حمّل الحكم مسؤولية الخسارة.. هكذا مهدت أخطاء تشافي التكتيكية والسلوكية انتصار سان جيرمان

BARCELONA, SPAIN - APRIL 16: Xavi Hernandez, head coach of FC Barcelona protests the referee Istvan Kovacs the UEFA Champions League quarter-final second leg match between FC Barcelona and Paris Saint-Germain at Estadi Olimpic Lluis Companys on April 16, 2024 in Barcelona, Spain. (Photo by Pedro Salado/Getty Images)
تشافي تشاجر مع الحكم وهاجمه لفظيا بعد انتهاء المباراة (غيتي)

في الدقيقة الـ29 من مواجهة برشلونة وباريس سان جيرمان في إياب ربع نهائي دوري الأبطال، يطرد الحكم رونالد أراوخو لاعب البرسا بعد ارتكابه خطأ على برادلي باركولا المنفرد بالحارس، ليتدخل تشافي سريعا بعد الطرد، ويخرج الأمين جمال ويشرك إينيغو مارتينيز مكانه لتعزيز خط الدفاع والحفاظ على النتيجة.

 ولكن هل كان تدخل تشافي التكتيكي السريع خاطئا أم في مكانه؟

البرسا كان متقدما بهدف نظيف وكان يضع أكثر من قدم في نصف النهائي ولكن بعد الطرد -وهذا أمر قد يحصل في أي مباراة ويعد حدثا فارقا في أي مواجهة- أخفق تشافي في التعامل مع المباراة.

ومنذ لحظة إخراج جمال ودخول مارتينيز تسيد الفريق الباريسي المباراة وتراجع البرسا بشكل مخيف إلى الوراء، وبدأ فريق العاصمة الفرنسية بشن الهجمات على مرمى الفريق الكتالوني، حتى جاءت الدقيقة الـ40 من المباراة وسجل الفرنسي عثمان ديمبلي هدف التعادل وتسير المباراة في اتجاه واحد فقط.

منذ لحظة إخراج جمال ودخول مارتينيز تسيد الفريق الباريسي المباراة وتراجع البرسا بشكل مخيف إلى الوراء (غيتي)

وجمال كان أفضل لاعب في البرسا قبل إخراجه، فهو من اقتحم منطقة جزاء البرسا وراوغ نونو مينديش وصنع الهدف الوحيد للبرسا والذي سجله رافينيا.

وبدلا من أن يخرج تشافي، البولندي روبرت ليفاندوفسكي (35 عاما) أو الألماني إلكاي غوندوغان (33 عاما) ويبقي على اللاعب الشاب الذي يمكن أن يقلق وجوده رفقة رافينيا راحة الدفاع الباريسي، اختار إبقاء نجمين مخضرمين في مباراة ندية وسريعة وقوية.

فهل فضل تشافي إخراج لاعب شاب على أن يغضب نجمين بحجم "ليفا" و"غوندي"؟

قد يكون هذا أحد الأسباب، أو أنه فضل أن يبقى لاعبان خبيران في هذه المسابقة قد يغيران النتيجة في أي لحظة وفضلهما على الشاب الذي -يعتقد تشافي- أنه ليس لديه القدرة والخبرة على تحمل ضغوط المباريات الكبيرة في هذه المسابقة.

وأراد تشافي ألا يغير في تركيبة خط الدفاع (كان يلعب بخطة 4-3-3) ويبقى على 4 لاعبين في خط الدفاع، وغير الخطة إلى 4-4-1 مع إبقاء ليفاندوفسكي وحيدا في خط المقدمة.

بيد أن مجريات المباراة أكدت أن الأمين الجمال كان قادرا من خلال تحركاته وسرعاته أن يبقي دفاع الفريق الباريسي في حالة تأهب عكس اللاعبين المخضرمين اللذين لم يقدما أي شيء في الشوط الثاني.

خطأ سلوكي

ولم يكتف تشافي في الخطأ التكتيكي، بل ارتكب خطأ سلوكيا في الدقيقة الـ56.

واعترض القائد السابق للبرسا وإحدى أساطير النادي على إحدى القرارات التحكيمية، إذ قام المدرب الغاضب بركل لوحة إعلانية كانت بجانبه، ليتلقى بطاقة حمراء على أثر ذلك.

وهذا السلوك انعكس توترا على الجهاز الفني، وطرد الحكم مساعدا لتشافي ونال آخر بطاقة صفراء، وبدلا من أن يحاول تشافي تهدئة الفريق وإعادة التركيز له بعد طرد أراوخو زاد الضغط على فريقه الأمر الذي أدى إلى هذه الخسارة الثقيلة والخروج المذل من البطولة القارية.

تحكيم كارثي

والتوتر بين الحكم الروماني استفان كوفاكس وتشافي تصاعد حتى بعد إطلاق صافرة النهاية، إذ أظهرت اللقطات توجه تشافي للحكم والجدال معه وحتى مهاجمته لفظيا.

وكشف تشافي أنه قال للحكم "إنك كارثة".

كما قال مدرب البرسا -في تصريحات بعد المباراة- "كان إظهار البطاقة الحمراء ضد أراوخو في تلك المباراة أمرا مبالغا فيه، عندما لعبنا 11 ضد 11، أعتقد أننا كنا في وضع دفاعي رائع، ليس من الجيد أن تلعب كرة القدم بـ10 لاعبين فقط".

تشافي كان دائم الاعتراض على قرارات الحكام في مواجهة برشلونة وسان جيرمان (الفرنسية)

وتابع "هذه عار، أن يدمر قرار تحكيمي عمل موسم كامل، كنت أريد أن أواجه سان جيرمان ولويس إنريكي بفريق غير منقوص".

وختم "لا داعي لمناقشة مجريات المباراة، الحكم دمر كل شيء، لا يمكن أن نبقى صامتين، قرار غير المباراة، وكان التحكيم كارثيا".

وطرد تشافي أكثر من مرة منذ أن أصبح مدربا كما أنه أكثر مدرب تلقى بطاقات صفراء في الدوري الإسباني بـ14 بطاقة.

صراحة غوندوغان

في المقابل لم يوافق غوندوغان على اعتراضات تشافي على التحكيم وتحميل الحكم مسؤولية الخسارة، معتبرا أنه "إذا ارتكب أراوخو خطأ على باركولا فإنه يستحق الطرد".

وتابع "لم أر الإعادة، في مثل هذه اللحظات الحاسمة يجب على المدافع أن يكون متأكدا من أنه قادر على تشتيت الكرة".

وأضاف "إن لم تكن كذلك، فعليك ترك اللاعب حتى لو كان في وضعية مناسبة لتسجيل هدف، فالأفضل أن نتلقى هدفا على أن نخسر لاعبا".

وختم أن "النقص العددي يقتل المباراة، كان خطأ أن نتراجع إلى الوراء بهذا الشكل حتى ولو كنا نلعب بـ10 لاعبين".

وتشير إحصاءات المباراة أن برشلونة استحوذ على الكرة 32.7% فقط وهي أقل نسبة استحواذ للبرسا في مختلف المسابقات منذ موسم 2013-2014.

المصدر : الجزيرة