منتخب الجزائر.. فوز ثمين وأداء غير مقنع
ياسين بودهان-الجزائر
رغم الأداء المتواضع للمنتخب الجزائري أمام نظيره المالي أمس، فإن رفقاء براهيمي حققوا الأهم بإضافة ثلاث نقاط لرصيدهم، والاقتراب أكثر نحو اقتطاع تأشيرة التأهل لنهائيات كأس أمم أفريقيا بالمغرب العام القادم.
وحقق "الخضر" فوزا ثمينا بهدف دون رد على المنتخب المالي، في منافسات الجولة الثانية للمجموعة الثانية من تصفيات كأس الأمم الأفريقية.
ووقع هدف الجزائر الوحيد المدافع كارل مجاني في الدقيقة 82، وأثار هذا الهدف الكثير من الجدل حول ما إذا كان مجاني في حالة تسلل أم لا.
وبفوزها الصعب والشاق، رفعت الجزائر رصيدها إلى ست نقاط لتنفرد بصدارة المجموعة، بينما تجمد رصيد مالي عند ثلاث نقاط، متفوقة بفارق الأهداف على منتخب مالاوي، الذي فاز أمس على منتخب إثيوبيا 3-2.
أداء ضعيف
لكن رغم الفوز يرى الحارس السابق للمنتخب الجزائري نصر الدين دريد أن أداء منتخب بلاده أمس كان ضعيفا، مقارنة بما ظهر عليه في المونديال الأخير، أو في مواجهته مع أثيوبيا.
وأرجع دريد تراجع مستوى رفقاء سفيان فيغولي إلى استصغار المنافس، خاصة بعد أن حقق المنتخب الجزائري فوزا خارج الديار أمام منتخب أثيوبيا، وهو ما منح ربما ثقة زائدة في النفس للاعبين، حسب رأيه.
لكنه أوضح للجزيرة نت أن ضغط الجماهير على اللاعبين في أول مواجهة لهم رفقة المدرب الجديد كريستيان غوركوف على أرضهم بعد المشاركة الأخيرة في مونديال البرازيل كان له أثره على أداء المنتخب.
في المقابل، أكد دريد أن منتخب مالي أدى مباراة جيدة، وتفوق "تكتيكيا" على المنتخب الجزائري، خاصة من ناحية التمركز الجيد فوق أرضية الميدان.
من جانبه، لفت الصحفي الرياضي توفيق عمارة إلى أن مدرب منتخب مالي يمتلك قراءة جيدة للمنتخب الجزائري، بحكم تجربته الطويلة خلال إشرافه على الكثير من المنتخبات الأفريقية.
وكشف عمارة عن أن الخطة "التكتيكية" لمنتخب مالي كانت مبنية على تشديد الرقابة على عنصرين أساسين لمنافسهم وهم براهيمي وفيغولي.
من ناحية أخرى، انتقدت بعض الأوساط الرياضة الاختيارات "التكتيكية" للمدرب غوركوف، وخاصة التغييرات التي أجراها بإدخال لاعبين في وسط ميدان دفاعي رغم أن الفريق كان متعادلا.
ويرى عمارة أن التغييرات كانت إجبارية، وأن إصابة لحسن ومحدودية مستوى تايدر هما اللتان أجبرتاه على دعم وسط الميدان الدفاعي.
صعوبات تتكرر
في المقابل، قال رئيس القسم الرياضي بيومية الشروق ياسين معلومي للجزيرة نت إن المنتخب الجزائري يجد منذ سنوات صعوبات في المباريات التي تجرى في شهر سبتمبر/أيلول لأن أغلب اللاعبين "لم يعودوا للمنافسة بعد في أنديتهم، وهو ما يؤثر على مردودهم في المنتخب".
وأضاف "في هذا الشهر المنتخب لعب مقابلتين الأولى كانت جيدة أمام منتخب أثيوبيا، وبعد أربعة أيام يواجه منتخب مالي"، وهذه المقابلة يقول عنها "الأهم فيها تحقيق الفوز والاقتراب أكثر نحو التأهل، وليس طريقة الأداء".
ورفض معلومي الانتقادات الموجهة لغوركوف لأنه "حقق الفوز".
وقال "هو الذي يمتلك الجزئيات وأدق التفاصيل المتعلقة باللاعبين، فلو أدخل خمسة مدافعين لا يمكن انتقاده على هذا الخيار لأنه في الأخير حقق الفوز وهو الأهم".
وبالنسبة له فإن المنتخب الجزائري ضمن التأهل لكأس الأمم الأفريقية التي تحتضنها المغرب في يناير القادم، لأنه فاز على المنافس القوي في المجموعة ويكفيه فوز وتعادل.
وثمن معلومي المستوى الذي وصل إليه منتخب بلاده، لافتا إلى أن "الخضر" أقوى منتخب حاليا في أفريقيا، ويمتلك لاعبين لديهم مستوى عالمي على غرار فيغولي وبراهيمي.
وقال إنه منتخب شاب يمكن أن يشارك في نهائيات كأس العالم 2022 التي ستقام في قطر.