يوم ليس كسابقه.. هكذا عاشت الإيرانيات أول مباراة في مدرجات الملعب

Iranian women fans attend Iran’s FIFA World Cup Asian qualifier match against Cambodia, as for the first time women are allowed to watch the national soccer team play in over 40 years, at the Azadi stadium in Tehran, Iran October 10, 2019. Nazanin Tabatabaee/WANA (West Asia News Agency) via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY

الجزيرة نت-طهران

ترى الإيرانيات اللواتي حضرن مباراة منتخب بلادهن مع نظيره الكمبودي أن جلوسهن في المدرجات بعد انتظار دام نحو أربعة عقود سيؤسس لواقع لا عودة عنه، خاصة في ظل المساعي الحثيثة التي بذلتها الحكومة هذه المرة لتحقيق الأمنية. 

وسمحت السلطات أمس الخميس بدخول 3500 مشجعة ملعب أزادي بالعاصمة طهران، لتشجيع المنتخب أمام كمبوديا، ضمن المرحلة الثانية من مباريات تصفيات كأس العالم 2022 في قطر، وكأس أمم آسيا 2023 المقرر إقامتها في الصين.

وشكلت مواجهة انتهت بفوز الإيرانيين بـ 14 هدفا نظيفا حدثا تاريخيا، خاصة أن العديد من الفتيات تابعن المباراة من خلف جدران الملعب، حيث لم يستطعن شراء تذكرة إثر نفادها خلال أقل من ساعة بسبب الإقبال الواسع عليها.

undefined

واتخذت الحكومة قرارها بالسماح بدخول المرأة ملعب أزادي على غرار حضورهن مباريات فرق الرجال في كرة الطائرة والسلة، لكنها شددت على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحفظ كرامة النساء داخل الملاعب.

وبعيد المباراة، غرد إسحاق جهانجيري النائب الأول لرئيس الجمهورية على تويتر "اليوم قد تحقق أحد مطالب شريحة كبيرة من النساء والشباب ونشطاء المجتمع المدني، إذ دخلت النساء ملعب أزادي لمشاهدة مباريات كرة القدم" وأشاد بثقافة الإيرانيين نساء ورجالا في احترام حساسية شريحة أخرى بالمجتمع، لاستمرار مثل هذه الخطوات.

من جانبها، كشفت معصومة ابتكار مساعدة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة والأسرة عن مساع لم تخل من مشاكل كثيرة بذلتها الحكومة منذ عامين لتتمكن المرأة من الحضور في مدرجات الملاعب، وتقدمت بالشكر لكل من ساهم في تحقیق الأمنية وخصت بالذكر قوات الشرطة.

وخصصت إدارة ملعب أزادي موقفين لركن سيارات المشجعات، كما أعلنت بلدية العاصمة طهران بأن مئة حافلة تولت نقلهن إلى الملعب حيث اضطلعت هناك وحدة من الشرطة النسوية مكونة من 150 عنصرا بمهمة تأمين الأمن والنظم العام هناك.

undefined

وترى الناشطات أن الحدث يأتي ثمرة جهودهن خلال الأعوام الأخيرة ومطالبتهن بحقوق المرأة.

ووصفت الناشطة الاجتماعية فرناز ملا محمد متابعة المرأة مباراة فريقها الوطني عن قرب بأنه "فوز تاريخي لنضال المرأة الإيرانية لنيل حقوقها" موضحة أنه ما كان لها أن تحتفل اليوم بالمناسبة لولا الترحيب والدعم الذي قدمته بعض الجهات.

وفي حديث للجزيرة نت، أكدت فرناز أن الإيرانيات سيواصلن نضالهن للحصول على كامل حقوقهن المشروعة، واصفة دخول المشجعات إلى الملاعب بأنه من أبسط الحقوق الإنسانية.

وأضافت مشجعة فريق برسبوليس التي لم تخف إعجابها بفريق برشلونة الإسباني "أعتقد أن جهود المرأة الإيرانية لنيل حقوقها أمست تعطى ثمارها، وحدث اليوم سيمهد الطريق لمطالبة الإيرانيات بالترشح لانتخابات الرئاسة ولعب دور فاعل في السياسة وإدارة البلاد".

undefined

في المقابل، عجت منصات التواصل الاجتماعي بتغريدات نشرتها الإيرانيات اللواتي حضرن المباراة، تتقدم بالشكر لكل من ساعد في تحقيق هذه الأمنية، وأظهرت الأشرطة المصورة الدموع التي سكبت فرحا فور فتح أبواب ملعب أزادي أمام الإيرانيات وهن يؤكدن بأن المناسبة ستؤسس لواقع لا عودة عنه.

وتفاعل الإيرانيون عبر مواقع التواصل مع حضور المواطنات في الملاعب، وطالبوا الجهات المعنية بالسماح لهن بحضور مباريات الدوري الممتاز.

ورغم أن رفع الحظر عن دخول النساء للملاعب جاء إثر ضغوط مارستها الفيفا على السلطات الكروية الإيرانية، فإن شريحة كبيرة من الشارع تراها خطوة جيدة ستتبعها خطوات لفتح الباب على مصراعيه لحضور المرأة مباريات البطولات المحلية الإيرانية.

وأكد الاعب الفرنسي السابق يوري دجوركاييف عضو الاتحاد الدولي لكرة القادم (فيفا) -الذي حضر المباراة لمتابعة مدى التزام السلطات بالسماح لدخول النساء- أن الاتحاد سيتابع مفاوضاته مع الجانب الإيراني لعدم تكرار بعض المشاكل في مباراة أمس.

وفي بيان له بعيد المباراة، وصف رئيس الفيفا جياني إنفانتينو حضور الإيرانيات في الملعب "خطوة إلى الأمام ولحظة لطالما انتظرها الفيفا والإيرانيات" مشددا على أنه ينبغي ألا تكون وقفة أو عودة عن هذا الطريق.

المصدر : الجزيرة