أوراسيا ديلي: سماء بن سلمان ملبدة بالغيوم

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (الأوروبية)

قالت صحيفة "أوراسيا ديلي" الروسية إن سماء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ملبدة بالغيوم في الوقت الراهن بعد الاعتراف السعودي الرسمي بقتل الصحفي جمال خاشقجي، والذي لم يكن مقنعا لا للغرب ولا للعديد من وسائل الإعلام الغربية والعربية.

وأوضحت الصحيفة أن الأهم من ذلك كله في هذه القضية هو موقف الشركاء الرئيسيين فيها، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ووفقا للصحيفة، فإنه وبحسب وجهات نظر غربية وعربية تعد التصريحات الأخيرة لولي العهد السعودي إزاء قضية خاشقجي محاولة خرقاء للتأثير على الرأي العام وللظهور في صورة ولي العهد الحداثي الذي يعمل على تطبيق الأفكار الأوروبية بمنطقة غارقة بالصراعات والنزاعات.

إعلان

ومع ذلك، يبدو من الواضح أن الأمير السعودي لا يحسن التعامل مع هذه القضية التي تلقي بظلالها عليه وتهدد مستقبله السياسي، بحسب الصحيفة.

وبالحديث عن موقف ترامب من هذه القضية، قالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي يود تصديق التصريحات السعودية التي تشير إلى أن مسؤولين أقل مرتبة من ولي العهد هم المسؤولون عن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان(الأناضول)
إعلان

موقف أردوغان
وعلى الرغم من ذلك لم ينف الرئيس الأميركي إمكانية تورط كبار المسؤولين في المملكة بهذه الجريمة، حيث خلص إلى أن "الأمير محمد بن سلمان هو من يدير شؤون المملكة في هذه المرحلة، وبالتالي فهو المسؤول".

ووصف ترامب يوم الأربعاء الماضي تعامل المملكة مع الجريمة وطريقة إخفائها لها بـ"الفشل الذريع".

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد تمسك بموقفه منذ البداية، واعتبر أن اغتيال خاشقجي مخطط له، كما أكد على ضرورة محاكمة مرتكبيه والمخططين له وتقديمهم للقضاء التركي.

بيد أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رفض الطلب التركي، موضحا أن محاكمة المسؤولين عن مقتل خاشقجي ستتم على الأراضي السعودية حصرا.

ومن المحتمل أن أمرا ما تغير بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع الرئيس التركي في 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ومما لا شك فيه أن أردوغان سيحاول -شأنه شأن نظيره الأميركي- استغلال المأزق الذي وقع فيه بن سلمان لتحقيق جملة من الفوائد.

وبحسب الصحيفة، فمن الواضح أن كلا من ترامب وأردوغان لا يدخران جهدا للسيطرة على ولي العهد السعودي، في حين ينبغي على بن سلمان التفكير في أمور كثيرة، مثل الحفاظ على فرص توليه للعرش مستقبلا، وعلى سمعته في العالم الإسلامي والساحة الدولية، وعلى الوضع داخل المملكة.

إعلان

ومع ذلك، تتضاءل فرص ولي العهد في مقاومة الوضع والتغلب عليه، خاصة مع تزايد الضغط الخارجي الذي تمارسه تركيا والولايات المتحدة وأوروبا.

تصميم يجمع محمد بن سلمان (يمين) وجمال خاشقجي(الجزيرة)

سياسة السعودية
وأفادت الصحيفة بأن بن سلمان قد يجبر على تقديم العديد من التنازلات دون مقابل، مما يعني أن الأمور التي كان للمملكة حرية رفضها أو التفاوض بشأنها ستتحول الآن إلى تنازلات، فعلى سبيل المثال ستضطر المملكة لرفع إنتاج النفط المخصص للأسواق الخارجية، علما أن ترامب نادى بذلك قبل اغتيال خاشقجي، خاصة بعد الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على النفط الإيراني.

كما تشير الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي سيكون مطالبا بمراجعة سياسة المملكة العربية السعودية حيال مجموعة متنوعة من قضايا الشرق الأوسط، مثل المواجهة السياسية مع الإخوان المسلمين، وصولا إلى التعجيل في المصالحة مع قطر.

واختتمت الصحيفة بأنه سيكون على المملكة التعامل مع تركيا ورئيسها أردوغان شخصيا الذي قد يفرض على الرياض التخلي عن دعم الأكراد السوريين في الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث لا تزال إمكانية إقامة دولة "كردستان سوريا" واردة.

وعلاوة على ذلك ستطلب أنقرة من الرياض عدم التدخل في العلاقات التركية الإيرانية، وفيما يتعلق بحل الأزمة القطرية التي طال أمدها فستعمل الولايات المتحدة على أن تكون طرفا في المصالحة.

المصدر : الصحافة الروسية

إعلان