بالفيديو- ملاعب مستدامة وجودة الهواء.. مونديال قطر 2022 أول نسخة محايدة الكربون

ملعب البيت المونديالي في مدينة الخور (مواقع إلكترونية)
ملعب البيت الذي سيستضيف افتتاح مونديال 2022 (مواقع التواصل)

في إطار الخطة التي وضعتها دولة قطر قبل سنوات لاستضافة نسخة محايدة الكربون من بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، تواصل اللجنة العليا للمشاريع والإرث جهودها لتركيب محطات لقياس جودة الهواء والانبعاثات الغازية والغبار في جميع ملاعب المونديال.

وقامت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة، ممثلة في إدارة الرصد والمختبر البيئي، باختيار وتهيئة مواقع مناسبة لتركيب محطات رصد جودة الهواء في جميع ملاعب المونديال، حيث تم بالفعل تركيب محطة في ملعب "البيت"، الذي سيستضيف افتتاح المونديال، ويتم حاليا تركيب محطة في ملعب الثمامة.

وستسهم محطات رصد الهواء، التي سيتم وضعها في ملاعب المونديال الثمانية، في تعزيز رصد ومراقبة جودة الهواء المحيط، وضمان تأمين أفضل المعايير القياسية العالمية لجودة الهواء في الدولة، وبشكل خاص أماكن الأنشطة الرياضية ومختلف الفعاليات والبطولات العالمية، خاصة مونديال قطر 2022.

وأكدت مديرة إدارة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث المهندسة بدور المير أن خطط اللجنة العليا تقوم على تركيب محطات لقياس جودة الهواء في جميع ملاعب المونديال، وذلك بهدف كيفية التحكم وتحسين جودة الهواء في الملاعب، فضلا عن قياس الانبعاثات الغازية والغبار.

وقالت المير للجزيرة نت إن إستراتيجية الاستدامة في مونديال قطر تضم 25 هدفا و70 مبادرة، وتركز على 5 محاور رئيسية، وهي: البيئية، والاجتماعية، والاقتصادية، والبشرية، والحوكمة، مشيدة بالإجراءات المتخذة والإنجازات التي تحققت على هذا الصعيد خلال السنوات العشر الماضية.

وأضافت أن اللجنة العليا تهدف إلى تقديم نسخة محايدة الكربون لمونديال 2022، لذا حرصت على مراقبة مشاريع المونديال بدقة والتحكم فيها بعناية للحد من تأثيرها على البيئة، وذلك عبر الوصول إلى البناء المستدام، فضلا عن تطوير حلول تقلل البصمة الكربونية في قطر والمنطقة وتعويض جميع انبعاثات الغازات الدفيئة.

حيادية الكربون

وأوضحت مديرة إدارة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث أن سعي قطر لتقديم بطولة خالية من البصمة الكربونية يجري عبر اتباع 4 خطوات أساسية، وهي: التوعية، والقياس، والتقليل، والتعويض، وتتقدم اللجنة العليا يوما بعد يوم بخطوات سريعة وواسعة في جميع هذه المجالات.

وأعدت اللجنة العليا خطة من 4 مستويات لاستضافة نسخة محايدة الكربون من المونديال، وتشمل المشاركة في ورش عمل ومؤتمرات لتعزيز الوعي بأهمية الاستدامة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وذلك بالتعاون مع العديد من الشركاء والمؤسسات، فضلا عن قياس معدلات الكربون، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وإصدار تقرير مفصل عن الأثر الكربوني لمونديال قطر 2022 والانبعاثات المرتبطة به.

ومصطلح حيادية الكربون يعني الوصول بالانبعاثات الكربونية المرتبطة باستضافة البطولة إلى مستوى الصفر، وذلك عبر خفضها إلى أقل مستوى ممكن، قبل موازنة القدر المتبقي من الانبعاثات من خلال شراء أرصدة الكربون.

وكشفت المير عن اتخاذ دولة قطر خطوات من شأنها دعم استضافة بطولة محايدة الكربون، منها أعمال بناء ملاعب المونديال التي تشهد إجراءات أساسية تضمن خفض الأثر الكربوني للبطولة، ومن بينها إعادة استخدام المياه والمواد وتدويرها، وتركيب أنظمة تبريد على درجة عالية من الكفاءة، واستخدام الطاقة المتجددة كالألواح الشمسية في إضاءة الملاعب، وتشجير المساحات الخضراء المحيطة بها باستخدام الأشجار والنباتات المحلية.

ويشكل الحد من الانبعاثات الكربونية تحديا كبيرا، إلا أن توحيد الجهود وتطبيق أفضل الممارسات كتلك التي تتبناها دولة قطر يعززان الالتزام ويثريان المساعي الرامية لتقليل الانبعاثات الكربونية في المشاريع والأحداث الرياضية.

