المتطوعون.. ظهير قطر لنجاح مونديال ألعاب القوى

DOHA, QATAR - SEPTEMBER 26: Signage outside the stadium prior to the 17th IAAF World Athletics Championships Doha 2019 at Khalifa International Stadium on September 26, 2019 in Doha, Qatar. (Photo by Michael Steele/Getty Images)

عماد مراد-الدوحة 

أصر المتطوع شريف شفيق على عدم السفر لاستكمال دراسته إدارة الأعمال في إحدى جامعات أوكرانيا قبل أن تنتهي بطولة العالم لألعاب القوى المقررة انطلاقها في قطر اليوم الجمعة وتستمر حتى السادس من الشهر المقبل.

فشريف (20 عاما) شغوف بخوض تجارب التطوع في قطر في كافة المناسبات التي تستضيفها، سواء كانت مؤتمرات أو بطولات، ويعتبر أن ذلك يعطيه خبرات جمة في حياته العملية، فضلا عن شعوره بالرضا بأنه يقدم شيئا للبلد التي ولد فيها.

عمل شريف بدأ قبل انطلاق البطولة بأسبوعين، فهو متطوع في ملعب نادي قطر الذي يستضيف تدريبات المنتخبات المختلفة التي وصلت إلى الدوحة استعدادا لانطلاق المونديال ويعمل في الملعب منسقا إعلاميا، حيث يوفر للإعلاميين كافة التسهيلات لأداء عملهم في تغطية فعاليات البطولة.

عمل شريف شفيق بدأ قبل أسبوعين من انطلاق البطولة (الجزيرة)
عمل شريف شفيق بدأ قبل أسبوعين من انطلاق البطولة (الجزيرة)

شريف ضمن 3960 متطوعا في البطولة من أكثر من مئة دولة يعملون في كافة المجالات، ويشكلون أكبر برنامج تطوعي رياضي على الإطلاق في البلاد، مما يعكس حرص المجتمع المحلي على دعم البطولة، من خلال تولي مهام مختلفة كخدمات الجمهور وحجوزات التذاكر وخدمات الرياضيين والخدمات الطبية.

وبينما يقدم شريف شفيق خدماته للإعلاميين، تكرس طالبة التمريض هاجر الكواري كل وقتها لدعم الفريق الطبي المشارك في البطولة، معتبرة أن مشاركتها التطوعية هي إحدى الطرق التي يمكن من خلالها أن تسهم في خدمة المجتمع القطري وفي الفعاليات الدولية الكبرى التي تستضيفها الدولة.

وتعبر الكواري عن سعادتها وتحمسها للمشاركة في هذا الحدث الرياضي الكبير ليكون مفتاحا لمشاركتها وتطوعها في الحدث الأضخم عندما تستضيف بلادها كأس العالم لكرة القدم 2022، مشددة على أن التطوع فيه خدمة مزدوجة، ففي الوقت الذي تعمل فيه لخدمة بلدها تكتسب خبرات ومهارات تساعدها على التعامل مع المواقف المختلفة.

وفي الوقت الذي تحضر فيه هاجر الكواري المستلزمات الطبية التي قد تحتاجها الفرق المختلفة، ينصت عصام أحمد إلى المدرب الذي وفرته اللجنة المنظمة للمتطوعين حتى يدربهم على كيفية تنظيم دخول وخروج الجماهير المشاركة في البطولة في ملعب "خليفة" الدولي بالدوحة.

ويعتبر باسيل أن قبوله كمتطوع في مونديال أم الألعاب يعد تعويضا عن فشله في التطوع بالمرحلة الأولى لمتطوعي كأس العالم 2022، مؤكدا ضرورة أن يحاول الفرد التعلم من التجارب التي تحدث حوله، حيث ستوفر له هذه البطولة أجواء وخبرات يسعى إلى اكتسابها فضلا عن التعود على العمل في الظروف المختلفة ووسط ضغوط كبيرة.

التنوع الثقافي

من جانبها، أكدت مديرة التسويق والاتصال باللجنة المنظمة للبطولة الشيخة أسماء آل ثاني، أن البطولة تمتلك فريقا متعدد الجنسيات من المتطوعين الذين يمكنهم التحدث بلغات مختلفة ويتفهمون التنوع الثقافي الذي يتميز به الحدث، مما سيساهم في تقديم تجربة رياضية مناسبة للرياضيين ووسائل الإعلام والجماهير.

وتضيف أن المتطوعين ذوي الخبرة الواسعة في مجال التطوع استكملوا عددا من ورش العمل التدريبية التي استفادوا منها في التعرف أكثر على البطولة وأهميتها وعلى دورهم فيها، كل في تخصصه، مشيرة إلى أن اللجنة المنظمة تسعى لتسخير الرياضة لإلهام وتعريف الجيل المقبل في قطر بأهمية العمل التطوعي ودوره في المجتمع.

وكانت اللجنة المنظمة للبطولة قد أعلنت افتتاح مركز للمتطوعين للبطولة على مساحة كبيرة في منطقة أسباير، ويضم المركز ملاعب كرة السلة وكرة القدم وكرة الطائرة الشاطئية والريشة الطائرة وأماكن خاصة للألعاب الإلكترونية، كما تم تخصيص ملعب خاص بألعاب القوى، وأماكن للوثب.

وستنظم منافسات عبر جدول يومي بين المتطوعين لممارسة الرياضة، إضافة أيضا لبطولات مختلفة بين الجاليات ومديري الإدارات لخلق جو من التكاتف بين المديرين والموظفين مع المتطوعين، وتأتي هذه الفكرة من أجل تجميع المتطوعين، في مكان واحد ليتمكنوا من المشاركة في العديد من الأنشطة.

المصدر : الجزيرة