لعشاق الألعاب الإلكترونية.. مطلوب لاعبون للمساعدة في إنتاج لقاح لكورونا

أطلق الباحثون نداء لطلب لاعبين عبر الإنترنت للمساعدة في البحث عن طرق جديدة لطي جزيئات الحمض النووي الريبي من أجل بناء لقاح أكثر استقرارا لمرض "كوفيد-19".
التجارب أكدت على أن البشر يتفوقون على الذكاء الاصطناعي، وهناك حاجة لآلاف اللاعبين للمشاركة في هذا المشروع (بيكسابي)

في محاولة جديدة من العلماء لاستغلال الولع غير المسبوق بالألعاب الإلكترونية، ولتسخيرها فيما يفيد البشرية أطلقوا نداء لطلب لاعبين عبر الإنترنت للمساعدة في البحث عن طرق جديدة لطي جزيئات الحمض النووي الريبي من أجل بناء لقاح أكثر استقرارا لمرض "كوفيد-19".

وبحسب تجارب سابقة فإن البشر يتفوقون على الذكاء الاصطناعي، وهناك حاجة كبيرة إلى آلاف اللاعبين للمشاركة في هذا المشروع، ومن المؤكد أن تحصين مليارات الأشخاص حول العالم بسرعة ضد مرض "كوفيد-19" سيكون نجاحا لا مثيل له في تاريخ البشرية.

لعبة إتيرنا

بدأت فكرة هذه اللعبة بمشاركة علماء من جامعتي كارنيغي ميلون وستاندفورد الأميركيتين، في عام 2011، بعد أن طلب العلماء من 37 ألف شخص المشاركة في هذه اللعبة، واستخدمت فيها معطيات حقيقية مأخوذة من التجارب المخبرية.

سميت هذه اللعبة "إتيرنا" (EteRNA)، وكان الهدف منها جمع جزيئات الحمض النووي الريبي، وكما هو معروف فإن الحمض النووي الريبي ينظم عمل مختلف الآليات داخل الخلايا، لهذا فإن فهم "تصميم" هذا الحمض النووي يساعد في علاج أمراض مستعصية مثل نقص المناعة.

ولقد فاقت أعداد ونوعية التصاميم التي قدمها المشاركون في هذه اللعبة توقعات الباحثين، وساعدهم في فهم أفضل لمبدأ تجميع الحمض النووي الريبي، وبينت النتائج أن البنية التي صنعها الإنسان تتفوق على الناتجة عن عمل الخوارزميات بنسبة 99%، في حين تتفوق على البنية التي وضعت بموجب اللعبة بنسبة 95% فقط.

وفي السنوات الأخيرة، كشف عن قواعد تصميم الحمض النووي الريبي التي يمكن استخدامها للكشف عن الأمراض والعلاج الجيني، وأثبتت التجربة أن الفكر البشري يتفوق على الذكاء الاصطناعي في البحث عن طرق جديدة لطي الجزيئات.

ولهذا فكر الباحثون في استخدام اللعبة من أجل الوصول إلى تحصين محتمل لمرض "كوفيد-19" والقضاء على فيروس "سارس-كوف-2" (SARS-CoV-2) المسبب للمرض.

 

التحيز الذكوري والتحرش الجنسي والعنف اللفظي أشياء تثير غضب النساء في منصات الألعاب الإليكترونية
ألعاب الاكتشاف العلمي برزت باعتبارها نهجا صالحا للتطبيق في بحوث الطب الحيوي (الألمانية)

صعوبات

لكن ما يمكن أن يجعل الأمر صعبا حاليا هو أن لقاحات الحمض النووي الريبي "إم آر إن إيه" (mRNA) لديها فترة صلاحية قصيرة جدا للتخزين، والشحن في درجات حرارة منخفضة تصل إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر.

وحاليا، يحاول القطاع الخاص، وكذلك الجيش الأميركي، معرفة كيفية حل هذه المشكلة، حيث تعتبر لقاحات "إم آر إن إيه" تقنية واعدة، ويستعملها مصنعو اللقاحات في شركتين من الثلاثة الأوائل الذين بدؤوا المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في الولايات المتحدة.

تماما مثل اللقاح التقليدي المصنوع من مادة فيروسية ضعيفة أو ميتة، يعلّم هذا البروتين الجهاز المناعي التعرف على الفيروس المسبب لمرض "كوفيد-19" وتدميره.

وسيتمكن الباحثون من إنتاج لقاح يدوم طويلا عن طريق إعادة تصميم جزء من الكود الجيني الذي، بمجرد حقنه في أجسامنا، يوجه الخلايا إلى تكوين بروتين مطابق للبروتين الموجود على السطح الخارجي لفيروس "سارس-كوف-2".

فكر الباحثون في استخدام لعبة "إتيرنا" من أجل الوصول إلى تحصين محتمل لمرض "كوفيد-19" للقضاء على فيروس كورونا
الباحثون فكروا في استخدام لعبة "إتيرنا" للوصول إلى تحصين محتمل لمرض "كوفيد-19" (الصحافة الأجنبية)

وإذا نجحت الفكرة المعتمدة على اللعبة الإلكترونية، وبمجرد الموافقة على اللقاح من قبل إدارة الغذاء والدواء، فإن العمل الذي تقوم به "إتيرنا" سيسمح بإعادة تصميم اللقاح بسرعة في شكل جديد مستقر.

ومن المتوقع أنه بعد التجارب الحالية لعام 2020، سنعرف ما إذا كانت الأجسام المضادة التي يتم إنتاجها استجابة للقاح تعد مؤشرا جيدا لمقاومة العدوى، وهذا يعني أنه في عام 2021، يمكن إغلاق التجارب عندما يظهر أن اللقاح ينتج الأجسام المضادة لفيروس كورونا لدى البشر.

المصدر : الجزيرة