الأمم المتحدة تجلي أسر موظفيها بإثيوبيا.. مبعوث أميركا: التصعيد العسكري يهدد التقدم الدبلوماسي لوقف القتال

قال المبعوث الأميركي إن طرفي الصراع في إثيوبيا يتحدثان مع بلاده عن بدء عملية سلام، وطالب الحكومة الإثيوبية بوقف الهجمات وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، كما طالب جبهة تيغراي بوقف تقدمها باتجاه العاصمة أديس أبابا.

المبعوث الأميركي: آبي أحمد وجبهة تيغراي يعتقدان أنهما على وشك تحقيق نصر عسكري (غيتي-أرشيف)

قال المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إن التقدم نحو دفع جميع أطراف الصراع الإثيوبي لمفاوضات لوقف إطلاق النار مهدد بمخاطر التصعيد العسكري، في وقت قالت فيه الأمم المتحدة إنها تجلي أسر موظفيها الدوليين من إثيوبيا بسبب الوضع الأمني.

وأضاف المبعوث الأميركي في تصريحات صحفية عقب عودته أمس من زيارته لإثيوبيا، أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وجبهة تحرير شعب تيغراي "يعتقدان على ما يبدو أن كلا منهما على وشك تحقيق نصر عسكري".

وذكر فيلتمان أنه تم إحراز تقدم إزاء "محاولة دفع الأطراف للانتقال من المواجهة العسكرية إلى عملية التفاوض، لكن ما يثير قلقنا هو أن هذا التقدم الهش ربما تتخطاه التطورات المقلقة على الأرض والتي تهدد استقرار ووحدة إثيوبيا بوجه عام".

إعلان

وقال المبعوث الأميركي إن طرفي الصراع في إثيوبيا يتحدثان مع الولايات المتحدة عن بدء عملية سلام، وطالب الحكومة الإثيوبية بوقف الهجمات وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب، كما طالب جبهة تيغراي بوقف تقدمها باتجاه العاصمة أديس أبابا.

بالمقابل، تطالب جبهة تيغراي بأن تسمح حكومة آبي أحمد بإيصال المساعدات الإنسانية لإقليم تيغراي الحدودي مع السودان، حيث يعاني قرابة 400 ألف من السكان من المجاعة، في المقابل يطالب آبي أحمد الجبهة بالانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها.

آبي أحمد

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أعلن أمس أنه سيتوجه بنفسه إلى مناطق القتال شمالي البلاد لقيادة قوات الدفاع الوطنية، حسب تعبيره.

إعلان

وفي منشور على منصات التواصل الاجتماعي، قال آبي أحمد إن الأعداء التاريخيين لا يريدون لإثيوبيا أن تنمو، مؤكدا أن ما يحدث مؤامرة لإخضاع الأفارقة واستعمارهم من جديد، على حد قوله.

وفي إطار التعبئة والتحشيد للحرب، دعت أدانيتش أبابي عمدة العاصمة أديس أبابا الإثيوبيين في داخل وخارج البلاد للمشاركة في حملة الدفاع عن الوطن بكافة الوسائل.

وناشدت وزارة الخارجية الإثيوبية الدول الأفريقية كافة دعم أديس أبابا في الحرب بإقليم تيغراي، ومنع أي ضغوط أجنبية عليها. وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إن ما يجري في الشمال الإثيوبي هو مؤامرة لإذلال جميع الأفارقة وفرض شكل جديد من الاستعمار.

وفي الميدان، تحتدم المعارك حاليا بين القوات الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي والمتحالفين معها في مدينتي شورابيت ودبرسينا على بعد 218 كيلومترا شمال العاصمة الإثيوبية.

ودفعت الحكومة المركزية في أديس أبابا بقوات وعتاد عسكري لتعزيز قواعد الجيش في محيط مدينتي شورابيت ودبرسينا في إقليم أمهرة، وقال مدير مكتب الجزيرة في أديس أبابا محمد طه توكل إن القتال بين القوات الحكومية وجبهة تيغراي انتقل من محافظة والو بإقليم أمهرة -حيث سيطرت الجبهة على عدد من المدن- إلى منطقة شوا (220 كيلومترا شمال العاصمة).

