فتاة بعمر 14 عاما تفتح للنساء مجال قرصنة المعلومات

هناك فتاة تقوم حاليا بتغيير النظرة تجاه عالم القراصنة من عالم يرتبط بالجريمة إلى من يسخّر المعرفة الرقمية لحماية أمن المعلومات

لويس ترى أن مجال الأمن السيبراني واسع جدًا فهناك خيارات لا حصر لها لوظائف مختلفة يمكنها القيام بها (مواقع التواصل)

ارتبط عالم القراصنة الرقميين بأسماء قراصنة المعلومات (الهاكرز) الرجال، كما ارتبط ذلك النشاط أيضا بالسمعة السيئة من تسللات واقتحامات. ولكن هناك فتاة تقوم حاليا بتغيير هذه النظرة تجاه عالم القراصنة من عالم يرتبط بالجريمة إلى عالم يسخّر المعرفة الرقمية لحماية أمن المعلومات.

بيانكا لويس، أو كما تُعرف في عالم الهاكرز: بيا سي لاب (BiaSciLab)، واحدة من الجيل الجديد من الهاكرز الذين يحاولون استغلال مهاراتهم التقنية في مجال أمن المعلومات.

ففي الـ 14 من عمرها، صنعت اسما لنفسها بالفعل في دوائر مؤتمرات القراصنة، حيث كانت قبل بضع سنوات من بين مجموعة من الأطفال الذين اخترقوا نظام الإبلاغ عن الانتخابات للتأكد من قوته.

وحفزها ذلك العمل لبدء مشروع "سكيور أوبن فوت" (Secure Open Vote) الخاص بها، حيث تخطط لبناء نظام انتخابات آمن شامل، بحسب ما صرحت به لموقع فايس (Vice).

كما بدأت الفتاة مبادرة أخرى وهي "غرلز هو هاك" (Girls Who Hack) حيث ركزت على تعليم الفتيات المهارات التي يحتجنها لولوج عالم القرصنة، بدءًا من المستوى الأساسي للغاية.

وتقول "لا تؤخذ النساء على محمل الجد في مجال الأمن السيبراني، وقد لاحظت ذلك مع معظم صديقاتي، فهن لا يحصلن حقًا على فرص للعمل بهذا المجال".

وتابعت "لذلك فعملي بهذا المجال، وكوني أصغر سناً وامتلاكي منظورا جديدا يجعلني أرغب في التدريس بطريقة مختلفة وعرض الأشياء بطريقة مختلفة. ويجعل من الأسهل علي تعليم الأطفال الذين هم في عمري. لا يرغب الأطفال حقًا في التعلم من شخص بالغ يتمتع بتقنية فائقة، ولكنهم يتقبلون شخصًا في مثل عمرهم يشرح لهم الأمر فقط كصديق".

وأضافت "أحب أن أتعلم أشياء جديدة وأحفز عقلي بحل الألغاز والتحديات المختلفة" وأكدت "لذلك بدأت في الذهاب إلى المزيد والمزيد من المؤتمرات. بعد ذلك قررت بعد أن تعلمت الكثير من الأشياء. أريد تعليم كل هذه الأشياء للناس، لذلك بدأت في تقديم المواد عبر الإنترنت. وكان حديثي الأول عن التشفير ومنذ ذلك الحين، أي شيء أتعلمه أتحدث عنه ".

وتدرك لويس أن التهديدات والمشكلات الجديدة تنشأ كل يوم في مجال الأمن السيبراني، وعليها أن تستمر في التعلم لمواكبة ذلك، لكنها مستعدة للمهمة وتتطلع إلى ما يخبئه المستقبل لها.

وتقول "أشعر أن ما أفعله الآن هو الطريق إلى مجموعة من الوظائف المختلفة. إذا انطلق مشروعي سكيور أوبن فوت أو غرلز هو هاك، بشكل جيد، فيمكنني التركيز على ذلك ووضع كل طاقتي فيه. أو إذا قررت أن تقديم المحتوى حقًا هو شغفي مدى الحياة، فيمكنني الاستمرار في التقديم".

وترى لويس أن مجال الأمن السيبراني واسع جدًا لدرجة أنها تشعر أن هناك خيارات لا حصر لها لوظائف وأشياء مختلفة يمكنها القيام بها دون أن تخالف القانون.

من جهته يشجع مارك ميفريت الخبير في مجال أمن المعلومات، مبادرة لويس، حيث إنه هو نفسه بدأ في مجال الأمن السيبراني من خلال القرصنة عندما كان مراهقًا في التسعينيات، وصقل مهاراته من خلال القرصنة الرقمية والاستكشاف الجيل التالي من المتسللين مثل لويس.

ويقول "الأشياء التي يبتكرها المراهق هذه الأيام في الأمن تساوي خبرة 20 عامًا من خبراتنا، فالتقنيات الموجودة حاليا مثل الذكاء الاصطناعي، وأشياء التعلم الآلي التي لم يكن بإمكاننا فهمها ذلك الوقت تبدو سهلة بالنسبة لهم. ولذا أنا متحمس للغاية لما تسير عليه الأمور".

المصدر : مواقع إلكترونية