باحث إسرائيلي: توتر بين الأردن والسلطة الفلسطينية

المستشرق الإسرائيلي بنحاس عنباري أرجع تدهور العلاقات بين الأردن والسلطة الفلسطينية إلى خلافات حول القدس (غيتي)

قال المستشرق الإسرائيلي بنحاس عنباري إن العلاقات السياسية بين المملكة الأردنية والسلطة الفلسطينية تتسم بالتدهور، في حين توجد زيادة ملحوظة في العلاقة القائمة بين فلسطينيي الضفة الغربية والأردن.

وأشار عنباري -وهو باحث وخبير في الشؤون العربية- في مقال له على موقع المعهد الأورشليمي لشؤون الدولة، إلى أن التدهور زاد عقب طرد مسؤولين أردنيين من الحرم القدسي العام الماضي، ثم الرفض الفلسطيني للمقترح الأردني الأخير بتركيب كاميرات تصوير في المسجد الأقصى.

كما أن مبادرة السلطة الفلسطينية في منظمة اليونسكو بنفي أي صلة لليهود بالمسجد الأقصى أثارت غضب الأردنيين، بسبب أن السلطة خرقت الاتفاق الموقع معهم بمنح الأردن الحق الحصري في تمثيل القدس في المنظمات الدولية.

إعلان

ونقل عنباري عن أوساط فلسطينية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية أن وفدا سياسيا فلسطينيا شعبيا ينوي الذهاب إلى الأردن لتجديد التواصل بين المملكة والضفة، عقب خروج وفد اقتصادي فلسطيني إلى عمان ولقائه بنظرائهم الأردنيين من أصل فلسطيني لتقوية العلاقات الاقتصادية بين الخليل والأردن.

وأضاف أن الملفت في الوفد الاقتصادي الفلسطيني وجود قيادات فتحاوية لديها إشكاليات مع المقاطعة حيث مقر الرئاسة الفلسطينية، وقد سافروا إلى عمان دون علم مسبق من السلطة الفلسطينية.

وأشار إلى أنه بعد انفصال قطاع غزة عن الضفة الغربية عام 2007، وبات أقرب إلى سيناء المصرية، يبدو أن مدينة الخليل في الطريق للانفصال أيضا عن رام الله والانضمام إلى الأردن.

إعلان

وفي مقال آخر له حول ذات الموضوع، تحدث عنباري -وهو محلل لقضايا الشرق الأوسط ومؤلف عدد من الكتب الخاصة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي- عن الخطاب الذي ألقاه الملك الأردني عبد الله الثاني قبل يومين في ذكرى استقلال المملكة، مشيرا إلى أن حديثه عن القضية الفلسطينية ينبغي أن يثير انتباه الإسرائيليين، فقد أشار إلى أن فلسطين جزء عربي من الثورة العربية الهاشمية الكبرى، وإلى مركزية المسجد الأقصى بالنسبة للأردن باعتباره المسؤول الأول عنه.

وأضاف أن الخطاب الملكي الأردني غض الطرف عن الحديث عن المسألة الفلسطينية كدولة، أو ذكر كلمة القومية الفلسطينية، وركز على أن فلسطين جزء من العرب، وليس لها خصوصية فلسطينية، وهو خطاب يأتي بعد تدهور في علاقة الأردن بالسلطة الفلسطينية، أدت إلى شبه قطيعة بين الملك عبد الله ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وختم عنباري بالقول إنه على خلفية الأزمة الناشبة بين عمان ورام الله، هناك تقدير بأن تلجأ عمان إلى إغلاق جسر الأردن مع الضفة الغربية على غرار إغلاق مصر لمعبر رفح، وهو ما هددت به عمان إثر طرد ممثليها من المسجد الأقصى العام الماضي، وهو تهديد ما زال قائما على الطاولة.

المصدر : الجزيرة