تنسيق خليجي لمواجهة تجارة المخدرات

المجتمعون أكدوا ضرورة رفع مستويات التنسيق والتعاون لمواجهة الاتجار بالمخدرات والجرائم المهددة لدول الخليج (الجزيرة نت)

محمد أفزاز-الدوحة

انطلقت اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة أعمال الاجتماع الثاني لربط الشبكات الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة المخدرات، وسط تأكيد من جانب المسؤولين على ضرورة رفع مستويات التنسيق والتعاون لمواجهة الاتجار غير المشروع بالمخدرات وباقي أنواع الجرائم المنظمة التي باتت تهدد الأمن الاجتماعي والاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي.

وفي هذا الإطار أكد المدير العام للأمن العام بوزارة الداخلية القطرية اللواء الركن سعد جاسم الخليفي لدى افتتاحه أعمال الاجتماع، أن التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة العالمية والمستجدات التي طرأت على أنماط وأساليب وطرق تهريب المخدرات والإمكانات التي تمتلكها شبكة عصابات التهريب، تحتم ضرورة الارتقاء بالعمل الأمني وتعزيز مستويات التكاثف وبذل أقصى الجهود لحماية المجتمعات من هذه الآفة الخطيرة.

إعلان

وأشار الخليفي إلى أن التعاون بين أجهزة مكافحة المخدرات والمراكز والمنظمات الدولية المتخصصة في تبادل المعلومات الاستخباراتية والخبرات، خطوة هامة في الاتجاه الصحيح لمكافحة المخدرات.

‪صورة جماعية للمشاريكين في الاجتماع‬ (الجزيرة نت)

مصدر قلق
من جهته اعتبر الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية لمجلس التعاون الخليجي هزاع مبارك الهاجري أن المخدرات أصبحت مصدر قلق يهدد البشرية ويعمل على تدمير الكيان الأسري ويؤدي إلى التفكك الاجتماعي وزعزعة نمط الاقتصاد الوطني وتكدير صفو الأمن والنظام القومي.

وأكد الهاجري أن ظاهرة المخدرات عالمية الملامح والأبعاد لذا فإن مكافحتها تقتضي تعزيز أوجه التعاون بين الجهات المختصة في هذا المجال وعلى كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، حتى يتسنى تطويقها وشل حركة مهربيها والحد منها عرضا وطلبا.

إعلان

وأوضح أن تأسيس مركز خليجي للمعلومات يأتي في سياق الدعم الذي توليه قيادات دول المنطقة  لتعزيز التعاون في مجال مكافحة المخدرات.

بدوره لفت ممثل فرع الجريمة المنظمة بالأمم المتحدة في المنطقة توفيق مرشدلو إلى أن الاتجار بالمخدرات أضحى يشكل تحديا عالميا، مما يستدعي تعاضدا أكبر بين الهيئات والمؤسسات ليس إقليميا فحسب، بل ودوليا أيضا. وشدد على أهمية التعاون بين كل المنظمات والمراكز الإقليمية والعمل على رفع مستوى طاقاتها وقدراتها في مواجهة آفة تهريب المخدرات وأشكال الجريمة المنظمة.

دعم كبير
وأكد مرشدلو أن مبادرة إنشاء مركز خليجي للمعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات -ومقره الدوحة- تحظى بدعم كبير إقليمي ودولي، وخصوصا من الأمم المتحدة.

أما رئيس المكتب الأممي المعني بالمخدرات والجريمة لمنطقة الخليج العربي حاتم علي فأكد ضرورة مواجهة ظاهرة الاتجار غير المشروع في المخدرات وفق رؤية تتأسس على التعاون والشراكة والتعاون البناء بين الجميع. 

وبيّن علي أهمية تأسيس مركز إقليمي للمعلومات الجنائية باعتباره منصة تتيح تبادل الخبرات والرؤى ووضع الآليات التنسيقية لمواجهة ظاهرة الاتجار بالمخدرات.

‪حاتم علي: دول الخليج تدرك جيدا‬ (الجزيرة نت)
إعلان

مخاطر شديدة
وفي حديث للجزيرة نت قال علي إن دول الخليج العربي تقع تحت ضغط مخاطر شديدة تتعلق بالجريمة المنظمة، والاتجار بالمواد المخدرة.

وعزا ذلك إلى كون المنطقة تتمتع برخاء اقتصادي واستقرار سياسي وشبكة ضخمة من النقل الجوي والبحري والبري، ووجودها على حدود دول معروفة تاريخيا بكونها مصدرا للاتجار للمخدرات، فضلا عن كونها تمثل معبرا نحو دول في أميركا وأوروبا.

وأضاف أن دول الخليج تدرك جيدا حجم المخاطر التي تتهددها، ويؤشر على ذلك تأسيسها لمركز إقليمي للمعلومات وتعزيزها لأوجه التعاون مع الأمم المتحدة وهيئات أخرى.  

إعلان

من جانبه أكد العقيد يوسف محمد الخالدي مساعد مدير مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون أن الاجتماع يأتي تجسيدا للدور الأمني لدول المجلس في مجال التصدي لآفة المخدرات التي خرجت من الإطار المحلي إلى العالمي.

عمليات ضبط
وأوضح الخالدي في حديث للجزيرة نت أن دول الخليج تتمتع بأجهزة ذات مستوى عال لمكافحة المخدرات، سواء على الصعيد البشري أو التقني.

وكشف أن حبوب "الكبتغون" المخدرة تعد من الأنواع الأكثر انتشارا في منطقة الخليج إلى جانب "الحشيش" و"الهيروين"، إضافة إلى دخول "الترامادول" على الخط.

وشهد اليوم الأول من الاجتماع الذي يستمر حتى يوم غد الأربعاء عرض عدد من التجارب المتعلقة برصد وضبط شبكات تهريب المخدرات بالاستناد إلى المعلومات التي تم استقاؤها من مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لدول الخليج العربي بالدوحة.

وقد كان من أبرزها ضبط 22 مليون حبة من "الكبتغون" تقدر قيمتها السوقية بملياري ريال قطري، فضلا عن ضبط طنين من مخدر الحشيش ونحو 11 كلغ من الهيروين في عمليات متفرقة.

المصدر : الجزيرة

إعلان