العراقيون للفيفا: ارفع الحظر عن ملاعبنا

ملعب البصرة
ملعب جذع النخلة في محافظة البصرة افتتح عام 2013 ويتسع لنحو 60 ألف متفرج (تصوير أحمد كريم)

بغداد– مثلت مباراة منتخب العراق مع نظيره اللبناني في ملعب "الحبيبة" وسط العاصمة بغداد مطلع الشهر الجاري دفعة كبيرة للوسط الرياضي العراقي لإطلاق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى رفع الحظر عن الملاعب العراقية.

المباراة -التي كانت ضمن تصفيات بطولة غرب آسيا- حضرها نحو 35 ألف متفرج وسط إجراءات أمنية وتسهيلات إدارية لحضور المشجعين، لتظهر انطباعا واضحا عن المستوى الأمني الذي يتمتع به العراق رغم الخروقات الأمنية التي تحصل بين فترة وأخرى.

رياضيون وصحفيون في الوسط الرياضي أطلقوا وسما عبر منصات التواصل الاجتماعي بعنوان "#انصفونا_حظر_العراق_ظالم"،  ليجد رواجا واسعا وتفاعلا كبيرا من العراقيين داخل البلاد وخارجها.

ويرى الصحفي الرياضي علي نوري أحد الذين تبنوا هذه الحملة أن توقيتها يأتي بالتزامن مع بطولة مونديال العرب المقامة حاليا في قطر، وأضاف -في تصريحات صحفية- أن الحملة أعقبت لقاء جمعه مع رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وأن رفع الحظر عن الملاعب العراقية بات أمرا مهما.

التفاعل مع هذه الحملة لم يقتصر على العراقيين، بل تعدت حدود العراق الجغرافية لتشارك بها شخصيات من الوسط الرياضي على مستوى العرب عبر تغريدات مختلفة بموقع تويتر، بينهم مقدم البرامج الرياضية في قناة الكاس القطرية خالد جاسم إذ قال "انفضوا لبس الأقوال.. والبسوا بشت (زي) الأفعال" وأضاف "العراق برجاله ونسائه وأطفاله يستاهلون كل خير" واختم تغريدته بالوسم "انصفونا حظر العراق ظالم".

وشارك في الحملة رئيس القسم الرياضي بقناة الجزيرة حيدر عبد الحق بتغريدة جاء فيها "ما أجمل هدير أصوات الجمهور العراقي في بغداد وكربلاء والنجف وأربيل وميسان، ستصل حتما إلى آذان الفيفا".

حسين-الزيدي
الزيدي اعتبر استمرار الفيفا بفرض الحظر على الملاعب العراقية بالأمر الغريب وغير المبرر (تصوير أحمد كريم)

صحفيون يرفضون الحظر

بدوره، وصف الصحفي الرياضي العراقي حسين الزيدي -في حديث للجزيرة نت- استمرار الفيفا بفرض الحظر على الملاعب العراقية بالأمر الغريب وغير المبرر، مضيفا أن الحجج التي يسوقها الاتحاد "واهية وغير مقنعة".

ويجد حسين أن الواقع الحالي يتطلب إنصاف العراق، ويكون ذلك عبر رفع الحظر عن ملاعبه كي يستمتع الجمهور العراقي بمشاهدة البطولات والاستحقاقات الدولية التي حرم منها منذ نحو 30 عاما، وأن المباريات الودية التي أقيمت في العراق دليل على القدرة والإمكانية الجيدة للإدارة المباريات والبطولات.

وفي الأشهر الأخيرة من العام الحالي، نظم الاتحاد العراقي لكرة القدم حراكا واسعا لاستضافة بطولة "خليجي 25" في ملاعب البصرة جنوب البلاد لتأتي الموافقة على هذه الاستضافة، إلا أن اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم أعلن يوم 20 سبتمبر/أيلول الماضي، تأجيل البطولة التي كانت مقررة الشهر الجاري إلى يناير/كانون الثاني 2023، وأن بعض المعنيين يرون أن هذا القرار كان متوقعا في ظل وجود نواقص في ملف جاهزية البصرة لاستضافة البطولة، في حين ينفي آخرون ذلك.

ملعب النجف
                                                  ملعب النجف يتسع لـ 30 ألف متفرج وافتتح في 5 مايو/ أيار 2018 (تصوير أحمد كريم)

أهم الملاعب العراقية وأهليتها

5 ملاعب عراقية لكرة القدم هي الأفضل حتى الآن، أولها ملعب "جذع النخلة" في محافظة البصرة الذي افتتح عام 2013 ويتسع لنحو 60 ألف متفرج، والملعب ضمن مدينة رياضية واسعة تضم عدة منشآت رياضية وفنادق سياحية.

وفي بغداد يوجد ملعب "الشعب" الدولي، وهو من أقدم الملاعب العراقية، ويتسع لأكثر من 50 ألف متفرج.

ملعب كربلاء
ملعب كربلاء الدولي الذي افتتح عام 2016 يتسع لنحو 30 ألف متفرج (تصوير أحمد كريم)

ملعب "كربلاء" الدولي الذي افتتح عام 2016 يتسع لنحو 30 ألف متفرج. أما ملعب "فرانسو حريري" الذي يقع في أربيل في إقليم كردستان العراق، وافتتح عام 1992، فيتسع لـ35 ألف متفرج، ومن بعده ملعب "زاخو" الدولي في كردستان أيضا الذي افتتح عام 2015 ويتسع لأكثر من 20 ألف متفرج.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" قرر -في وقت سابق من عام 2016- رفع الحظر عن بعض الملاعب العراقية وسمح بإقامة مباريات ودية على ملاعب البصرة وأربيل وكربلاء فقط، الأمر الذي اعتبره الإعلام الرياضي بادرة لكسر الحظر.

وعام 2018، أوضح رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة -خلال مؤتمر صحفي في البصرة- إن" الوقت حان لرفع الحظر الدولي عن الملاعب العراقية"، مشيرا إلى "عدم تسجيل أي مشاكل خلال المباريات السابقة التي أقيمت في العراق".

جذع النخلة ملعب
ملعب جذع النخلة في البصرة ضمن مدينة رياضية تضم منشآت رياضية وفنادق (تصوير أحمد كريم)

ركائز الاتحاد العراقي

يضع الاتحاد العراقي لكرة القدم -الذي يرأسه وزير الشباب والرياضة اللاعب السابق عدنان درجال- أساسيات ينطلق منها لإضفاء الشرعية على طلب رفع الحظر كليا عن ملاعب العراق، أبرزها:

  • جاهزية العراق لاحتضان البطولات الدولية، بعد افتتاح عدد من الملاعب والمنشآت الرياضية التي تسمح باستضافة البطولات والوفود الرياضية.
  • الاتحادان الدولي والآسيوي لكرة القدم مطلعان على استحداث الملاعب وجاهزيتها.
  • استتباب الأوضاع الأمنية كليا في البلاد.
  • الجمهور العراقي العاشق لكرة القدم الذي يدعو لعدم حرمانه من متعة مشاهدة المباريات الدولية على ملاعبه، وأن من حق المنتخب الوطني أن يلاقي المنتخبات الأخرى على ملاعبه في الاستحقاقات الدولية.

ورغم تفاعل الاتحاد الدولي مع ملف رفع الحظر عن الملاعب العراقية والخطوات التي قام بها، فإن هناك تحفظات على مفصلين أساسيين، وهما جاهزية الملاعب العراقية في استضافة بطولات توجد فيها منتخبات ووفود كبيرة، والسلاح المنفلت الذي يشكل خطا أحمرا أمام قضية رفع الحظر كليا ويدعو الاتحاد للتريث، ومع هذا أرسل "الفيفا" وفدا لتفقد الملاعب العراقية.

وهدف وفد الفيفا إلى إعداد تقرير يتعلق برفع الحظر نهائيا، وكانت أولى محطاته في البصرة للاطلاع على ملاعبها، ورغم مضي أشهر على زيارة الوفد فإنه لم يصدر قرارا من الفيفا حتى الآن بشأن رفع الحظر الكلي عن الملاعب العراقية.

ويرى مراقبون أن  أسبابا غير رياضية وراء عدم رفع الحظر، وأن هناك أجندات داخلية ترغب في فصل العراق عن المحيط العربي والدولي، وقد يؤخر التفجير الذي وقع في محافظة البصرة مؤخرا مسألة حسم ملف الحظر عن الملاعب العراقية.

المصدر : الجزيرة