ليس نجما.. تلسكوب هابل يرصد ألمع شيء في الكون

شادي عبد الحافظ

أعلن فريق بحثي من المنظار (التلسكوب) الأميركي "هابل"، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية، عن تمكنه من التقاط صورة لألمع جسم نعرفه في الكون إلى الآن. نشرت نتائج ذلك الاكتشاف في دورية "أستروفيزيكال جورنال"، وأُعلن عنها في لقاء صحفي عقدته الجمعية الأميركية لعلم الفلك قبل أيام عدة.

إعلان

الجرم المكتشف حديثا هو "كويزار" (Quasar) يبتعد عن الأرض مسافة 12.8 مليار سنة ضوئية، مما يعني أنه موجود في مدة مبكرة جدًا من تاريخ الكون.

سمي الكويزار المكتشف حديثًا بـ"J043947.08+163415.7″، ويعتقد باحثو الدراسة أن الكويزارات كان لها دور فعّال في إعادة تنشيط الكون بعد فترة كبيرة من الخمول امتدت نحو 400 ألف سنة بعد الانفجار العظيم.

لهذا السبب يأمل باحثو الدراسة الجديدة أن يساعد هذا الكشف، الذي تطلب عملا بحثيا لمدة 20 سنة من أجل تحقيقه، في تطوير فهمنا لتلك المدة الحرجة من تاريخ الكون.

إعلان

ويلمع كويزار الجديد بشكل يكافئ 600 تريلليون شمس، وهو لمعان فائق لدرجة أنه لا يمكن تصور وجود عدد كبير من الأجرام الأكثر لمعانًا من ذلك في الكون كله.

الكويزارات هي أنوية مجرات غاية في النشاط، محاطة بكم مهول من الغاز الساخن بمساحة مجموعة شمسية كاملة، في مركز الكويزار يوجد ثقب أسود عملاق يبتلع تلك المادة المحيطة به، في حدث كوني فائق الفاعلية لدرجة أن تلك الأجرام تلمع أكثر من مجرات كاملة.

للكشف عن الكويزار الجديد، استخدم الباحثون تقنية فلكية تسمى "عدسة الجاذبية"، وتعني أن الضوء القادم لنا من مسافات بعيدة جدًا يمكن أن ينحني بفعل وجود بعض المجرات في طريقه بحسب النظرية النسبية التي تقول إن الضوء يتأثر بالجاذبية، في بعض الأحيان يتسبب ذلك في تكبير صورة الجرم بالضبط كما تفعل العدسات.

مصطلح "كويزار" مضلل بعض الشيء، لأن الكويزارات ظهرت في الصور الأولى كنقاط مضيئة فتصوّر العلماء أنها نجوم، لكن عبر رصدها راديوايًا تبين أنها لا تمتلك أيا من خصائص النجوم، فسميت بأشباه النجوم أو النجوم الزائفة، الآن نحن نعرف أنها مجرات بعيدة جدًا لا يظهر منها سوى قلبها النشط.

بعد تلك المدة، أصبح الغاز الكوني أكثر برودة وبالتالي أقل فاعلية في تكوين النجوم الجديدة، هنا يأتي دور الكويزارات لتسخين الغاز الكوني مرة أخرى وتحريكه ليبدأ بتكوين النجوم الجديدة والمجرات، وصولًا إلى ما نعيش فيه الآن.

المصدر : الجزيرة