نشاطات ترفيهية تعود الطفل على عادات شهر رمضان المبارك المختلفة

المرشدة التربوية السوسي: الأطفال يتعلمون من الأنشطة بشكل أفضل كون المعلومات تصلهم من دون الشعور بالملل (الجزيرة)

بيروت- من الضروري غرس وتحبيب العادات الدينية والاجتماعية والأخلاقية بشهر رمضان المبارك لدى الأطفال، فهذا الشهر هو الوقت المثالي لتعزيز هذه القيم في نفوسهم، وتنمية المهارات والحواس الحركية والذهنية لديهم من خلال الأنشطة وإشراكهم بطريقة تجعلهم يتحمسون ويتشجعون ويحبون هذا الشهر ويمضون الوقت مع العائلة بمتعة وسعادة.

التقت الجزيرة نت المرشدة التربوية هيام السوسي، وهي معلمة رياض أطفال لغة عربية وتربية إسلامية لصف الروضة الأولى في مدرسة علي بن أبي طالب، التي أكدت أهمية دور الأهل والمدرسة في آن واحد في تعويد الطفل منذ الصغر على تعلم عادات هذا الشهر الفضيل، فقدمت عدة نصائح للوالدين، مؤكدة بأن شهر رمضان المبارك هو فرصة مثالية لتربية الأطفال على القيم الدينية والأخلاقية منذ طفولتهم المبكرة، وفرصة لتهذيب سلوكهم عن طريق اللعب والترفيه والأنشطة المختلفة.

هيام السوسي توضح للأطفال وبطريقة مبسطة أن رمضان المبارك هو الشهر الذي ننتظره بفارغ الصبر لما فيه من قيمة روحية (الجزيرة)

أداء صلاة الجماعة وصلاة التراويح

تنصح السوسي بتشجيع الطفل على أداء الصلاة، وخاصة صلاة الجماعة مع الأسرة، وتشجيعه على صلاة التراويح بحماس مع أفراد أسرته.

إعلان
تشجيع الطفل على أداء الصلاة خاصة صلاة الجماعة وصلاة التراويح (بيكسلز)

تزيين المنزل بزينة رمضانية

كما تنصح بمشاركة الأطفال في صنع زينة احتفالا بحلول شهر رمضان، وخاصة في الأيام الأولى منه، فيمكن صنع فوانيس ملونة مع هلال وصنع ملصقات أو لافتات، ترحيبا بشهر رمضان المبارك. كما يمكن اصطحاب الأطفال لشراء واختيار إضاءات ملونة فيها نجوم وأهلة مختلفة الأحجام، وأن يعلقوا معا هذه الزينة لتضفي بهجة على المنزل.

على الأمهات تهيئة الأجواء الرمضانية لأطفالهن ليشعروا بأجواء البهجة والحماس (بيكسلز)

تخصيص ركن رمضاني مميز

يمكن كذلك تخصيص ركن خاص في غرفة المعيشة أو في أي مكان آخر هادئ للصلاة، وقراءة القرآن الكريم، مع وضع مصاحف ومسابح، ويوضع فيه سجادة صغيرة للطفل للصلاة، وكلها توحي بأجواء رمضانية. فهذا الركن يشجع الطفل على الصلاة في هذا المكان وحفظ سور من القرآن الكريم أيضا مع حفظ بعض الأدعية.

الحرص على تنفيذ بعض الزينة الرمضانية يمنح الأطفال البهجة والفائدة (الجزيرة)

التبرع ومساعدة الفقراء

وتؤكد السوسي أن التبرع بالملابس والألعاب ومساعدة المحتاجين والفقراء أمر مهم يساعد على توعية الطفل بالقيام بأعمال خيرية ليس خلال شهر رمضان المبارك فقط، إنما طوال حياته، فتربية الأبناء على الأعمال الصالحة من المهام الأساسية للأهل، لذلك فكرة التبرع للمحتاجين من أهم أعمال الخير التي يتم تعليمها للأطفال.

إعلان

قراءة قصص الأنبياء وشهر رمضان

قراءة قصص السيرة النبوية والأنبياء والصحابة التي لها علاقة بشهر رمضان تجعل الأطفال يتعلقون بالمناسبات الدينية ويتحمسون لقراءة هذا النوع من القصص. فهذه واحدة من أهم النشاطات الذهنية التي تجمع ما بين التسلية والحماس والاستفادة، فمن الضروري أن يتعلم الطفل ويتعرف على التاريخ الإسلامي والقيم الإسلامية.

