اتهم بالاستهزاء ومطالبات بالتحقيق معه.. كاساس مدرب العراق بعين العاصفة بعد الخسارة من الأردن

الدوحة- متجهم الوجه ومشتت الذهن وكأنه يترقب حدوث أمر ما، يدخل الإسباني خيسوس كاساس مدرب منتخب العراق قاعة المؤتمرات الصحفية عقب خسارة فريقه في الوقت القاتل 3-2 من الأردن في ثمن نهائي كأس آسيا.

لم تمر دقائق على انطلاق المؤتمر الصحفي، حتى حصل ما كان يخشاه المساعد السابق لمدرب برشلونة ومنتخب إسبانيا لويس إنريكي، سيل من الأسئلة التي تضمنت اتهامات من صحفيين عراقيين كانوا متواجدين في المؤتمر الصحفي الذي عقده المدرب، بعد الخسارة التي كانت صادمة للجماهير العراقية أمام منتخب "النشامى".

يسـأله أحد الصحفيين في مقابلة إعلامية أجراها وعدم الانضباط داخل معسكر المنتخب العراقي والحديث عن إصابات لاعبين، وأرجع الصحفي سبب الخسارة أمام الأردن إلى هذه "الفوضى".

بداية حاول كاساس شرح ما حدث وأن لا علاقة له بما يقال بخسارة اليوم، بدليل أن فريقه هزم إندونيسيا، اليابان، وفيتنام وهذه المقابلات لم تؤثر على الفريق.

ولكن صحفيين آخرين لم يقتنعوا بالإجابة وعاجلوه بسيل آخر من الأسئلة بنفس الموضوع وعاد المترجم ليترجم له هذه الأسئلة، ولكنه أجاب بكلمة واحدة "نعم".

ليحصل هرج ومرج في القاعة وترتفع أصوات هذه المجموعة من الصحفيين العراقيين الذين عدّوا هذه الإجابة استهزاء بهم وصاح أحدهم "أنت تستهزئ بالإعلام الرياضي والشعب العراقي ويجب التحقيق بهذه القضية من قبل الاتحاد العراقي".

وينسحب هؤلاء من المؤتمر الصحفي احتجاجا، ويطالبون المدرب بالاعتذار وتحمل المسؤولية وتقديم استقالته لأنه سبب الخسارة والإقصاء بعد أن كان العراق قاب قوسين من التأهل في مسار قد يوصله إلى نهائي المسابقة القارية.

وبعد خروج الصحفيين، اعتبر كاساس أن ما حصل مؤسف وقال "يؤلمني ما حصل، هؤلاء أشخاص استغلوا الخسارة ليلحقوا الأذى بالشعب العراقي والاتحاد العراقي".

تهدأ الأجواء وتعود الأمور إلى نصابها، نطرح سؤالين على المدرب الإسباني: هل تتحمل مسؤولية الخسارة؟ وهل كان عليك أن تعدل في خطتك ورسمك التكتيكي بعد طرد المهاجم أيمن حسين؟

ينتفض كاساس ويقول إنه لم يكن لديه أي شيء ليغيره لأنه كان قد أجرى تبديلاته الـ5 وأنه فعل ما يجب فعله في تلك الأثناء، واعتبر أن الطرد لم يكن صحيحا لأنه "في بطولة كبيرة مثل كأس آسيا لا يمكن أن يطرد لاعب لمجرد أنه يحتفل بالهدف".

وعندما أصرينا على سؤالنا، رفض المدرب كاساس تحمل المسؤولية واعتبر أنه في سلم المسؤوليات ليس هو الأول فالخسارة سببها "حكم المباراة".

وعن مستقبله مع منتخب العراق، "أنا هادئ فيما يتعلق بمستقبلي. هدفنا الاستعداد لمواصلة تصفيات كأس العالم".

نخرج من المؤتمر الصحفي ونلتقي بالصحفيين المنسحبين والذين صدموا من أن المدرب الذي تعاقد معه الاتحاد العراقي عام 2022، "لم يعتذر للشعب العراقي عن الخسارة المؤلمة التي سببت صدمة له وخاصة أنه كان يمني النفس بتحقيق اللقب وخاصة بعد الانطلاقة الصاروخية في دور المجموعات"، بحسب أحد الصحفيين.

ويقول كرار حسين الصحفي في قناة "الأيام" العراقية، وأحد المنسحبين من مؤتمر كاساس الصحفي إن "الانسحاب من المؤتمر الصحفي كان بسبب استهزاء المدرب كاساس بعدة أسئلة طرحت عليه، وهذه التساؤلات يسألها جميع العراقيين، لماذا المشاكل ترافق معسكرات منتخب العراق، والفندق الذي ينزل فيه اللاعبون يصول ويجول فيه أشخاص لا علاقة لهم بالكادرين الفني والتدريبي وانسحابات للاعبين".

وأضاف "أيضا هناك الحديث عن إصابات ولاعبين يخضعون لفحوص طبية تمهيدا لانتقالهم لفرق جديدة وهم مع المنتخب، هناك أمور مبهمة كثيرة ناهيك عن مقابلة تلفزيونية أجراها المدرب كاساس قبل يومين من مواجهة مهمة، نقلنا أسئلة الشارع والجماهير العراقية لمدرب منتخبها الوطني فكان رده الاستهزاء".

وفي حديث للجزيرة نت، اعتبر اللاعب العراقي علي حسين، أن طرد زميله أيمن حسين قرار قاس من الحكم مشيرا إلى أن "لاعبي منتخب الأردن احتفلوا بالطريقة نفسها ولم يتلقوا أي انذار، فيما طرد لاعبنا".

وتابع أن "الفريق العراقي لديه لاعبون شباب ومستقبلهم زاهر ويجب طي صفحة الخسارة والخروج من كأس آسيا والتركيز على المستقبل مع هؤلاء اللاعبين والكادر الفني".

وختم أنه "واللاعبين واثقون بقدرة كاساس وفريقه على السير بالعراق إلى مستويات أفضل ونتائج جيدة في المستقبل".

المصدر : الجزيرة