مكتبة جديدة ببيروت.. الكتاب لم يمت بعد
ديما شريف-بيروت
ويتوقع أن تبدأ المكتبة أنشطتها بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، وتضم المكتبة ما يقارب خمسة آلاف عنوان تتنوع بين السياسة والفلسفة والفلسفة السياسية والاقتصاد وعلم الاجتماع، وغيرها.
ولن تقتصر الكتب على الإصدارات الخاصة بمؤسسي المكتبة أي "الشبكة العربية للأبحاث" و"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بل ستشمل أي كتاب أو منشور صادر عن أي دار نشر عربية ويمكن أن يخدم القارئ العربي، أو يلبي حاجاته.
وتسعى المكتبة إلى أن تكون مقصداً لأي باحث لبناني أو عربي مقيم في بيروت يحتاج لمراجع في اللغة العربية لا يمكن له أن يجدها في أي مكان آخر.
فرع جديد
ويأتي هذا الفرع البيروتي ليضاف إلى فروع أخرى للمكتبة في تونس والدار البيضاء والقاهرة. ورغم أن المكتبة غير مزودة حتى الساعة بخدمة بحث إلكترونية إلا أن كل الكتب والمراجع الموجودة فيها مصنفة بشكل يسهل على القارئ إيجاد ما يبتغيه.
أقيمت المكتبة في طابقين بمبنى "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" وتتيح لزوارها مقاعد مريحة تسمح للباحثين بالاطلاع على الكتب قبل شرائها، وستضم في المرحلة المقبلة مقهى صغيرا لمن يرغب في استراحة قهوة في ركن هادئ.
وفيما تبدو هذه الخطوة مغامرة في مدينة تفقد مكتباتها واحدة تلو الأخرى، يقول مدير فرع "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في بيروت خالد زيادة إن إنتاج الكتاب وطبعه وبيعه أمر يجب أن يستمر "ولا يجب أن نصل إلى مرحلة نقول فيها إننا اكتفينا".
ويضيف زيادة أن "الكتاب سلعة ثقافية لا ينبغي طبعه ووضعه على الرف، بل من الضروري التسويق له، وجعله متوفرا للباحثين والقراء وهذا من أحد أهداف افتتاح المكتبة في بيروت".
ويعتزم المشرفون على المكتبة وضع أجندة أنشطة ثقافية لها دوريا في المرحلة المقبلة، كي تصبح ملتقى ثقافيا يحتضن أنشطة مختلفة مثل تواقيع الكتب أو الندوات أو المحاضرات أو اللقاءات الثقافية المتنوعة. ويقول زيادة إن ذلك يساهم في خلق علاقة بين المكتبة والقارئ تتخطى مسألة الشراء والبيع، فيشعر القارئ بأنه جزء منها ومن عالمها وليس مجرد زبون يشتري كتابا.
تحديات كثيرة
وردا على سؤال عن افتتاح هذه المكتبة بينما تغلق مكتبات أخرى في بيروت يقول زيادة إن الناشرين لا يزالون يشاركون في المعارض المختلفة في العالم العربي، وهذا دليل على أن سوق الكتاب لا يزال حيا وينبغي إبقاؤه على قيد الحياة.
ويرى زيادة أن سوق الكتاب يحتاج لإيجاد وسيلة أسرع لوصول الكتاب إلى الدول العربية عوض انتظار المعارض في أوقات محددة من السنة. ودعا زيادة الناشر العربي للخروج من عقلية حساب الأرباح ليعتبر نفسه مسؤولا عن تسويق الكتاب واحترام المنتج الثقافي وإبرازه قبل وصوله إلى أيدي القراء.
تواجه المكتبة الجديدة تحديات عدة، منها تراجع القراءة في العالم العربي وانصراف القراء إلى مواقع التواصل الاجتماعي وغزو الكتب الإلكترونية. وستكون الأيام المقبلة امتحانا للمكتبة في قدرتها على تجاوز العقبات وتخطي هذه التحديات.