مباريات دون أهداف في المونديال.. هل تفوقت صلابة المدافعين على صناع اللعب في كأس العالم 2022؟

مباراة بولندا والمكسيك ضمن مجموعة مباريات في مونديال 2022 لم تسجل فيها أهداف (غيتي)

شهد دور المجموعات لكأس العالم لكرة القدم 2022 -الذي يُسدل عليه الستار الجمعة المقبلة بإجراء آخر مباراتين في المجموعتين السابعة والثامنة- عددًا كبيرًا من المباريات التي انتهت بالتعادل دون أهداف حتى الآن، والتي كانت فيها الأسبقية للصلابة الدفاعية والتنظيم المحكم للمدافعين، وتضييق المساحات على صناع اللعب، ما أدى إلى غلق المنافذ المؤدية للمرمى، والتي يستغلها -عادة- أكثر لاعبي العالم إبداعًا.

وتجاوز عدد المباريات التي انتهت بالتعادل السلبي في كأس العالم قطر 2022، في أول 16 مواجهة، أي عند اكتمال الجولة الأولى عدد المباريات التي انتهت بالنتيجة نفسها في النهائيات التي أقيمت في روسيا عام 2018، بعدما دفعت الفرق بخمسة مدافعين لحماية المرمى من اللاعبين الذين يشكلون خطورة؛ مثل: الأرجنتيني ليونيل ميسي، والكرواتي لوكا مودريتش، والدانماركي كريستيان إريكسن.

وانتهت 4 مباريات من الجولة الأولى للدور الأول من مونديال 2022 بتعادل أبيض؛ وهي مباريات: بولندا والمكسيك من المجموعة الثالثة، وتونس والدانمارك لحساب المجموعة الرابعة، والمغرب وكرواتيا لحساب المجموعة السادسة، والأوروغواي وكوريا الجنوبية من المجموعة الثامنة.

وعلى عكس مونديال 2018 -الذي شهدت مباريات الجولة الأولى من الدور الأول على الأقل تسجيل هدف واحد- فإن النسخة الحالية كانت دفاعية، خاصة في المباريات الأولى، رغم تميز بعضها بالهجومية على غرار مباراة إنجلترا وإيران في المجموعة الثانية (6 ـ2)، أو مواجهة إسبانيا وكوستاريكا ضمن افتتاح المجموعة الخامسة (7ـ صفر).

وعن ذلك قال المدافع الدولي الأسترالي السابق أليكس توبين لرويترز "الكثير من المنتخبات تقول لن نخسر هذه المباراة، وعلينا اللعب بهيكل دفاعي قوي للغاية، ويحتاج صناع اللعب للمساحة، وهم بحاجة لهذه المساحات للعب فيها، ولم يكن لديهم ذلك في مباريات كأس العالم بقطر".

ويتمتع توبين بخبرة كبيرة في مواجهة أفضل صناع اللعب في العالم، حيث واجه دييغو مارادونا في الملحق المؤهل لكأس العالم 1994 حين انتصرت الأرجنتين 2-1 في مجموع المباراتين.

وتذكّر المدافع -الذي خاض 87 مباراة دولية- "مارادونا كان يجعلك تدور حول نفسك؛ لأنه يفعل أشياء لا يمكنك توقعها، وكانت هناك لحظات فكرت فيها مثل أي مدافع، وقلت في نفسي إن المنافس لن يفعل ذلك، لكنني واجهت مارادونا، وكان يتعين اللعب أمامه بطريقة مختلفة".

وأزعج المنتخب الأسترالي -أحد أكبر المنتخبات في العالم- منتخب فرنسا باستخدام الأسلوب نفسه الذي لجأت له العديد من الفرق الأقل ترشيحًا في نهائيات قطر لتحقيق التأثير المطلوب، لكن أستراليا خسرت 1-4 من فرنسا، حين واجهت كيليان مبابي ليقول توبين إن الدفاع ضده يجب أن يكون جماعيًا.

وقال توبين "سمات مبابي البدنية مذهلة، والمهارة التي يتمتع بها ذات جودة، وهو لاعب مزعج (للدفاع)، ومن الصعب إيقافه، لذا عليك أن تحصل على الدعم من بقية المدافعين عند مواجهته".

ورغم شهرة توبين بأنه مدافع صلب، فإنه يريد رؤية اللاعبين المبدعين وهم يتألقون في أدوار خروج المغلوب لكأس العالم، وقال "أتمنى أن يفوز الفريق الذي يضم أفضل لاعبين؛ لأنني أعتقد أنه في أي كأس عالم تريد رؤية تلك اللحظات (التي كان يفعلها) مارادونا، وربما يستطيع ميسي فعل ذلك مع تشكيلة الأرجنتين الحالية".

وقد شهدت 4 مباريات ضمن الجولة الأولى من الدور الأول نتيجة التعادل (0 ـ0)؛ من بينها مباراة المغرب وكرواتيا، التي وصفها الملاحظون والفنيون بأنها الأكثر رتابة في المونديال حتى الآن.

ويشار إلى أن 29 منتخبًا -من بين 32 تشارك حاليًا في كأس العالم- سجلت هدفًا واحدًا على الأقل، فيما لا يزال 3 منتخبات تنتظر أول أهدافها في كأس العالم؛ من بينهما منتخب تونس، الذي يلعب -حاليًا- مباراة الجولة الثالثة ضد فرنسا، والأوروغواي والمكسيك.

المصدر : الجزيرة + رويترز