الإمارات وإيران.. تفاصيل الحبل السري

200 رحلة أسبوعية بين الإمارات وإيران وحجم الاستثمارات الإيرانية بدبي يقدر بـ300 مليار دولار (رويترز-أرشيف)
محمد النجار

إعلان
تثير دعوة 60 نائبا إيرانيا لمعاقبة الإمارات أسئلة متجددة عن علاقات البلدين، فرغم موقف أبو ظبي المعلن ضد سياسات طهران وتأييد العقوبات الأميركية عليها، تكشف الحقائق والأرقام عن "حبل سري" يربط بين البلدين على ضفتي الخليج العربي.
فقد دعا 60 نائبا في البرلمان الإيراني الرئيس حسن روحاني لإعادة النظر في العلاقات مع الإمارات على كل المستويات بسبب ما سموها مواقف أبو ظبي المعادية، وتماهي سياساتها مع العداء الأميركي لطهران، ودعمها لتصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ضدها.
 
وجاء هذا الموقف الإيراني بعد تصريحات لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش اعتبر فيها أن بومبيو يسلك الطريق الصحيح تجاه إيران، وأضاف أن "توحّد الجهود هو الطريق الصحيح لتدرك طهران عبثية تغولها وتمددها".
إعلان
 
غير أن مناخ التوتر السياسي المعلن في علاقات الإمارات بإيران، ومشاركة أبو ظبي في التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين –حلفاء طهران- في اليمن، واحتلال إيران لثلاث جزر إماراتية، لم ينعكس على الشراكة الاقتصادية المتينة بينهما.
 

وتاليا أبرز محطات وأرقام علاقات الإمارات وإيران:

 
* الشريك الأول
 

– حافظت الإمارات على كونها الشريك التجاري العربي الأول مع إيران، رغم تراجع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 11 مليار دولار العام الماضي (6.5 مليارات دولار صادرات إماراتية و4.5 مليارات صادرات إيرانية). 

إعلان
وكان هذا الحجم قد بلغ 16 مليار دولار عام 2016 (12 مليارا صادرات إماراتية، و4 مليارات صادرات إيرانية).
 
– تحتل إيران المرتبة الرابعة في قائمة الشركاء التجاريين للإمارات، في حين تعتبر الأخيرة الشريك التجاري الثاني لإيران بعد الصين.
إعلان
 
– تستحوذ الإمارات على 90% من حجم التجارة بين دول الخليج وإيران، وكان التبادل التجاري بينهما قد سجل أعلى معدل له عام 2011 عندما بلغ 23 مليار دولار، وهبط بعدها تدريجيا بسبب العقوبات الغربية والأميركية، لكنه حتى عام 2016 حافظ على معدل يزيد عن 15 مليار دولار.
 
* مقيمون وطلاب وطيران
 
– وفق تقديرات صادرة عن وزارة الخارجية الإيرانية، يعيش في الإمارات من 400 إلى 500 ألف إيراني، نسبة كبيرة منهم من التجار ورجال الأعمال، في حين نقلت وكالة أنباء فارس عن إحصاءات صادرة عن دائرة الأحوال الإيرانية أن عدد الإيرانيين المقيمين في الإمارات يبلغ 800 ألف نسمة.
إعلان
 
– هناك أربع جامعات إيرانية في الإمارات، وما يزيد عن 30 ألف طالب إيراني يتلقون تعليمهم في الإمارات.
 
– تعتبر حركة الطيران بين البلدين نشطة جدا، إذ توجد 200 رحلة طيران أسبوعية بين الإمارات وإيران، منها 50 رحلة أسبوعية بين طهران ودبي، وفق إحصاءات وزارة الخارجية الإيرانية.
 
إعلان

* 300 مليار دولار..

 

– بحسب مجلس الأعمال الإيراني في دبي، فإن الاستثمارات الإيرانية في الإمارات تحتل المرتبة الثانية بعد الأميركية، إذ تتراوح بين 200 و300 مليار دولار، كما تمثل ثروة الجالية الإيرانية في الإمارات ما بين 20 و30% من حجم ثروة الأصول المادية في الإمارات، وفقا لإحصاءات عام 2012.

إعلان
 
– وفق مصادر إيرانية، فإن عدد الشركات الإيرانية المسجلة رسميا في دبي وحدها يبلغ 7660 شركة، كما تتحدث مصادر أخرى عن وجود ما يقرب من 13 ألف رجل أعمال إيراني برؤوس أموال ضخمة يستثمرون في الإمارات.
 
* تجارة ورجال أعمال
إعلان
– وفقا لتصريح سابق لمجلس الأعمال الإيراني في دبي، فإن عدد الإيرانيين الذين يعيشون في هذه الإمارة يبلغ نحو 80 ألف إيراني، منهم 8200 تاجر يديرون شبكة ضخمة من الأعمال ويستثمرون بشكل رئيسي في قطاع المواد الغذائية والمواد الخام والحديد والفولاذ والإلكترونيات والإطارات والمعدات المنزلية وغيرها من المواد.
 
– في تقرير لها عقب الاتفاق النووي مع إيران -اتفاق 5+1 الذي انسحبت منه واشنطن مؤخرا- قالت مجلة إيكونوميست إن الإمارات تستضيف على أراضيها أكثر من 10 آلاف رجل أعمال إيراني وشركات تجارية إيرانية.
 
إعلان

* دبي رئة إيران

 
لم يؤثر احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) على العلاقات الاقتصادية المتنامية والمتينة بين الإمارات وإيران.
 
وكانت الإمارات من أكثر الدول التي حققت فوائد اقتصادية بفضل موقعها كمنطقة ترانزيت للتجارة الإيرانية في سنوات الحصار والعقوبات على إيران. 
 
ومنذ فرض العقوبات الأممية عليها كانت إمارة دبي بمثابة الرئة للاقتصاد الإيراني والباب الرئيسي لأهم الواردات التي يحتاج إليها الاقتصاد الإيراني، وبالمثل عملت إيران على بناء وجود اقتصادي مهم بتفعيل استثمارات داخل الإمارات، مما ساعد على تخفيف التوتر معها في الخلاف حول الجزر.
 
* إغلاق الباب
 
وأمام هذه الأرقام تتحدث وسائل إعلام مختلفة عن أن الولايات المتحدة لن تقبل بأي علاقات تجارية مع طهران في إطار سعيها لفرض عقوبات "هي الأشد في التاريخ"، كما وصفها بومبيو.
 
وفي تقرير له اليوم الخميس، تحدث موقع المنيتور الأميركي عن أن واشنطن ورغم أنها تدرك أن عدم وجود قرار خليجي موحد منذ فرض الحصار السعودي الإماراتي البحريني على قطر، فإنها ستتشدد في أي علاقة تجارية مع إيران، وهو ما سيفقد دبي تجارة معلنة بمليارات الدولارات مع إيران عوضا عن تجارة سرية لا يعرف حجمها.
 
* صراع السياسة والتجارة
في تصريح سابق له، قال رئيس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن "التجارة وليس السياسة" ما يوثق علاقات الإمارات بإيران، لكن العديد من الخبراء يتساءلون عن صراع قد يكون خفيا بين دبي وأبو ظبي بعد أن بات حاكم الأخيرة محمد بن زايد آل نهيان صاحب الكلمة الفصل في سياسة بلاده الخارجية والتي تبدو أكثر اشتباكا في العديد من الملفات في الإقليم، ولا يعرف إن كانت ستشهد تصعيدا مع إيران.
المصدر : الجزيرة

إعلان