رهان تحول لانتكاسة.. لماذا ألغت آبل عرض فيلمها الروائي الأول؟

فيلم "المصرفي" هو دراما اجتماعية في ستينيات القرن الماضي من بطولة أنتوني ماكي وصامويل جاكسون (مواقع التواصل)

ياسمين عادل 

فوجئ الجميع بقرار شركة “آبل” (Apple) إلغاء العرض العالمي الأول لفيلم “المصرفي” (The Banker) الذي كان من المفترض عرضه الخميس الماضي في مهرجان معهد الفيلم الأميركي، رغم كونه أحد أول الأفلام التي اشترت الشركة حقوق بثها، وكانت تراهن عليه لتحقيق نجاح وكسب أرض جديدة بعالم السينما. 

وهو ما أثار من جهة العديد من التساؤلات حول السر وراء تلك الخطوة، ومن جهة أخرى حول ما إذا كان العمل سيعرض في قاعات السينما عالميا وعلى نطاق أوسع بعد أسبوعين، وتحديدا في السادس من ديسمبر/كانون الأول المقبل كما كان مقررا، ومن ثم بثه في يناير/كانون الثاني 2020 على خدمة البث الرقمي الجديدة “آبل تي في بلس” (Apple TV+).

إعلان



إعلان

مخاوف فنية ومادية
وفقا للبيان الذي أرسلته شركة آبل لوكالة الأنباء الفرنسية، فإنها رغم تعاقدها على الفيلم بوقت سابق في 2019 لما لمسته به من قيمة فنية ومجتمعية، فإنها استشعرت كذلك بعض المخاوف التي جعلتها تقلق من قدرة الفيلم على تحقيق النجاح المادي والمعنوي المتوقع.

ولما كانت النتائج غير مضمونة، وجد مسؤولو آبل أنه من الأفضل عدم عرض الفيلم في مهرجان معهد الفيلم الأميركي وتأخير عرضه في السينمات وعلى شاشتها، والانتظار لإجراء بعض المباحثات والتفكير إذا ما كان عرض الفيلم خطوة سديدة أم أن إلغاءها هو الأنسب لحين أن يجد جديد يغيّر من المعادلة.

انتكاسة
رغم أن آبل لم تحدد أسباب التراجع، فإن بعض المواقع الفنية الأخرى مثل “لوس أنجلوس تايمز” قد ربط بين الإلغاء والاتهامات التي طالت أحد منتجي الفيلم، حيث تحقق الشركة في الوقت الحالي بمزاعم الاعتداء الجنسي المتعلقة بالمنتج برنارد غاريت جونيور، الذي أقرت اثنتان من أخواته غير الشقيقات أنه تحرش بهما جنسيا حين كانتا طفلتين، وبالتالي لن يكون من الحكمة عرض الفيلم قبل الوصول إلى الحقيقة.

بالإضافة لزعم الفتاتين أن الفيلم ما هو إلا تشويه لتاريخ عائلتهما، خاصة وأنه مقتبس عن قصة حقيقية هي قصة حياة والد غاريت جونيور، مما يضع العمل في محك لا يحسد عليه من عدة جهات.

هذا الوضع البائس وإن بدا من المحتمل أن يكون مؤقتا إلا أنه جاء بمثابة انتكاسة كبيرة لشركة آبل، التي كانت تأمل في أن تنافس بهذا الفيلم خلال موسم الجوائز المقبل وخاصة الأوسكار، ممنية نفسها بالفوز بإحدى الجوائز الكبرى، كونه يتناول قضية العنصرية التي تفضلها لجان التحكيم عادة.

إعلان

قصة ملهمة.. ولكن
يذكر أن فيلم “المصرفي” هو دراما اجتماعية جرت أحداثها بالستينيات من القرن الماضي، أسند بطولته إلى أنتوني ماكي وصامويل إل. جاكسون.

وتتمحور قصته حول اثنين من رجال الأعمال الأميركيين ذوَيْ الأصل الأفريقي اللذين يقرران أن يحملا على عاتقهما مهمة مساعدة من يعانون من العنصرية بقطاع العمل الأميركي، للتغلب على تلك الأزمة التي ليست بالهينة في ذلك الوقت عبر خدعة ذكية لا يتوقعها أحد.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان