عائلات الأسرى الفلسطينيين تلتئم برمضان

 محمد محسن وتدأم الفحم

احتضنت مؤسسة يوسف الصديق لرعاية الأسرى وعائلات أسرى الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة أمسية رمضانية أشرفت عليها لجنة متابعة قضايا أسرى الحرية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بالداخل الفلسطيني.

إعلان

وأقيم إفطار على شرف أهالي وعائلات الأسرى بحضور أسرى محررين بصفقة الوفاء للأحرار، وذلك تضامنا مع الأسرى ونضالهم المتواصل في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتقاسمت العائلات على مائدة الإفطار مشاعر مختلطة من الحزن والفرح، وعكس مشهد اللقاء وتبادل التهاني والذكريات مشهد غياب الأحبة والأبناء عن موائد الرحمن برمضان منذ عقود وتوقهم إلى لم الشمل بين الأسير وذويه.

معاناة وحرمان
وحبست الحاجة ملكة بكري والدة الأسير محمد المحكوم بتسع مؤبدات دموعها، لكنها لم تخف لوعة الفراق وشوقها وحنينها إلى فلذة كبدها الغائب عن مائدة الإفطار منذ عشر سنوات، وقالت للجزيرة نت إن ابنها محتجز بسجن نفحة الصحراوي ويستغرق سفرها عشر ساعات من المعاناة لكي تزوره لنصف ساعة.

إعلان
الحاجة ملكة بكري: مثل هذه اللقاءات تدخل البهجة وتدعم الصمود (الجزيرة)

وتضيف أنه "لقاء من خلف جدار زجاجي عازل يتحول لكابوس وجحيم بسبب إجراءات السجان الإسرائيلي الذي يحرمني حتى من احتضان وتقبيل ابني".

ويعكس حال عائلة الحاجة ملكة واقع جميع عائلات وأمهات الأسرى تحديدا، فالفرح لم يدخل قلبها ومعاناتها تكون مضاعفة بشهر رمضان، لكن مثل هذا اللقاء -تؤكد والدة الأسير محمد- الذي يجمع شمل العائلات وتلتقي بأسرى محررين يدخل البهجة إلى قلبها ولو للحظات ويدعم من صمودها.

وأوضحت أن معاناة الأسرى وذويهم تأخذ أشكالا متعددة برمضان بسبب هذا الحرمان القسري لسلطات السجون الإسرائيلية التي تصعد من خطواتها القمعية ضد الأسرى محاولة حرمانهم من فرحتهم في الشهر الفضيل والتنكيل بعائلاتهم خلال الزيارات.

ونعم الأسيران المحرران بصفقة الوفاء للأحرار محمد جبارين وعلي عمرية بنكهة رمضان بعد حرمان دام 23 عاما، والتي جمعتهما حول مائدة الإفطار بعائلاتهما، ويقول جبارين للجزيرة نت إن فرحتهم بقيت منقوصة ولن تكتمل إلا بتحرير جميع الأسرى.

ويشرح أنه في الأسر كانت المعاناة تتفاقم وتأخذ صورا متعددة من الحرمان ومنع التواصل، ويضيف أنه "لكل أسير قصته وحكايته، لكن رمضان يجمع الأسرى وعائلاتهم بحكاية مشتركة وصورة تحمل ألوانا من المعاناة للأسير وذويه".

إعلان
صلاح: ملف الأسرى سيغلق يوم يزول الاحتلال والظلم الإسرائيليين (الجزيرة)

معادلة الصراع
واستذكر جبارين خلال تناوله للإفطار بحرية واقع الأسرى بسجون الاحتلال بشهر رمضان وما يمر عليهم من معاناة مضاعفة، حيث تصعِد سلطات السجون من الإجراءات العقابية والقمعية ضدهم بالاقتحام والتفتيش والعزل، وتسعى لمنعهم من ممارسة الشعائر الدينية لسلبهم فرحتهم، لكنهم يتجاوزونها بالفرح والاحتفال وبتبادل التهاني وقضاء الوقت بالصلوات وتلاوة القرآن الكريم وحفظه والتضرع للخالق بالدعاء والصلاة ليفك أسرهم للقاء عائلاتهم.

بدوره، اعتبر رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح الذي يترأس لجنة متابعة قضايا الأسرى، أسرى وأسيرات الحرية أنهم وقف مقدس لن يتم التنازل عنه أو التفريط به، داعيا لتضافر جميع الجهود بغية مواصلة النضال والإبقاء على قضيتهم بضمير ووجدان الأمة والشعب الفلسطيني حتى "يعانقوا شمس الحرية رغم أنف المؤسسة الإسرائيلية".

ويضيف الشيخ صلاح في حديث للجزيرة نت أن ملف الأسرى- الذي يتساءل البعض عن مصيره- سيغلق يوم يزول الاحتلال والظلم الإسرائيليين، لافتا إلى أن هذا هو الأساس، ومعادلة الصراع التي يجب أن يفهمها الجميع أنه ما دام هناك احتلال وظلم فستبقى المقاومة.

وخلص إلى أنه "ما زلنا مصممين" على أن أسرى وأسيرات الحرية "سينتصرون ولو بعد حين" على السجان الإسرائيلي "فنحن أصحاب حق عمره أطول بكثير من عمر سجون الاحتلال" التي ستزول "وسيبقى حقنا كون المستقبل لنا" لكن إلى حين أن يتحقق ذلك "فإذا ما احتاج الحق والوطن والأقصى لنا سندخل السجون ثانية مرفوعي الرؤوس".

المصدر : الجزيرة

إعلان