استقبال شهر رمضان المبارك عن طريق اللعب والترفيه بأنشطة مختلفة (الجزيرة)

المساعدة في إعداد مائدة الإفطار

وليشعر الطفل بلذة الصيام ويقبل عليه، لا بد له أن يشارك في تحضير مائدة الإفطار ويساعد والدته بتحضير بعض أنواع الطعام ومنها سلطة الفتوش مثلا، أو المساهمة بوضع أدوات الطعام على السفرة، فهذا يشجعه على الصيام ويمر الوقت باستمتاع، كما أن المشاركة تخلق جوا من المحبة والألفة بين جميع أفراد الأسرة، وهذا يعزز جو شهر رمضان المبارك.

المدرسة تلعب دورا مهما جدا في تحضير الطفل لشهر رمضان المبارك بحماس ونشاط (الجزيرة)

عدم إجبار الطفل على الصيام

بالمحبة واللطف يمكن تعويد الطفل على الصيام بضع ساعات، وتنصح السوسي بعدم إجبار الطفل على الصيام حتى آذان المغرب، إذ يمكن التدرج بزيادة ساعات صيامه، حتى لا يشعر بالمشقة وينفر من فكرة الصيام، كما يجب تعويد الطفل على القيام بنشاطات مختلفة ومرحة ليبعد فكرة الطعام والشراب عنه ولا يشعر بالجوع والإرهاق، وهكذا يبدأ جسمه بالتعود ولن يتذمر بعد ذلك.

الحرص على دعوة الأقارب والأهل

شهر رمضان هو وقت العائلة وصلة الرحم وزيارة الأقارب والأحباب، لجمع الشمل والشعور بالألفة والمحبة والتسامح. ويجب على كل الأمهات والآباء تهيئة الأجواء الرمضانية لأطفالهم ليشعروا بأجواء البهجة والحماس، ويسعدوا بتجمع العائلة بأكملها.

الأجواء الرمضانية تتكرس لدى الأطفال ويشعروا ببهجتها عند اجتماع العائلة على سفرة رمضان (شترستوك)

ما دور المدرسة في شهر رمضان؟

تبين السوسي -للجزيرة نت- أن المدرسة تلعب دورا مهما جدا في تحضير الطفل لشهر رمضان المبارك بحماس ونشاط، لما لذلك من أثر إيجابي على نفسيته.

وتتحدث السوسي عن تجربة مدرسة على بن أبي طالب التي أطلقت "استيبانة رمضان" لمشاركة كل أطفال الروضة بالاحتفال بالشهر الفضيل، بدءا بأنشطة تعليمية لإمتاع الأطفال وتعليمهم عن هذا الشهر بطريقة محببة، والحرص على أن ينفذوها ببهجة ومتعة كتركيب "بازل" مسجد كبير، تركيب صحن مع شوكة تدل على (مائدة الإفطار)، تلوين رسومات وقص أوراق وكرتون بأشكال فوانيس، قيام بمهام رياضية وقفزات تدل وكأنها من وقت الفجر إلى وقت الفطور، مع قراءة قصص عن أركان الإسلام الخمسة والسيرة النبوية وشرح مفصل عن مفهوم الصوم بطريقة ترفيهية.

المعلمة هيام السوسي خلال فعالية استيبانة رمضان ومشاركة الأطفال بالاحتفال بها (الجزيرة)

وتوضح السوسي بأن مشاركة الأطفال بهذه الأنشطة تحقق لهم الفائدة، حيث تصلهم المعلومات من دون الشعور بالملل إنما بطريقة حماسية وممتعة. وباختصار، تقول السوسي "يجب أن يشعر الأطفال بأن شهر رمضان المبارك هو الشهر الذي ننتظره جميعا بفارغ الصبر، لما فيه من قيمة روحية لا تنسى، وتبقى عالقة في الأذهان طوال العمر، ولنحاول رغم كل الظروف الصعبة التي نمر بها في لبنان أن نستقبل رمضان بطريقة مختلفة وبقدر من البهجة والروحانية".

ما بعد شهر الصيام

وتلفت السوسي إلى أن الطفل ينظر بحماس للعيدية وفرحة العيد بعد شهر من الصيام، ويتشوق للمكافأة التي سينالها نتيجة أعماله الحسنة، فلقد استعد بشوق ولهفة لشهر كامل، وكانت مرحلة التدريب إيجابية جدا، فلا بد من مكافأته بهدية قيمة من الأهل، وحتى بشهادة تقدير من الأهل أو المدرسة يستلمها يوم العيد ليشعر بالسعادة وأنه يستحق  التقدير على ما فعله خلال شهر رمضان، على حد تعبيرها.

الطفل ينتظر بحماس العيدية وفرحة العيد بعد شهر من الصيام والمكافأة التي سينالها نتيجة أعماله الحسنة (الجزيرة)
المصدر : الجزيرة

إعلان