القعبوط مشجع منتخب تونس.. كرمته جنوب أفريقيا واليابان واحتفى به بيكنباور

مجدي السعيدي- تونس

يمتلك كبير مشجعي منتخب تونس خليفة الربعي الشهير باسم "القعبوط" شعبية جارفة لدى جماهير كرة القدم، بعد أن قضى أكثر من نصف قرن من حياته مشجعا لفريق النادي الأفريقي ونسور قرطاج.

ولد القعبوط في مدينة باجة (شمال غربي تونس) عام 1948، ومنذ شبابه ارتبط بتشجيع فريقه المفضل النادي الأفريقي بجانب منتخب تونس حتى أصبح ملهما للجماهير ومثالا في الوفاء للنادي والمنتخب.

وعلى عكس بقية المشجعين الذين يكتفون بترديد الأهازيج أو التفنن في الظهور بأشكال طريفة على المدرجات يحرص القعبوط على أن يترك بصمة وأثرا في كل مسابقة يحضرها، فيلتقي نجوم الكرة العالمية والتقاط الصور التذكارية معهم.

ويسترجع القعبوط في لقائه مع الجزيرة نت شريط الذكريات ليتحدث عن بداية ولعه بكرة القدم قائلا "زاولت دراستي حتى بلوغي الثامنة عشرة، حينها انقطعت عن التعليم والتحقت بالجيش الوطني، ولكن ما لبثت أن اعتزلت كل شيء وتفرغت للكرة، كنت أعشق النادي الأفريقي، ولا أرى نفسي غائبا عن المدرجات حتى في مبارياته الودية، استبد بي عشق الكرة حتى كرست حياتي لأكون قائدا لجماهير فريقي على المدرجات".

وحضر القعبوط معظم البطولات التي شارك فيها المنتخب التونسي، حيث شجعه في سبع نسخ من كأس الأمم الأفريقية، وكأس عام 1998 بفرنسا و2002 باليابان و2006 بألمانيا، غير أن زيارته لجنوب أفريقيا في الأمم الأفريقية عام 1996 تبقى أبرز الذكريات، على حد وصفه.

الزيتونة بجنوب أفريقيا
يقول القعبوط عن هذه البطولة "سافرت لتشجيع المنتخب ولكني حولت أنظار الصحف العالمية إلى حدث بارز من خلال غرس زيتونة حملتها خصيصا من تونس وزرعتها في مدينة "بور إليزابيث" في بلاد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا الذي كان لي شرف لقائه بعد ذلك".

ونالت تلك الحادثة حظوة عالمية لدى سلطات جنوب أفريقيا التي سلمت القعبوط شهادة تكريم، كما وجهت له الدعوة لزيارة البلاد في 2003 ثم 2012.

وفي نهائيات أمم أفريقيا عام 2006 سافر إلى مصر على متن دراجة نارية هي رفيقته في رحلاته الكثيرة، لتشجيع منتخب تونس وعاش مغامرات غريبة الأطوار هناك.

يذكر القعبوط جيدا تلك الحادثة فيقول "انطلقت رحلتي إلى مصر من تونس عبر ليبيا، وأشرفت على الهلاك في أعقاب مسير ستة أيام كانت مرهقة ومرعبة، ثم فوجئت بحجز دراجتي عند دخولي مصر واسترجعتها بعد تدخل من مسؤولين في الكرة التونسية والمصرية".

يخرج القعبوط مجموعة من الصور التي تجمعه بكبار نجوم كرة قدم في القارة السمراء الذين التقى بهم في نهائيات أمم أفريقيا، منهم النجم الليبيري جورج واياه الرئيس الحالي للبلاد، ونجوم الكاميرون روجيه ميلا، وصامويل إيتو، وريغوبار سونغ، ونجما نيجيريا أوكوشا، وكانو، والأسطورة الجزائري رابح ماجر وغيرهم.

هدية لبيكنباور
وفضلا عن نهائيات أمم أفريقيا، سجل القعبوط حضوره بنهائيات مونديال 1998 والتقى هناك النجم الفرنسي ورئيس الاتحاد الأوروبي للعبة سابقا ميشيل بلاتيني.

بعد ذلك بأربع سنوات سافر مع "نسور قرطاج" إلى مونديال اليابان 2002، وهناك لقي حظوة كبيرة عندما غرس زيتونة تونسية في مدينة أوزاكا.

ويروي تلك الواقعة قائلا "تبقى رحلة مونديال اليابان علامة فارقة في حياتي، هناك استقبلتني السلطات بحفاوة بالغة بعد أن عرضت غرس زيتونة تونسية في محيط ملعب "أوزاكا" الشهير الذي احتضن مباراة تونس واليابان، لقد أولى اليابانيون اهتماما بالغا لتلك المبادرة، وكرمني أحد الوزراء وعمدة أوزاكا ومنحاني شهادة فخرية لا أزال أحتفظ بها".

أما لقاؤه مع القيصر فرانز بيكنباور في 2006 فيعد حادثة لا تنسى بالنسبة إليه فيقول "التقيت بيكنباور أول مرة في تونس في مارس/آذار 2006 عند زيارته بلادنا قبيل احتضان ألمانيا كأس العالم، وأهديته "قشابية" تونسية (معطف تقليدي تونسي)، وعندما سافرت ألمانيا استقبلني أحسن استقبال ووفر لي كل ظروف الإقامة الجيدة لتشجيع النسور في المونديال، هذا ما جنيته من قصة تشجيعي للمنتخب، أن أحظى بحب الجميع".

وحضر القعبوط أكثر من مئة مباراة لمنتخب تونس احتفظ خلالها بلقاءات تاريخية على حد وصفه مع نجوم كبار في الكرة العالمية، مثل المدرب الإيطالي أريغو ساكي والنجم الهولندي فرانك ريكارد والنجم الفرنسي تيري هنري.