شهباز شريف.. رئيس الوزراء الباكستاني

ميان محمد شهباز شريف ينحدر من عائلة سياسية كبيرة في باكستان (وكالة الأناضول)

سياسي باكستاني تولى منصب رئيس وزراء باكستان مرتين، الأولى عام 2022 والثانية عام 2024، وشغل منصب رئيس وزراء البنجاب ثلاث مرات مما جعله رئيس وزراء البنجاب الأطول مدة.

المولد والنشأة

ولد ميان محمد شهباز شريف يوم 23 سبتمبر/أيلول 1951 تنحدر عائلته من منطقة أنانتناغ بإقليم كشمير الخاضع للإدارة الهندية، واستقرت أوائل القرن العشرين بمدينة أمريتسار بولاية البنجاب شمال غربي الهند.

هاجرت العائلة عام 1947 إلى لاهور، بعد إعلان باكستان والهند دولتين مستقلتين. أنشأ والده محمد شريف، وهو رجل صناعة من الطبقة المتوسطة العليا، مصنعا صغيرا للحديد والصلب بضواحي لاهور.

إعلان

شهباز هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف. تلقى شهباز تعليمه المبكر بمدرسة "القديس أنتوني الثانوية" بلاهور، ثم التحق بجامعة "الكلية الحكومية" المرموقة في المدينة، وحصل على بكالوريوس في الآداب.

انضم في أوائل السبعينيات إلى شركة عائلته المالكة لمجموعة "اتفاق".

تزوج ثلاث مرات، وأنجب أولاده الأربعة من زوجته الأولى "نصرت" التي تزوجها عام 1973.

إعلان

يعد نجله الأكبر حمزة وريثه السياسي، وهو زعيم للمعارضة في جمعية البنجاب، ومرشح لمنصب رئيس وزراء الإقليم.

خضعت مصانع العائلة لسيطرة الدولة عام 1974، بموجب سياسة التأميم لرئيس الوزراء حينها ذو الفقار علي بوتو. ثم أعيدت عام 1977 بعد الإطاحة بحكومة بوتو عبر انقلاب قائد الجيش آنذاك الجنرال ضياء الحق.

بدأت حياته المهنية عام 1985 في الخدمة العامة بتولي منصب رئيس غرفة التجارة والصناعة في لاهور.

وصفه الموقع الرسمي لبرلمان إقليم البنجاب بأنه زعيم سياسي ديناميكي وصاحب رؤية اشتهر بإدارته القوية والفعالة.

شهباز شريف خلال مؤتمر صحفي في لاهور يوم 13 فبراير 2024.  (الفرنسية)

التجربة السياسية

بدأ شهباز شريف حياته السياسية بعد أخيه الأكبر نواز شريف.

انتخب أول مرة لعضوية برلمان إقليم البنجاب عام 1988. انتهت هذه الفترة قبل الأوان عام 1990 عندما حل البرلمان.

إعلان

انتخب عضوا في الجمعية الوطنية الباكستانية (البرلمان) خلال الفترة 1990-1993، ثم عضوا في جمعية البنجاب عام 1993، وشغل منصب زعيم المعارضة حتى عام 1996.

أصبح شهباز شريف عام 1997 عضوا في جمعية البنجاب للمرة الثالثة، وانتخب أيضا لمنصب رئيس وزراء الإقليم.

انقلاب عسكري ومنفى في السعودية

انقطعت مدة جمعية البنجاب بعد انقلاب عسكري قاده آنذاك الجنرال "برويز مشرف" في أكتوبر/ تشرين الأول 1999، للإطاحة بالحكومة الاتحادية التي كان يقودها نواز شريف والحكومة الإقليمية التي كان يترأسها شهباز شريف.

إعلان

عقب الانقلاب نُفي شهباز مع جميع أفراد أسرته إلى المملكة العربية السعودية، بموجب اتفاق مع الحكومة العسكرية.

حاول شهباز العودة إلى باكستان عام 2004، لكنه رُحّل مرة أخرى إلى السعودية في غضون ساعات قليلة من وصوله المطار، وفقا لقناة "آري نيوز".

عادت الأسرة إلى باكستان عام 2007 بعد الإطاحة بنظام برويز مشرف.

إعلان

انتخب عضوا في جمعية البنجاب للولاية الرابعة عام 2008 بعد عودته من المنفى.

شهباز شريف أثناء التصويت في مركز اقتراع خلال الانتخابات الوطنية في لاهور يوم 8 فبراير 2024. (الفرنسية)

رئيسا للوزراء في البنجاب

يعد شهباز شريف أكثر شخص وصل لمنصب رئيس وزراء البنجاب، إذ وصل لهذا المنصب 3 مرات، الأولى عام 1997، والثانية كانت في أول انتخابات بعد عودته من منفاه بالسعودية وذلك في يونيو/حزيران 2008 واستمر في منصبه حتى مارس/آذار2013.

وصل حزبه إلى السلطة في باكستان مايو/أيار 2013 عبر الانتخابات العامة، وفي ولاية البنجاب، وانتخب رئيسا لوزراء البنجاب للمرة الثالثة.

إعلان

بعد الانتخابات التي فاز بها حزب الإنصاف الباكستاني بقيادة عمران خان عام 2018، تزعم شهباز شريف المعارضة في البرلمان الباكستاني، وهو أيضا زعيم لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية (جناح نواز شريف)، حيث تولى رئاسة الحزب بعد شقيقه نواز شريف.

علاقات ودية مع الجيش الباكستاني

على عكس شقيقه نواز شريف، فإن شهباز شريف لديه علاقات جيدة مع الجيش الباكستاني. ووفقا لموقع الجزيرة الإنجليزي، قال محللون إن شهباز يتمتع بعلاقات ودية مع الجيش الباكستاني، الذي يسيطر تقليديا على السياسة الخارجية والدفاعية في باكستان، والذي أطاح بعدد من الحكومات المدنية المنتخبة، منها حكومات لشقيقه نواز شريف بسبب خلافات داخلية بينه وبين الجيش.

أصلح شهباز شريف علاقاته مع المؤسسة العسكرية قبل الانتخابات عام 2018، وفي لقاء له مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، قال شهباز إن بلاده بحاجة إلى "المضي قدما" وقال "حيث تجب استشارة القيادة العسكرية، سنستشيرهم". وذلك بعد الخلاف بين الجنرالات الباكستانيين وشقيقه نواز شريف.

إعلان

وأضاف أنه سيعمل مع الجيش في جوانب رئيسية من السياسة الخارجية، مثل العلاقات مع أفغانستان والهند.

شهباز شريف (يمين) يصافح أنور الحق كاكار الذي خلفه بمنصب رئيس وزراء باكستان 2023 (الفرنسية)

علاقاته مع الصين

على غرار علاقاته مع الجيش، يتمتع شهباز شريف بعلاقات جيدة أيضا مع الصين الحليف الأهم بالنسبة لباكستان وفقا لصحيفة "إيكونوميست"  البريطانية.

لعب شريف دورا فعالا في إنشاء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية.

إعلان

بدا أن الأخوين على علاقة جيدة بالحكومة الصينية، واتضح ذلك من تباطؤ المبادرة في عهد عمران خان حيث يبدو أن العديد من الأجزاء الرئيسية، من المشاريع متوقفة.

اتهامات بالفساد

توجهت اتهامات بالفساد المالي والإداري وغسيل الأموال لعدد من قيادات الأحزاب المعارضة لعمران خان، التي قال عنها أعضاء المعارضة إنها اتهامات تأتي على خلفية سياسية.

شهباز شريف لم يكن بعيدا عن الاتهام بالفساد، مثل شقيقه نواز شريف الذي سقطت حكومته الثالثة بسبب مزاعم بالفساد، ويقول شهباز إن الاتهامات لها دوافع سياسية.

جمد ديوان المحاسبة الوطني في باكستان 23 عقارًا تعود ملكيتها لهما (شهباز ونواز شريف) في ديسمبر/كانون الأول 2019، ووُجهت إليهما اتهامات بغسل الأموال. وفقا لصحيفة الإيكونوميست، فقد أفرج عنه بكفالة في تحقيق بشأن غسل أموال.

في أعقاب اتهامه بقضيتي فساد انتقل شريف إلى العاصمة البريطانية لندن، التي جمدت الحسابات المصرفية للأسرة، لكن تحقيقات وكالة الجريمة البريطانية فشلت في العثور على دليل ضد شهباز شريف، وأسقطت القضية عنه في 2020.

شهباز شريف يدلي بصوته في مركز اقتراع خلال الانتخابات الوطنية في لاهور في 8 فبراير 2024 (الفرنسية)

ألقي القبض على شهباز شريف في سبتمبر/أيلول 2020، عقب عودته على خلفية بتهمة التورط بغسل أكثر من 7 ملايين و328 روبية (حوالي 40 مليون دولار) في مخطط شارك فيه مقربون وأفراد من العائلة، لكن محكمة لاهور العليا أطلقت سراحه في أبريل/نيسان 2021.

رئيسا للوزراء للمرة الثانية

فاز شهباز شريف بمنصب رئيس وزراء باكستان للمرة الثانية، يوم 3 مارس/آذار 2024. يمكنه فوزه من تشكيل وترؤس الحكومة الاتحادية الجديدة في البلاد.

نال صوت 201 نائب مقابل 92 صوتوا لصالح منافسه عمر أيوب خان. يأتي انتخابه بناء على اتفاق 5 أحزاب على توزيع السلطات والمناصب في عموم باكستان.

وقد تعهد شريف بأن تعمل حكومته على تحسين الوضع الاقتصادي وعدم السعي للثأر من خصومه.

المصدر : الجزيرة

إعلان