أي حظوظ للمنتخبات العربية في التصفيات الأفريقية الحاسمة لمونديال قطر 2022؟

وضعت قرعة المرحلة الحاسمة للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر؛ المنتخبات العربية بمواجهات متباينة.

وجرت القرعة اليوم السبت بمدينة دوالا الكاميرونية على هامش كأس أمم أفريقيا، وجنبت المنتخب المصري -الذي كان ضمن منتخبات المستوى الثاني- الوقوع في مواجهة منتخب عربي من بين منتخبات المستوى الأول.

غير أن المنتخب المصري سيواجه السنغال -وهي المصنفة أولا في ترتيب المنتخبات الأفريقية- في مباراة خاصة بين النجم المصري محمد صلاح وزميله في نادي ليفربول السنغالي ساديو ماندي.

مصر وأقوى مواجهة

وبلغة الأرقام فإن مواجهة المنتخبين المصري والسنغالي هي الأقوى بين لقاءات المرحلة النهائية للتصفيات الأفريقية للمونديال، لا سيما أنها الوحيدة التي تجرى بين منتخبين تأهلا معا للنسخة الماضية لبطولة كأس العالم التي أقيمت في روسيا عام 2018.

ويوجد منتخب السنغال على قمة ترتيب المنتخبات الأفريقية في تصنيف الفيفا، ويحتل المركز الـ20 عالميا، فيما يوجد المنتخب المصري في المركز السادس أفريقيا والـ45 عالميا.

وستكون هذه هي المرة الثانية التي يوجد فيها منتخب مصر في مواجهة أمام السنغال بتصفيات كأس العالم، بعدما سبق أن التقيا في تصفيات مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، التي جرت بنظام المجموعات، حيث تعادلا سلبيا بداكار، قبل أن يفوز الفراعنة 1-0 في القاهرة.

وبينما كان منتخب مصر أول منتخب عربي وأفريقي يلعب في كأس العالم -بعدما شارك في نسخة البطولة عام 1934 بإيطاليا، بالإضافة لمشاركته أيضا في نسختي 1990 و2018- فإن المنتخب السنغالي بلغ كأس العالم عامي 2002 و2018.

ومن بين جميع منتخبات التصنيف الأول ستلعب مصر ضد الفريق الوحيد الذي تتفوق عليه في المواجهات المباشرة. وفازت مصر 6 مرات، بينما خسرت 4 مرات وتعادلت في مناسبتين. وجاءت نتيجة آخر مواجهتين لصالح السنغال إذ انتصرت 2-0 و1-0 في تصفيات كأس الأمم 2015.

الجزائر وفرصة العودة

وللنسخة الثانية على التوالي، يصطدم منتخب الجزائر بنظيره الكاميروني، بعدما وجدا في مجموعة واحدة بتصفيات مونديال روسيا، حيث تعادلا 1-1 بالجزائر، فيما فاز منتخب "الأسود غير المروضة" 2-0 في اللقاء الثاني الذي جرى بالعاصمة الكاميرونية ياوندي.

ويأمل منتخب الجزائر في إعادة البسمة لجماهيره -التي تعرضت لصدمة كبيرة بعد الخروج المبكر من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا- من خلال التأهل لكأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، بعدما صعد للمونديال أعوام 1982 و1986 و2010 و2014.

ويمتلك منتخب الجزائر سجلا حافلا بكأس العالم، منذ مشاركته الأولى في مونديال إسبانيا قبل 40 عاما، عندما تغلب على منتخبي ألمانيا الغربية وتشيلي بدور المجموعات، غير أن خسارته أمام المنتخب النمساوي، ساهمت في عدم بلوغه للدور الثاني في البطولة.

وما زالت الجماهير العربية تتذكر المشاركة الأخيرة لمنتخب "محاربي الصحراء" في كأس العالم بالبرازيل عام 2014، عندما اجتاز دور المجموعات، باحتلاله المركز الثاني في مجموعته التي ضمت بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية، وبلغ ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه، قبل أن يخسر 2-1 بعد التمديد أمام المنتخب الألماني الذي شق طريقه ليتوج باللقب آنذاك.

في المقابل، يطمع منتخب الكاميرون في تعزيز رقمه القياسي كأكثر المنتخبات الأفريقية ظهورا بكأس العالم، بعدما شارك في 7 نسخ سابقة، حيث يحلم بتكرار مسيرته في مونديال 1990 بإيطاليا، حينما تأهل لربع النهائي لأول مرة في تاريخ منتخبات القارة السمراء، قبل أن يخسر 3-2 أمام إنجلترا.

وستكون الجزائر بحاجة لنسيان تاريخ مواجهتها ضد الكاميرون؛ إذ لم تنتصر سوى مرة واحدة في 9 مباريات. وخسرت الجزائر 4 مرات وتعادلت في 4 مناسبات.

المرة الأولى لتونس

وستكون هذه هي المرة الأولى التي يلتقي خلالها منتخب تونس مع نظيره المالي بتصفيات كأس العالم، لكن المنتخبين سبق أن التقيا 4 مرات بنهائيات كأس أمم أفريقيا، كان آخرها في مرحلة المجموعات بالنسخة الحالية للمسابقة القارية، التي حسمها منتخب مالي لصالحه بالفوز 1-0 في مباراة مثيرة للجدل، كان بطلها الحكم الزامبي جاني سيكازوي، الذي أدار المباراة، حيث أنهاها قبل انتهاء الوقت الأصلي وسط دهشة الجميع.

ويرغب المنتخب التونسي -الذي أهدى العرب أول انتصار في كأس العالم- عندما تغلب 3-1 على المكسيك في مرحلة المجموعات بنسخة مونديال 1978 بالأرجنتين- في المشاركة بالمحفل العالمي الكبير للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي، بعد مشاركته بمونديال روسيا، غير أن طموحاته سوف تصطدم بأحلام منتخب مالي، الذي ما زال يبحث عن التأهل للمونديال للمرة الأولى في تاريخه.

وفازت تونس في 6 من 12 مباراة أمام مالي، وخسرت 5 مرات وتعادلا في مناسبة واحدة. لكن انتصارات تونس جاءت كلها في مباريات ودية بينما انتصرت مالي 4 مرات في كأس أمم أفريقيا.

مواجهة متكافئة للمغرب

ويستعد منتخب المغرب لمواجهة الكونغو الديمقراطية في تصفيات المونديال للمرة الثالثة، بعدما تواجها للمرة الأولى بتصفيات مونديال 1974 بألمانيا الغربية، التي شهدت الظهور الوحيد للكونغو الديمقراطية -التي كانت تسمى "زائير" حينها- في كاس العالم.

والتقى المنتخبان في تصفيات مونديال 1974 التي جرت بنظام المجموعة، حيث فازت الكونغو الديمقراطية 3-0 بملعبها، قبل أن تفوز 2-0 في المباراة الأخرى التي جرت بالمغرب.

أما المرة الثانية التي لعب فيها منتخب المغرب مع الكونغو الديمقراطية بتصفيات المونديال، فكانت بتصفيات كأس العالم 1990، والتي جرت بنظام المجموعات، حيث تعادلا بدون أهداف بكينشاسا و1-1 بالملعب البلدي بمدينة القنيطرة.

وبالنظر إلى التاريخ ستكون مواجهة المغرب ضد الكونغو الديمقراطية متكافئة؛ إذ شهدت مبارياتهما الثلاث السابقة فوز كل منهما مرة واحدة والتعادل في مباراة كانت الأخيرة بينهما في أكتوبر/تشرين الأول 2020.

ويشارك منتخب المغرب -الذي بلغ المونديال 5 مرات- في المرحلة النهائية، وهو منتش بنتائجه الإيجابية تحت قيادة مدربه البوسني وحيد خليلوزيتش، حيث كان منتخب "أسود الأطلس" هو الوحيد من بين المنتخبات الـ40 التي شاركت في مرحلة المجموعات بالتصفيات الذي فاز في جميع مبارياته الست بمجموعته، ليحصد العلامة الكاملة.

وكان منتخب المغرب قد منح الكرة العربية أول نقطة في تاريخها بكأس العالم، عندما تعادل 1-1 مع منتخب بلغاريا بمرحلة المجموعات لنسخة البطولة التي أقيمت بالمكسيك عام 1970، كما أنه أول منتخب عربي وأفريقي يجتاز الدور الأول، عقب صعوده للأدوار الإقصائية بنسخة البطولة التي جرت بالمكسيك أيضا عام 1986.

نيجيريا تصطدم بغانا

ستكون آخر مباراة في التصفيات الأفريقية لمونديال قطر بين غانا ونيجيريا، وهي المواجهة الخامسة بينهما بتصفيات كأس العالم، بعدما التقيا بتصفيات مونديال 1962 و1970 و1974 و2002.

ويتطلع منتخب غانا -الذي كان قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح أول منتخب أفريقي يبلغ المربع الذهبي لكأس العالم خلال مشاركته بمونديال 2010 في جنوب أفريقيا- لمحو إخفاقه الأخير بأمم أفريقيا، عقب خروجه من الدور الأول، وذلك عبر الصعود لكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه.

من جانبه، يسعى منتخب نيجيريا للصعود للمرة السابعة في تاريخه بالمونديال، تحت قيادة البرتغالي جوزيه بيسيرو، الذي سيتولى قيادة منتخب "النسور الخضراء"، خلفا للمدرب المحلي المؤقت أوغستين إيغوافون.

يذكر أن مباريات الدور الحاسم للتصفيات الأفريقية ستقام ذهابا وإيابا خلال الفترة من 24 إلى 29 مارس/آذار المقبل، لتتأهل في النهاية 5 منتخبات ممثلة للقارة السمراء في المونديال الذي سيقام في قطر بين 21 نوفمبر/تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول المقبلين.

المصدر : مواقع إلكترونية