مستفيدا من العفو الأميري.. النائب السابق مسلم البراك يعود إلى الكويت

النائب الكويتي مسلم البراك يعود إلى بلاده (الفرنسية)

الكويت ـ بعد غياب دام أكثر من 3 سنوات في منفاه الاختياري في تركيا، عاد النائب الكويتي السابق مسلم البراك -مساء أول أمس الأربعاء- إلى بلاده.

لم يكن البراك الذي يعد أحد أبرز رموز المعارضة -العائد على متن رحلة الخطوط الجوية الكويتية إلى بلاده- بمفرده عند العودة، بل رافقه 5 معارضين آخرين استفادوا جميعا من صدور عفو أميري تضمن إلغاء عقوبة السجن بحقهم هم وآخرين في القضية التي باتت معروفة إعلاميا بقضية "اقتحام مجلس الأمة" عام 2011.

وكان أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أصدر -قبل عدة أيام- مرسومين أميريين بالعفو وتخفيض مدة العقوبة المحكوم بها على 35 شخصا، وشمل العفو المشار إليه النواب والناشطين السياسيين في قضية "اقتحام مجلس الأمة" إلى جانب عدد من المتورطين في ما يعرف أيضا بقضية "خلية العبدلي" المدانة عام 2017 بالعمل لصالح حزب الله.

إعلان

وتنص المادة 75 من الدستور الكويتي على أنه يحق "للأمير أن يعفو بمرسوم عن العقوبة أو أن يخفضها".

وقبل 3 أسابيع، مهد الشيخ نواف الأحمد الطريق لإصدار عفو عن معارضين، وهي القضية التي شكلت شرطا رئيسا لنواب المعارضة لإنهاء المواجهة المستمرة منذ شهور مع الحكومة التي أصابت العمل التشريعي بالشلل التام.

حضور شعبي

ووسط حضور شعبي كبير من المواطنين الكويتيين المؤيدين والداعمين، وصل البراك ورفاقه من النواب السابقين والناشطين السياسيين، وهم خالد الطاحوس، ومحمد البليهيس، وناصر الرداس، ومشعل الذايدي إلى أرض المطار، وتم السماح لهم بالتوجه فورا إلى منازلهم.

والاثنين الماضي، كان قد عاد إلى الكويت 3 نواب سابقين، وهم جمعان الحربش، ومبارك الوعلان، وسالم النملان، مستفيدين من العفو الأميري في القضية نفسها.

وفي أولى التصريحات الصحفية فور وصوله، قال مسلم البراك "مشتاقون للشعب الكويتي شوق العطشان للماء العذب.. 3 سنوات ونصف مرت بفضل من الله ومن دعواتهم.. نعشق الكويت الأم الحنون، ونسأل الله مجتمعين أن يسبغ ثوب العافية والصحة على الناسك العابد الزاهد حافظ القرآن، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح".

العفو الأميري شمل العديد من النواب والناشطين (الفرنسية)

فرحة وإعياء

المشهد كان أكثر ازدحاما في الشوارع وعلى الأرض وفي مجالس العائدين خصوصا ديوان مسلم البراك في منطقة الأندلس، الذي تزين بصورة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، مرفقة بعبارة "شكرا أمير العفو".

وانعكس الازدحام في ديوان البراك على الحركة المرورية، فكانت الطرق القريبة من الديوان شبه مغلقة، بسبب كثرة السيارات وتوافد آلاف المهنئين، وعلى وقع تدافع المهنئين الذين انتشروا بالقرب من ديوان النائب السابق، تعرض مسلم البراك إلى إعياء، مما تسبب في سقوطه أرضا خلال حفل الاستقبال الذي أقيم بمناسبة عودته من تركيا.

إعلان

وبعد ذلك، أعرب البراك عن تمنياته بأن "نتجه إلى بناء الكويت وتحقيق كل أماني شعبها الوفي"، مثمنا موقف الشعب الكريم وتعاطفه، ليعود ويغرد في وقت لاحق على حسابه الرسمي بموقع تويتر "هنا الكويت التي تعرفني وأعرفها".

من ناحيته، جدد النائب السابق خالد الطاحوس شكره لأمير الكويت -الذي استخدم حقه وفق المادة 75 من الدستور- "ونتمنى ألا يبقى كويتي واحد خارج الوطن"، لافتا إلى أنه "سيكون هناك خطاب سياسي في المرحلة القادمة، وستتم دعوة الشعب الكويتي إليه".

مرحلة جديدة

وقد تفاعل المغردون والناشطون الكويتيون مع عودة البراك إلى أرض الوطن، معتبرين أن عودته تشكل مرحلة جديدة في تاريخ البلاد السياسي.

إعلان

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي الكويتي الدكتور عبدالله الشايجي -في تغريدة على حسابه على موقع تويتر- تعليقا على عودة البراك ورفاقه "كنا نفاخر في الكويت: لا وجود لمعارضة في الخارج وفي السراديب ولا سجناء رأي ولا قمع للحريات".

وأضاف "تبوأت الكويت المراكز الأولى في حرية الصحافة، ومن 4 دول عربية في مؤشر الديمقراطية والحريات، بالعفو الخاص وعودة المهجرين برغم ثمنه، استعدنا ذلك التميز وطويت قضية دخول مجلس الأمة".

ويرى بعض المحللين والمتابعين أن إغلاق ملف قضية اقتحام مجلس الأمة من شأنه أن يحصن الجبهة الداخلية في الكويت في لحظة حرجة جدا تمر بها المنطقة العربية بشكل عام -والخليجية بشكل خاص- معتبرين في الوقت ذاته أن من شأن هذه الخطوة أن تحمل انفراجة سياسية، قد تنعكس على أكثر من صعيد، وتحديدا في ما يتعلق بتعاون السلطتين (الحكومة والبرلمان) وتجاوز مرحلة التصعيد المتبادل بينهما.

المصدر : الجزيرة

إعلان