ما أكثر الظوهر الفنية المميزة لمونديال قطر؟ علم تدريب كرة القدم يجيب

شهدت مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر -حتى مباريات أمس السبت- الكثير من الظواهر والمفاجآت، نرصد منها أكثر الظوهر الفنية المميزة للبطولة -حتى الآن- من وجهة نظر أكاديمية بحتة.

يقول أستاذ تدريب كرة القدم بجامعة قطر والمحاضر الدولي الدكتور جمال اسماعيل النمكي للجزيرة نت إن مونديال قطر أكّد أن الثقافة ذات أهمية لتكوين منتخب لكرة القدم، ولكنها شرط أساسي للمشاركة ضمن فرق النخبة فى كأس العالم 2022، التي شهدت بزوغ ميثاق شرف ثقافى للنخبة يحمل عنوان (التميز يعشق الطموحين ويصادق المجتهدين ويحترم الشرفاء والمخلصين)، ويعدّ منتخبا اليابان والمغرب خير مثال على هذا الميثاق.

ويرصد النمكي أبرز وأكثر الظوهر الفنية المميزة لدور المجموعات في مونديال قطر، من وجهة نظر أكاديمية في النقاط التالية:

  • الضغط المضاد والكرات العرضية واللاعب المحوري المستهدف، أصبح المثلّث المميز للأداء التكتيكي بشكل غير مسبوق بالنسبة لجميع المنتخبات المشاركة، مما يبشّر بخطط تكتيكية جديدة، ووجه مشرق لكرة القدم العالمية.
  • الكثافة والسرعة المميزة للمنتخبات قد رفعت معدلات الأداء الفني بشكل لافت للنظر؛ حيث وصلت كثافة الأداء الفني إلى أعلى مستوياته، وعلى سبيل المثال: متوسط التمريرات في الدور الأول كان أعلى من المعدل المتعارف عليه فى البطولات السابقة، إذ وصل لأكثر من 430 تمريرة فى المباراة.
  • الواقعية واحترام المنافس أصبحت أحد معايير الأداء الجيد وتحقيق النتائج المتوقعة، ولقد ظهرت بشكل واضح في فوز السعودية على الأرجنتين واليابان على ألمانيا، والمفارقات في النتائج التي تكررت في نموذج رائع للواقعية، ومنها فرنسا التي هزمت أستراليا، التي هزمت تونس، التي فازت على فرنسا، وكذلك السعودية فازت على الأرجنتين، التي خسرت من المكسيك، التي هزمت السعودية.
  • طغيان الإيقاع الجماعي الذي ظهر في قدرة الفريق على التحوّل في ظلّ عدد مناسب يضمن تنفيذ المبادئ التكتيكية في حالتي الدفاع والهجوم، وربما سيكون ذلك المعيار الحساس فى الأدوار الإقصائية، ورغم أن معظم الفرق المتأهلة تمتلك قدرًا كبيرًا منه؛ فإن امتلاك لاعبين قادرين على استغلال الفرص يحدد نجاح هذ السلاح الفعال، لذا فان إنجلترا وإسبانيا وفرنسا والبرازيل والأرجنتين (التي فازت بفضله على هولندا)، هم الأقرب إلى الوصول إلى النهائى.
  • الدفاع المحكم والصارم في المثلث الدفاعي من معظم فرق البطولة.
  •  أكد المونديال أن جودة الأداء الفني والاعتماد على الكيف أحد أسرار الفوز، وأن الفكر التكتيكي المتقن يسبق كثافة الأداء المهاري البدني، وبالنظر إلى إحصاءات مباراة الكاميرون والبرازيل -نموذجًا- نجد أن البرازيل امتلكت الكرة بنسبة 68% -تقريبًا- في مقابل 32% للكاميرون، كما قامت البرازيل بـ 584 تمريرة مقابل 295 للمنافس، وقدّم فريق البرازيل مسافة إجمالية 111 كلم مقابل 107 كلم لمنافسه، كما أن السامبا تفوقت في حجم الانطلاقات السريعة بنسبة 15.5 كلم -تقريبًا- مقابل 14 كلم للكاميرون، التي فازت رغم كل هذا الاختلاف الكمي للأداء لصالح منافسها، مما يؤكد قاعدة علم التدريب "الإتقان يسبق الجهد".
  • الاستحواذ لا يعني الفوز، فقد صعدت 4 منتخبات لثمن النهائي رغم أنها كانت من بين أقل 7 منتخبات في الاستحواذ؛ وهي: اليابان بمتوسط استحواذ 32%، وبولند 34%، والمغرب 38.2%، وأستراليا 38.6%.
  • التعديلات التكتيكية المتعددة في سيناريوهات المباراة الواحدة، وظهر ذلك بشكل واضح في مباريات عدة؛ منها -على سبيل المثال وليس الحصر- الأرجنتين ضد السعودية، واليابان أمام إسبانيا.
  • السعي للفوز لا يرتبط بامتلاك التاريخ والنجوم البارزين حيث كان شعار مونديال قطر "الحاضر يسبق التاريخ"، فكرة القدم أصبحت تفرض شروطًا لها مصداقيتها.
  • الانضباط التكتيكي تحت وطأة سرعة التحولات وكثافة الأداء، وهو ما يسمى في علم التدريب "كيمياء الفريق"، أي التناغم بين لاعبي الفريق الواحد الذي يصنع الانسجام والتكامل الفني، مما يعزز الأداء المباشر والسريع، ويظهر جودة التمركز والتحولات المرتبطة بمكان الكرة، ولقد لاحظناها بوضوح في منتخبات إسبانيا واليابان وإنجلترا.
  • تخفيف كثافة اللعب في منتصف الملعب نتيجة سرعة التحولات الكبيرة.
  • كثافة الوجودد الجماهيري أسهمت في زيادة جودة الأداء الفني وعززت الإثارة، حيث إنها المرة الأولى التي يصل فيها حجم الحضور الجماهيري في الملاعب -في دور المجموعات- إلى 2.5 مليون مشجع.
  • الجمهور كلمة السر في الأداء العربي المشرّف.
المصدر : الجزيرة