وحسب شهود عيان، فإن قتالا شديدا نشب أمس الاثنين لإيقاف تقدم مسلحي جبهة تيغراي في جبهة شوا، وذكر تلفزيون إقليم أمهرة أن قوات الجيش تصدت لهجمات الجبهة في منطقة باتي، وسيطرت على بعض التلال المطلة على الطريق الإستراتيجي الرابط بين جيبوتي والعاصمة الإثيوبية.

إعلان
دوجاريك: الأمم المتحدة تنقل مؤقتا أسر موظفيها الدوليين في إثيوبيا مع بقاء الموظفين هناك (الجزيرة)

الأمم المتحدة

وبسبب تصاعد القتال في الشمال الإثيوبي واقترابه من العاصمة، قالت الأمم المتحدة إنها ستجلي جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين العاملين في إثيوبيا، وفق وثيقة رسمية اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية.

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي أن المنظمة الدولية "تنقل بصورة مؤقتة" أسر الموظفين الدوليين من إثيوبيا بسبب الوضع الأمني، مضيفا أن موظفي المنظمة باقون هناك.

وأضاف دوجاريك "سنظل نراقب تطورات الوضع، واضعين في الاعتبار سلامة موظفينا والحاجة إلى الاستمرار في مواصلة العمليات وتقديم الدعم لكل من يحتاجون إلى مساعدتنا".

إعلان

وقال مدير مكتب الجزيرة في أديس أبابا إنه كانت هناك -منذ أكثر من أسبوع- خطط مختلفة للأمم المتحدة لإجلاء موظفيها الدوليين من إثيوبيا، التي توجد في عاصمتها مقر اللجنة الاقتصادية الأفريقية التابعة للأمم المتحدة، وأيضا مقار العشرات من المنظمات التابعة للمنظمة الدولية.

وأضاف مدير مكتب الجزيرة أن أغلبية موظفي المنظمات الأممية تم إجلاؤهم إلى أوطانهم، وبعضهم نقل إلى الجارة جيبوتي أو إلى العاصمة الكينية نيروبي لمباشرة أعمالهم بحكم القرب من إثيوبيا، وذلك جراء القلق الأممي من تداعيات تصاعد المعارك في الشمال الإثيوبي، واحتمال اتساع رقعتها إلى أديس أبابا.

وفي سياق متصل، حثت ألمانيا رعاياها اليوم الثلاثاء على مغادرة إثيوبيا على أول رحلات تجارية متاحة، لتنضم بذلك إلى فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وتركيا ودول أخرى كثيرة.

وكانت سلطات إثيوبيا أعلنت في أوائل الشهر الجاري حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة نصف عام، وجاء القرار بعد تهديد جبهة تحرير شعب تيغراي بالزحف نحو العاصمة.

وتوجد في العاصمة الإثيوبية أكثر من 170 سفارة، فضلا عن مقر الاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية، ويقدر عدد الأجانب المقيمين في العاصمة الإثيوبية -حسب إحصائيات حديثة- بـ300 ألف شخص.

شرارة القتال

وفي الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، اندلعت اشتباكات بين الجيش الإثيوبي وجبهة تيغراي، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم ردا على هجوم استهدف قاعدة للجيش، واستطاع الأخير استعادة السيطرة على الإقليم الحدودي مع السودان.

بيد أن قوات المتمردين استطاعت في يونيو/حزيران الماضي السيطرة من جديد على إقليم تيغراي بما فيه عاصمته ميكيلي، ووسعت جبهة تيغراي معاركها ضد القوات الحكومية لتتجاوز الإقليم وتنتقل إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.

وتحالفت الجبهة مع مجموعات مسلحة مناهضة لحكومة أديس أبابا، ومنها جيش تحرير أورومو الذي ينشط في إقليم أورومو المحيط بالعاصمة أديس أبابا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان