مأساة سوريا مثال لانهيار الدور الأميركي العالمي

ترمب وأوباما تركا فراغا للسلطة في قلب الشرق الأوسط ومناطق أخرى بالعالم (الأوروبية)
هل ما زالت الولايات المتحدة تتمتع بموقع ريادي على المستوى العالمي، أم أن دورها آخذ بالتراجع، ولماذا لا يزال العديد من الأزمات الدولية تتفاقم دون تدخل أميركي، أم أن انهيار النظام العالمي بقيادة واشنطن يتسبب في الكثير من الأضرار؟

في هذا الإطار، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالا للكاتب جاكسون ديل يقول فيه إن الفوضى الدموية التي تشهدها سوريا تعتبر عرضا واضحا لما يجري للنظام العالمي في ظل تراجع الدور الدولي الأميركي فيه.

إعلان

ويشير إلى أن الضربة الصاروخية الأميركية البريطانية الفرنسية المشتركة المحدودة التي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقصف مواقع تابعة لرئيس النظام السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي لن تفعل شيئا لتغير الواقع في الشرق الأوسط.

ويضيف أن هذا الواقع يتمثل في ترك الرئيس ترمب فراغا للسلطة في قلب المنطقة برمتها، تماما كما فعل سلفه باراك أوباما.

ويرى أن المستفيدين من هذا الفراع هم روسيا وإيران وتركيا وحزب الله اللبناني ومجموعة من الجهاديين الذين سيطاردون المنطقة والغرب بعد فترة من نهاية تنظيم الدولة الإسلامية.

إعلان

مناطق بائسة
ويقول الكاتب إن هذه هي القصة الواضحة، وإن الأدهى أن هناك فراغا في العديد من المناطق البائسة في العالم حيث ينبغي وجود المبعوثين الأميركيين، وتقديم المساعدات للضحايا، وردع اللاعبين الحاقدين، والسعي لحلول سياسية.

ويشير إلى غياب الرئيس ترمب عن حضور قمة الأميركيتين التي انعقدت في العاصمة البيروفية ليما الأسبوع الماضي، حيث تشهد فنزويلا أزمة متفاقمة تسببت في العنف والجوع للملايين من الناس وبفرار أكثر من مليون شخص من البلاد، في أكبر نزوح بشري في تاريخ أميركا اللاتينية.

ويضيف أن جنوب السودان أيضا يعاني حربا أهلية بين الفصائل المتناحرة أسفرت عن عشرات الآلاف من القتلى ونزوح أكثر من مليون شخص خارج البلاد، وسط تحذير أممي من أن البلاد على حافة المجاعة.

ويقول إن الخارجية الأميركية اعتادت أن يكون لها مبعوث خاص في جنوب السودان، لكن الوظيفة شاغرة.

إعلان

تطهير عرقي
ويضيف الكاتب أن ميانمار تعاني أيضا أزمة هي الأخرى حيث شرع الجنرالات في حملة وحشية ضد أقلية الروهينغا، مما اضطر أكثر من 700 ألف منهم للنزوح إلى بنغلاديش.

ورغم وصف وزير الخارجية الأميركي المُقال ريكس تيلرسون لما يجري في ميانمار بأنه تطهير عرقي، فإن استجابة الولايات المتحدة لهذه الفظاعة كانت ضعيفة.

وأما المحطة الأخرى الجديرة بالاهتمام فتتمثل في إقليم التبت الذي يتمتع بحكم ذاتي تحت الحكم الصيني، والذي أصبح مختبرا للقمع في زمن التقنية العالية للقرن الحادي والعشرين.

إعلان

لكن منصب المنسق الخاص لقضايا التبت في الخارجية الأميركية لا يزال شاغرا هو الآخر، وذلك ضمن العديد من المواقع الخالية من القيادة الأميركية في العالم.

المصدر : واشنطن بوست

إعلان