وأكدت أن إدارة الاستدامة في اللجنة العليا تحرص على التعاون والتنسيق مع جميع الشركاء المحليين والتواصل معهم بشكل دائم وإطلاعهم على كافة المستجدات، وعقد ورش عمل وفعاليات منتظمة لمناقشة الموضوعات والممارسات التي تسهم في دعم جهود دولة قطر لاستضافة بطولة محايدة الكربون.

ملاعب صديقة للبيئة

وتقوم سياسة المناخ الخاصة بدولة قطر على مبادئ التنمية المستدامة لتحقيق التوازن بين المتطلبات والاحتياجات الاقتصادية للدولة والمحافظة على البيئة، بجانب التركيز على أي التزام أو أجراء في مجال خفض الانبعاثات الكربونية، على أسس علمية مستندة إلى نتائج بحثية دقيقة.

وتدعم قطر اتفاقية باريس للمناخ وغيرها من اتفاقيات الأمم المتحدة، مثل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ من خلال قطاع الرياضة، والتي تمنح قطر وغيرها من الهيئات والمؤسسات الكبرى المعنية بالتخفيف من الانبعاثات الكربونية وأثرها الفرصة لمناقشة آليات العمل المشترك وسبل التعاون.

واعتبرت مديرة إدارة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث أن التغير المناخي من أهم القضايا في العصر الحالي، وهي قضية يجب التعامل معها في كافة أنحاء العالم، لذلك حرصت اللجنة العليا على عمل تقديرات مفصلة للانبعاثات المرتبطة، سواء بالتحضير أو تنظيم المونديال، والعمل على الحد منها من خلال العديد من الطرق، ومنها تشييد ملاعب صديقة للبيئة، وبناء محطة للطاقة الشمسية، واستخدام المشجعين مترو الدوحة في الانتقال بين الملاعب وجميع أنحاء قطر خلال فترة البطولة.

وقالت إنه بالنسبة للانبعاثات الغازية التي لا يمكن خفضها أو الحد منها أو التحكم فيها، خاصة فيما يتعلق برحلات الطيران أو أعمال الإنشاءات وغيرها، فستقوم اللجنة العليا بتعويضها عن طريق شراء أرصدة الكربون سواء كان محليا أو في المنطقة المحيطة، الأمر الذي سيجعل من مونديال قطر أول بطولة حيادية الكربون في العالم.

ويعد تقارب المسافات بين ملاعب البطولة، وأماكن الإقامة، ومواقع تدريب المنتخبات المشاركة، وكافة المعالم الرئيسية في قطر؛ من أهم العوامل التي ستسهم في الحد من الانبعاثات الكربونية لمونديال قطر، وبالتالي عدم حاجة المشجعين أو اللاعبين أو الإداريين إلى السفر جوا من مدينة إلى أخرى، ومن شأن ذلك منع الانبعاثات الكربونية التي قد تنجم عن حركة الطيران الداخلي خلال البطولة.

محطة للطاقة الشمسية

وشددت المير على أن ملاعب مونديال قطر 2022 تحد من الانبعاثات الغازية، حيث إن جميعها حاصلة على شهادات الأبنية الخضراء، وتوفر استهلاك الطاقة بنسبة 30% تقريبا، كما توفر استهلاك الماء بنسبة 40% تقريبا، فضلا عن أن فكرة ملعب رأس أبو عبود الذي سيتم تفكيكه بالكامل والتبرع بأجزائه للدول الفقيرة، هي الفكرة المستدامة الوحيدة والفريدة من نوعها في العالم.

وأشارت إلى استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل ملاعب المونديال، حيث تعمل المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) على تطوير محطة ضخمة للطاقة الشمسية بقدرة 800 ميغاوات تمتد على مساحة 10 كيلومترات مربعة، وسيواصل المشروع عمله بعد إسدال الستار على منافسات المونديال لتوليد طاقة نظيفة ومتجددة تستمر عقودا، بما يترك إرثًا ملموسا ضمن مشروعات تقليل الانبعاثات الكربونية.

وتعد دولة قطر من أوائل الدول التي أولت اهتماما كبيرا بالحفاظ على البيئة واستدامتها بشكل عام، وبرصد وقياس جودة الهواء بشكل خاص من خلال مشاريع الإستراتيجية الوطنية الثانية لدولة قطر، والتي تضمنت إدارة جودة الهواء من خلال شبكة وطنية وضمان جودة الهواء في الدولة وضمن المناطق المحيطة بالملاعب ومناطق الأنشطة الرياضية.

وتعكس هذه الجهود اهتمام الدولة الكبير بضمان جودة الهواء وفق أعلى المعايير العالمية، ودور ذلك في توعية الجمهور بأهمية الحفاظ على بيئة الدولة واستدامتها وتحسين جودة الهواء المحيط وكتجربة حية استعدادًا لكأس العالم لكرة القدم قطر 2022.

المصدر : الجزيرة