مشروبات الطاقة

د. أسامة أبو الرب

مصطلح تجاري تسويقي -ليس علميا ولا طبيا- وضعته شركات المشروبات، يعني عادة المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين بالإضافة إلى مواد أخرى مثل التورين والغوارانا وفيتامينات "ب"، والتي تدعي أنها تزود مستهلكيها بالطاقة والحيوية.

إعلان

مع توالي تسجيل حالات وفاة ربطت بتناول مشروبات الطاقة، أصبح واضحا أن هناك العديد من المخاطر التي ترتبط بها مقابل عدم وجود دلائل علمية كافية لدعم أن هذه المشروبات تعطي شاربها الطاقة حقا، بينما لا يزال كثير من الشباب مولعين بها وكأنها "ترياق القوة" الذي سيجعلهم يحملون الجبال بأيديهم!

ولا توجد معطيات علمية كافية لدعم مزاعم مشروبات الطاقة بتحسينها للأداء الرياضي أو الجسمي أو العقلي، أو جعل الشخص قادرا على القيادة إذا كان متعبا. كما أنها لا تناسب إطلاقا الكثير من الأشخاص مثل الحوامل والأطفال والمرضى، كما قد تكون خطيرة حتى على الأصحاء.

ورغم توالي التحذيرات من مخاطر هذه المشروبات في السنوات الماضية فقد تزايد عيلها الإقبال، ويعزو البعض ذلك إلى قيام شركات هذه المشروبات بتسويق منتجاتها في حملات دعائية تستخدم رياضات مثل التسلق وسباق الدراجات، مما يجعلها ترتبط في أذهان المشاهدين بالسرعة والقوة.

إعلان

مكونات مشروبات الطاقة

الكافيين

المادة المنبهة الأساسية في مشروب الطاقة، ويقول مصنعو المشروبات إنه يقاوم التعب ويطرد النعاس، ولكن الأطباء يوصون بألا يتجاوز المأخوذ اليومي منه مائة إلى مائتين مليغرام، أما إذا كان الشخص يعاني من أمراض معينة، مثل ارتفاع ضغط الدم فقد يوصيه الطبيب بمقدار أقل من ذلك.

وتحتوي العبوة الواحدة من مشروب الطاقة على كمية من الكافيين تتراوح بين 72 مليغراما إلى 150 مليغراما، كما قد تصل في بعض الأنواع وفي حالة العبوات الكبيرة إلى 300 مليغرام أو أكثر. وهذا يعني أن الشخص قد يتناول كمية كبيرة من الكافيين خاصة إذا شرب أكثر من عبوة يوميا، بالإضافة إلى ما يحصل عليه الشخص من شرب الشاي والقهوة والكولا.

التورين

حمض أميني يوجد في مشروبات الطاقة، ويزعم أنصاره أنه يقلل مخاطر السكري والصرع، وأنه يزيد الأداء الرياضي، ولكن لا توجد معطيات علمية لدعم أي من هذه الادعاءات.

الغوارانا

بذور نبات في منطقة الأمازون، وتحتوي على تركيز مرتفع للغاية من الكافيين، وبالتالي فإن لها تأثيرات الكافيين نفسها ولها مخاطره وآثاره الجانبية.

فيتامينات "ب"

تضاف إلى مشروبات الطاقة بدعوى أنها تحفز الأداء العقلي والجسمي. ولكن معظم الأشخاص يحصلون على فيتامينات "ب" من الغذاء خاصة عندما يكون متوازنا وصحيا، كما أن تناول كميات كبيرة من فيتامين "ب6" له مخاطر على الصحة.

إعلان

الكارنيتين

مركب طبيعي يصنع في الكبد والكلى، ويدعي أنصاره أنه يساعد على التعافي بعد الأداء الرياضي "exercise recovery"، ولكن لا معطيات علمية كافية لدعم هذا، بالإضافة إلى أن تناول أكثر من 3 غرامات منه يوميا قد يسبب الغثيان والقيء والإسهال.

الغلوكورونولاكتون

مركب ينتج في الجسم طبيعيا، ويقول أنصاره إنه يساعد على إزالة السموم من الجسم ومحاربة السرطان، ولكن لا توجد معطيات علمية كافية لدعم هذه المزاعم.

السكريات

تضاف كميات كبيرة منها أيضا للمشروب لإعطاء الشخص الطاقة، مما يجعل محتواها من السعرات الحرارية مرتفعا، وبالتالي يجعل من الصعب على الشخص فقدان الوزن أو حتى المحافظة على وزن صحي.

الجنسينغ والجينكو بيلوبا

أعشاب يقال إنها تحفز الطاقة، كما يزعم أنصار الجنسينغ إنه يزيد القدرة الجنسية، ولكن لا أدلة علمية كافية لدعم هذه الادعاءات، كما أن هذه الأعشاب قد تتداخل مع تأثير بعض الأدوية مثل الأنسولين وخافضات السكر الفموية ومميعات الدم ومدرات البول.

ولا توجد معطيات علمية كافية لدعم مزاعم مشروبات الطاقة عن تحسينها للأداء الرياضي أو الجسمي أو العقلي، أو جعل الشخص قادرا على القيادة إذا كان متعبا.

صورة فتاة أميركية توفيت بعد شربها عبوتين من أحد مشروبات الطاقة (رويترز)

مخاطر مشروبات الطاقة

تؤكد إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن مشروبات الطاقة ليست بديلا إطلاقا عن الراحة والنوم، وتشدد على ضرورة استشارة الشخص لطبيب أو موفر الرعاية الصحية قبل تعاطيه لأي من مشروبات الطاقة، إذ قد يكون مصابا بظرف أو مرض يؤدي مشروب الطاقة إلى تفاقمه أو إلى حدوث مضاعفات خطيرة.

قد يجعل الكافيين الشخص يقظا إلا أن قدراته على الحكم على الأشياء والعمل قد تبقى غير كافية، وهذا يعني أن كونك مستيقظا نتيجة شربك لمشروب الطاقة لا يعني أنك لست بحاجة إلى الراحة وأنك قادر على قيادة السيارة مثلا، إذ إنه رغم تناولك لمشروب الطاقة قد تكون قدرتك على التركيز والاستجابة ورد الفعل في الطريق قليلة مما قد يعرضك لخطر الحوادث التي قد تكون قاتلة.

المصدر : الجزيرة

إعلان