تايمز: العصابات الرقمية تهدد بقتل الديمقراطية

هل لعبت شركات التواصل العملاقة دورا باستفتاء خروج بريطانيا؟ (الأوروبية)

يحذر الكاتب إدوارد لوكاس إزاء التدخل الصيني في الديمقراطيات الغربية، ومن بينها بريطانيا، مشيرا إلى أن بكين قد تستخدم وسائل متعددة لاختراق أنظمة السلطة في البلاد من خلال شركات التقنية الكبرى.

ويقول -في مقال نشرته صحية تايمز البريطانية- إن العصابات الرقمية تهدد بقتل الديمقراطية، وإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يصرف المواطنين عن الخطر الذي يشكله عمالقة التكنولوجيا الأقوياء والتدخل الأجنبي.

ولم تتحدث الأنباء الرئيسية الأسبوع الماضي -يقول المقال- عن تشظي النظام السياسي البريطاني المتكلس، بل ركزت اهتمامها على الهجمات التي يتعرض لها هذا النظام من الخارج.

إعلان

ويشير الكاتب إلى أن تقريرا مدمرا من لجنة في مجلس العموم ينظر في المعلومات "المضللة" سلط الضوء على التهديد الذي يشكله الإعلان السياسي غير المنظم في البلاد.

‪الكاتب: حاجة ماسة لإجراء تحقيق يقوده القضاة بشأن التدخل الأجنبي بسياسات بريطانيا‬ الكاتب: حاجة ماسة لإجراء تحقيق يقوده القضاة بشأن التدخل الأجنبي بسياسات بريطانيا (الأوروبية)

تواطؤ جشع
ويقول إن هذا التقرير انتقد شركات التكنولوجيا الكبرى ووصفها بأنها "عصابات رقمية" وذلك لتواطؤها الجشع في هذا السياق.

إعلان

ويضيف أن تقريرا آخر -أعده المعهد الملكي للخدمات المتحدة- أظهر كيف تسيطر السلطات الصينية بشكل منهجي على المناقشة الأكاديمية والإعلامية الأجنبية وتحول الروابط الاقتصادية إلى صالحها السياسي.

فإذا كان المرء يظن أنه يعيش في بلد حر -يقول الكاتب- فليسألن نفسه عن آخر مرة تحدث فيها حكام بلاده بصراحة عن مواضيع مثل تايوان والتبت.

ويضيف الكاتب أن مزيجا من التدخل الأجنبي والتغير التكنولوجي يهدد بإسقاط النظام السياسي، ويتساءل: كيف يمكن إجراء انتخابات نزيهة عندما تكون مبالغ مالية غير محدودة من مصادر غامضة تلعب دورا فيها دون أن يعي الناخبون ما يجري بهذا السياق؟

جشع مالي
وهذا ما أسهم به فيسبوك فيما يتعلق بالاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، -يتساءل الكاتب- عن مدى إمكانية التعامل بشكل معقول مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وذلك إذا كانت النقاشات والأفعال صارت مقيدة بالجشع لأجل الأموال الصينية؟

إعلان

ويدعو الكاتب لقراءة تقرير شارلز بارتون الذي أعده للمعهد الملكي للخدمات المتحدة لمعرفة ما يحدث بما يتعلق بالجانب الصيني الوقت الحالي.

تدخل أجنبي
وعودة لكاتب المقال، حيث يقول إن هناك حاجة ماسة إلى إجراء تحقيق يقوده القضاة بشأن التدخل الأجنبي في سياسات بريطانيا، وخاصة خلال استفتاء خروجها من الاتحاد الأوروبي، وانتخابات 2017 العامة.

ويضيف أنه يعتبر من السهل تنظيم منصات الشبكات الاجتماعية التي تديرها شركات التكنولوجيا العملاقة مقارنة بتطبيقات الرسائل المشفرة التي قد لا يكون لها مالك حقيقي.

ويحذر الكاتب من أثر الذكاء الاصطناعي (مثل التجسس عبر الهاتف من قبل الروبوتات التي تبدو بشرية) على سير الانتخابات.

المصدر : الجزيرة + تايمز

إعلان