه الأطباء في أن العوامل النفسية قد تخدع الجسم وتقود إلى التفكير في وجود حمل.

إعلان

عندما تشعر المرأة برغبة شديدة في الحمل، قد تكون بسبب العقم، أو تكرار الإجهاض، أو انقطاع الطمث الوشيك، أو الرغبة في الزواج، فقد ينتج جسمها بعض علامات الحمل مثل انتفاخ البطن، وتضخم الثديين، وربما إدرار الحليب، وحدوث الغثيان وزيادة الوزن، وحتى الإحساس بحركة الجنين.

وقد يخطئ دماغ المرأة في تفسير هذه الإشارات على أنها حمل، ويؤدي ذلك إلى إفراز الهرمونات، مثل هرمونات الإستروجين والبرولاكتين التي تؤدي إلى أعراض الحمل الفعلية.

يمكن أن تستمر هذه الأعراض بضعة أسابيع فقط، أو 9 أشهر، أو حتى بضع سنوات. وفي بعض الأحيان تتوجه فئة صغيرة جدًا من المصابات بالحمل الزائف إلى عيادة الطبيب أو المستشفى ويعانين من آلام المخاض.

الأطباء يشتبهون في أن العوامل النفسية قد تخدع الجسم وتقود إلى التفكير في أن الحمل الكاذب حقيقي (غيتي)

حقائق عن الحمل الكاذب

ما لا يعرفه بعض الناس أن كثيرا من السيدات لا يمتلكن رفاهية المتابعة الطبية، لذلك قد تصيبهن أعراض الحمل الكاذب من دون إمكانية التأكد باختبارات الحمل التقليدية.

وفي ما يلي بعض الحقائق التي يجب معرفتها عن الحمل الكاذب:

  • في العموم تظهر أعراض الحمل الكاذب فعلى نحو 1-6 من كل 22 ألف سيدة.
  • يوجد في أفريقيا معدل انتشار أعلى، حيث تظهر على واحدة من كل 160 امرأة تعاني من العقم علامات الإصابة بالحمل الكاذب.
  • تحدث معظم حالات الحمل الكاذب عند النساء في سن الإنجاب، بين سن 20-44 عامًا.
  • 80 % من الأشخاص الذين يعانون من البزل الكاذب متزوجون.
  • قد تعاني بعض النساء من أعراض الحمل الكاذب أكثر من مرة في حياتهن.

اختبارات الحمل الكاذب

لتحديد ما إذا كانت المرأة تعاني من حمل كاذب، يقوم الطبيب عادة بتقييم الأعراض وإجراء فحص للحوض وفحص بالموجات فوق الصوتية على البطن، وهي الاختبارات نفسها المستخدمة للتأكد من الحمل الطبيعي، ومتابعة حالة الجنين.

إعلان

في حالة الحمل الكاذب بالطبع لن يُرى أي طفل في الموجات فوق الصوتية، ولن يكون هناك أي نبضات قلب.

ومع ذلك، في بعض الأحيان سيجد الطبيب بعض التغييرات الجسدية التي تحدث أثناء الحمل، مثل تضخم الرحم وليونة عنق الرحم.

وستكون اختبارات الحمل في البول سلبية دائمًا في هذه الحالات، باستثناء السرطانات النادرة التي تنتج هرمونات مشابهة للحمل.

يمكن أن تحاكي بعض الحالات الطبية أعراض الحمل، بما في ذلك الحمل خارج الرحم والسمنة المرضية والسرطان. لذلك، قد يلزم استبعاد هذه الشروط من خلال الاختبارات.

على الأطباء إبلاغ المريضة بالخبر برفق وتقديم الدعم النفسي (غيتي)

علاج الحمل الزائف

عندما تعتقد النساء أنهن حوامل، بخاصة على مدى بضعة أشهر، فقد يكون من المزعج لهن معرفة أنهن لا يحملن أجنة في أرحامهن. لذلك، يتحتم على الأطباء إبلاغ المريضة بالخبر برفق، وتقديم الدعم النفسي، بما في ذلك العلاج، لمساعدة المريضة المصابة بالبزل الكاذب على التعافي من خيبة أملها.

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان