لم يعد "أكثر من مجرد ناد".. برشلونة يغرق

FC Barcelona v Granada CF - La Liga Santander
كومان: على برشلونة إيجاد أسلوبه ولا نستطيع لعب "التيكي تاكا" فالبرسا اليوم يختلف عن الفريق الذي كان قبل 8 سنوات (غيتي)

كتبت صحيفة "ماركا" (Marca) الإسبانية في أحد مقالاتها أن برشلونة لم يعد يعرف طريق الانتصار فقط، بل إن أي فريق بات قادرا على هزيمته، وحتى المدرب رونالد كومان رفع الراية البيضاء مبكرا، مؤكدا أن الفريق لم يعد كما كان قبل عدة سنوات.

فالبرسا خسر بنتيجة ساحقة أمام بايرن ميونخ في دوري الأبطال، واحتاج حتى الدقيقة 90 ليسجل هدف التعادل أمام فريق غرناطة، بواسطة المدافع الأورغوياني رونالد أراواغو، وأنهى المباراة والمدافع جيرارد بيكيه يلعب قلب هجوم.

وأكثر من ذلك، فإن خط هجوم البرسا لم يسدد سوى 3 مرات على المرمى، بينها واحدة بين الخشبات الثلاث، ومرر الجناحان ولاعبو خط الوسط 54 عرضية داخل منطقة الجزاء، ولم يستفد المهاجمون من أي منها.

وهذا العدد من العرضيات هو الأكبر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016، عندما مرر اللاعبون 55 عرضية في مباراة ملقا بالدوري الإسباني.

ولم يكن ينقص كل هذه الأرقام السلبية التي تقدمت سوى تصريحات قد تبدو غريبة من كومان ولكنها واقعية، إذ يقول "على برشلونة إيجاد أسلوبه، لا نستطيع لعب (التيكي تاكا) التي كان يعتمدها الفريق في السابق، البرسا اليوم يختلف عن الفريق الذي كان قبل 8 سنوات".

وما زاد الطين بلة على النادي وتحوله من "أكثر من مجرد ناد" (شعار البرسا) إلى فريق عادي فاقد للروح والعزيمة هو رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من الباب الخلفي؛ فكان أسلوب البرسا هو ميسي، وعندما غادر فقدَ الفريق كل شيء ونسي طريق الانتصارات وطريقة اللعب الحديث وبات فريقا عاديا يستطيع أي فريق هزيمته والتفوق عليه.

والأداء الهزيل الذي يقدمه البرسا بعد ميسي ليس فقط مسؤولية اللاعبين وحدهم، بل كومان يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، وقد يكون هو نفسه المشكلة، فهو بات يشرف على فريق منكسر لا يملك روحا تنافسية، وهذا ما كان واضحا أمام الفريق البافاري الأسبوع الماضي، إذ كان الفريق يتلقى الضربات والهجمات واللاعبون يشاهدون منافسيهم كأنهم جماهير في المدرجات.

فاللاعب السابق للبرسا لم يترك أي بصمة في فريق لا يزال يملك عددا من اللاعبين المميزين، أمثال: بيدري وفرانكي دي يونغ وسيرجيو بوسكيتس وجيرارد بيكيه وممفيس ديباي والحارس الألماني تير شتيغن.

وأصبح النادي أسير الحلم، ويعيش على التاريخ، وعلى أسلوب كرة القدم الجماعية الذي بات عنوانه "الفريق الكتالوني"، ولكن كرة القدم الحديثة باتت تعتمد على الواقعية، ونسيان أي نجم يغادر الفريق -بسرعة- حتى ولو كان ميسي.

فكريستيانو رونالدو غادر ريال مدريد وكان يسجل للفريق الملكي 50 هدفا في الموسم، غير أن زين الدين زيدان حوّل الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، لنجم الفريق الأول، وفاز بلقب الليغا الموسم قبل الماضي، ومع قدوم النجم الأورغوياني لويس سواريز إلى أتلتيكو مدريد، عرف المدرب دييغو سيميوني كيف يحوله إلى عنصر مهم في حملته للفوز بالليغا الموسم الماضي، وحافظ -في الوقت نفسه- على صلابة دفاعه المعهودة.

وإزاء كل ما تقدم، بات على رئيس النادي الكتالوني خوان لابورتا طرح أسئلة على نفسه ويجيب عنها بصراحة:

  • ماذا يريد مشجعو برشلونة؟
  • هل يريدون الفوز حتى ولو لم يلعب الفريق بأسلوبه الشهير، أو ببساطة لعب كرة القدم القائمة على الاستحواذ بغض النظر عن النتيجة؟
  • هل يجب أن يقال كومان اليوم قبل الغد؟
المصدر : الصحافة الإسبانية