قتلى بتونس وغضب بين رجال الأمن

أكدت السلطات التونسية اليوم قتل عدد من المسلحين خلال عملية عسكرية وأمنية واسعة تعقبا لمجموعة مسلحة متهمة بقتل عنصرين من الحرس الوطني (الدرك) أمس الخميس شمال غرب البلاد، في حين اضطر رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس التأسيسي لمغادرة موكب تشييع القتيلين في ثكنة العوينة بتونس العاصمة بعد أن رفع رجال الأمن شعارات ترفض حضورهم.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي إن القوات الخاصة للحرس والجيش شاركوا في العملية التي انطلقت بقصف جوي، وهي الآن في المرحلة البرية، مضيفا أن عددا ممن وصفهم بالإرهابيين قُتلوا.

إعلان

وأكد العروي أن قوات ما تزال تحاصر عددا من المسلحين الذين قتلوا أمس عنصرين من الحرس الوطني في جهة قبلاط بمحافظة باجة شمال غرب البلاد، ثم لاذوا بالفرار إلى مناطق جبلية.

وكان وزير الداخلية لطفي بن جدو صرح أمس لإذاعة موزاييك الخاصة أن "المجموعة المسلحة تضم بين عشرين و25 مسلحا". علما بأن دركيا ثالثا أصيب أمس بجراح لكنه تجاوز مرحلة الخطر وحالته مستقرة.

من جهته, أكد مسؤول أمني لرويترز مقتل اثنين من المسلحين واعتقال آخرين ينتمون لجماعة أنصار الشريعة المحظورة التي أعلنتها الحكومة في أغسطس/آب الماضي تنظيما إرهابيا بدعوى "تورطها في اغتيال معارضين هذا العام".

إعلان
قوات الحرس عبرت عن سخطها لحضور السياسيين موكب التأبين (الفرنسية)

تأبين واحتجاج
في الأثناء، أجبرت مظاهرة لقوات الأمن الرئيس المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء علي العريض ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، على مغادرة موكب تشييع رسمي تكريما لقتيلي الدرك أمس.

وهتف المتظاهرون من ممثلي النقابات بعضهم كان يرتدي الزي النظامي والآخر اللباس المدني "ارحل" و "جبان" في وجوه المسؤولين مما أجبرهم على مغادرة الموكب الذي نظم بثكنة الحرس الوطني بالعوينة في العاصمة.

وغادر الرؤساء الثلاثة المكان بعد تعرضهم لنحو عشرين دقيقة لصيحات الاستهجان، دون أن ينبسوا ببنت شفة وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وقال أحد المحتجين "لم نعد نقبل حضور السياسيين" في حين رفع متظاهرون يافطات تطالب بقوانين "تحمي رجال الشرطة".

ولم يتمكن من حضور الموكب سوى وزير الداخلية الذي قال في كلمة قصيرة "نحن جميعا ضد الإرهاب، إنها حرب ولن نتوقف عن الكفاح".

نقص لوجستي
يُذكر أن نقابات قوات الأمن نظمت الأشهر الأخيرة العديد من المظاهرات تنديدا بما سموه نقص الوسائل اللوجستية للتصدي للمجموعات المسلحة التي تشهد تناميا في تونس منذ الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي مطلع 2011.

لكنها المرة الأولى التي يحتج فيها ممثلون عن الشرطة والحرس الوطني على أرفع مسؤولين بالدولة الذين يحضرون باستمرار مواكب تشييع أو تأبين الأمنيين والعسكريين الذين يسقطون في ساحة القتال.

وفي الشأن السياسي، دعا حزب حركة النهضة جميع الأطراف السياسية إلى تهدئة شاملة اجتماعيا وسياسيا وإعلاميا من أجل إنجاح الحوار الوطني.

واعتبر المنسق العام للحركة عبد الحميد الجلاصي أن النهضة مقتنعة بالتسريع في الحوار لكنها ترى ضرورة التهدئة من أجل إنجاحه, محذراً في الوقت نفسه من فشل الحوار الوطني إذا تحول إلى مؤسسة موازية للمجلس التأسيسي.

المصدر : وكالات

إعلان