زار 52 دولة ورفعه فوق أعلى قمم العالم.. رحالة فلسطيني يحضر مونديال قطر حاملا أكبر علم لبلاده

محمد البرقاوي أمام ملعب الثمامة (الجزيرة)

وأنا أتجول حول ملعب الثمامة المونديالي لفت نظري شباب يحملون علما ضخما لفلسطين، توجهت إليهم لأكتشف قصة مثيرة عن رحالة فلسطيني شاب حضر لمونديال قطر بالكوفية الشهيرة لتشجيع الأرجنتين (منتخبه المفضل)، وتأكيد أن قضية بلاده حاضرة حتى في أكبر الأحداث الرياضية.

الجزيرة نت التقت الشاب محمد البرقاوي لتتعرف على قصته، فقال إنه مولود في الأردن وحضر إلى قطر وحده لمشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم ورفْع أكبر علم فلسطيني في ملاعب المونديال، وساعده بعض المشجعين السعوديين في رفع العلم أمام الملعب لالتقاط صورة معه.

وأضاف أنه زار حتى الآن 52 دولة، ورفع العلم -الذي صممه في 2016 ويبلغ طوله أكثر من 5 أمتار- على مخيم جبل أفرست؛ أعلى قمة في العالم، وكذلك جبل كليمنجارو؛ أعلى قمة في أفريقيا، مشيرا إلى أن والدته حيث هي السر في إصراره على رفع العلم الفلسطيني الكبير بالرغم من سفره دون صحبة، حيث كانت تحثه على ذلك بوضع العلم في حقائب سفره دون علمه.

وقال البرقاوي "سعيد جدا بأنني أتأكد في كل مكان أزوره من نصرة إخواننا العرب لقضيتنا، وفخور برفع علم بلادي الذي أتمنى أن أرفعه في كل مكان في العالم، إذ أنوي أن أكثف رحلاتي لباقي دول العالم التي لم أزرها، بعد أن أصبحت أكثر تفرغا من ذي قبل، فقد كنت أعتني بوالدي رحمه الله، والآن أنوي عن قريب بدء رحلتي باتجاه أميركا الجنوبية وأفريقيا".

ويقول البرقاوي "ردود الأفعال جدا رائعة وتعطي شعورا بالطمأنينة وبأن جميع العرب والمسلمين مجتمعون على مساندة القضية الفلسطينية، التي تجذب تعاطف العرب والمسلمين ودعمهم كالمغناطيس، وتؤكد أن فلسطين أرض محتلة، وأن الجميع واقفون صامدون لتحريرها ورفع رايتها في جميع المحافل الدولية".

ويعد العلم الفلسطيني أحد الثوابت في ملاعب كرة القدم، ليس فقط على مستوى مونديال قطر بل حول العالم، ولا يقتصر رفعه على المشجعين العرب فقط بل حتى من قبل بعض الجنسيات الأوروبية أيضا.

ويذكر البرقاوي أنه خلال رحلاته واجهته مواقف كثيرة لا تنسى، ويروي منها أنه "وقت ترحالي في نيبال باتجاه مخيم جبل أفرست مشيت 10 أيام على الأقدام، وخلال أحد الأيام قابلت مجموعة من الأشخاص في أحد المرتفعات انزعجوا عندما رأوني أرتدي الكوفية الفلسطينية حول رقبتي فاقتربوا مني وأنا جالس بين الصخور ولاحظت وجه التشابه بينهم وبين المستوطنين اليهود وتأكدت من ذلك عندما تحدثوا مع بعضهم باللغة العبرية، وانتابني شعور سيئ تجاههم من طريقة حديثهم ونظراتهم لي عندما سألوني عن وطني فأجبتهم أنا فلسطيني أردني، إذ لم يعلقوا وأكملوا مسيرهم بطريقه متعجرفة كعادتهم".

ويضيف "حدث موقف آخر مع زوجين روسيين في الثلاثينيات من عمرهما قابلتهما في رحلة تخييم في إندونيسيا، وفي الطريق لم يكن السائق يتحدث الإنجليزية بل لغته المحلية فقط، وأردت أن أسأله عن الوقت المتبقي للوصول، لكنه لم يفهمني، فعلقت الزوجة الروسية: "تحدثْ إليه بلغة المسلم". ضحكت وأجبتها مسلم ليست لغة بل دين! وجعلت الموقف مضحكا حتى لا أحرجهما لأنني علمت أنهما لا يعلمان شيئا عن العالم العربي والإسلامي".

وتابع البرقاوي "في نهاية الرحلة حدثت مواقف طريفة معهما، وكنا سعداء، وتغيرت نظرتهما عن المسلمين وعرفوا أننا لسنا سيئين كما يصورنا إعلامهم، وبقيت على تواصل معهما فترة طويلة لدرجة أنهما قدما لي دعوة لكأس العالم في روسيا، وقاموا بالترحيب بي في مدينة سان بطرسبورغ، واستضافاني في منزلهما بعد أن تغيرت نظرتهما كليا لي بسبب المواقف الطيبة بيني وبينهما".

المصدر : الجزيرة