ستريت جورنال: الشرق الأوسط لن يفتقد أوباما

أوباما سيورث ترمب تركة مثقلة بالتحديات في الشرق الأوسط (الأوروبية)
كثيرون في الشرق الأوسط رحبوا بفوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني ليس حبا في الرجل ولكن لأن أملهم خاب في الرئيس باراك أوباما الذي مكّن لإيران في الأرض.

ولهذا السبب فلن تفتقد منطقة الشرق الأوسط أوباما، كما يرى اثنان من المفكرين السياسيين في الولايات المتحدة، ففي مقال مشترك بصحيفة وول ستريت جورنال، كتب هيليل فرادكلين مدير مركز الشؤون الإسلامية بمعهد هدسون، ولويس ليبي الذي خدم في إدارة جورج بوش الإبن، أن أوباما ترك المنطقة وهي تعاني تحديات متعددة تزداد سوءا ليس أقلها الحرب غير المكتملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ويتضمن إرث أوباما تركه إيران تتمكن في المنطقة بما يهدد المصالح الأميركية، ويزعزع استقرار الدول السنية، وينتهك الاتفاقيات بشأن تطوير أسلحة صاروخية ونووية، هذا إلى جانب حروب أهلية شيعية-سنية يستعر أوارها، بحسب المقال.

إعلان

والعراق الذي ادعت إدارة أوباما أنها حققت انتصارا فيه، يرزح تحت نير صراع داخلي ووطأة يد إيران الباطشة، كما انهارت احتمالات حشد مزيد من قوى المعارضة السورية المعتدلة نظرا لإهمال الغرب لها إبان ضربات نظام بشار الأسد بدعم إيراني.

ومضى الكاتبان بالقول إن الجهود الرامية لإلحاق الهزيمة بأحد أعداء الغرب قد تعزز من مصالح عدو آخر، فتدخل روسيا الكبير في المنطقة سعيا وراء مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية يمثل تحديا للنفوذ الأميركي، ويواجه حلفاء أميركا التقليديون في المنطقة مصاعب جمة، حتى وإن كانوا يرتابون في مصداقية واشنطن كشريك لهم.

ولعله ليس من المدهش والحالة هذه -كما يقول الكاتبان- أن ينظر هؤلاء الحلفاء بعين الأمل إلى تصريحات ترمب ووزير دفاعه الجنرال جيمس ماتيس ومستشار أمنه القومي مايكل فلين، ففي كلمته أمام مؤتمر في 21 أبريل/نيسان، وصف ماتيس النظام الإيراني بأنه يمثل "التهديد الدائم للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط".

إعلان

وبدوره، ندد فلين بما سماه "السلوك السلبي والنفوذ المتعاظم" لإيران، ثم إنه يحبذ ارتباطا أميركيا أوسع بما في ذلك تنظيم وتسليح قوات عربية "قادرة على صون واجباتها في المنطقة".

ولمواجهة "الأعداء السيئين"، فإن على أميركا العمل مع الدول التي "لا تشاطرنا قيمنا بل تنتهكها في بعض الأحيان"، حسبما ذكر الكاتبان في ختام مقالهما.

المصدر : وول ستريت جورنال