المونديال يعكس شغف الجزائريين بكرة القدم

مظاهر في الشوارع الجزائرية لمشاركة الخضر في المونديال
الشوارع الجزائرية ازدانت بألوان المنتخب الوطني قبيل أيام من أولى مقابلات "الخضر" بالمونديال (الجزيرة نت)

ياسين بودهان-الجزائر

مع بداية العرس الكروي العالمي في البرازيل، توقفت عقارب الساعة في حياة الجزائريين، وأصبح كل شيء في يومياتهم يعزف على إيقاع بلاد السامبا، وذلك في انتظار المواجهة الأولى لمنتخبهم الوطني الثلاثاء المقبل أمام بلجيكا.
 

فبعد غياب دام 24 سنة عن نهائيات كأس العالم، عاد المنتخب الجزائري للظهور مجددا خلال مونديال جنوب افريقيا 2010، وأهم ما ميز تلك المشاركة أنها حملت آمال وتطلعات العرب، باعتبار محاربي الصحراء الفريق العربي الوحيد المشارك، ورغم العروض الجيدة التي قدمها رفقاء عنتر يحيى آنذاك لم تكن المشاركة في المستوى المطلوب، حينما غادر الخضر المنافسات في الدور الأول.

والتاريخ يعيد نفسه مرة أخرى، ليحمل الخضر مرة أخرى آمال وأحلام العرب في مونديال البرازيل، المقام من 12 يونيو/حزيران الحالي إلى 13 يوليو/تموز المقبل.

وأهم ما يميز مشاركة الخضر في هذه النسخة حسب الصحفي الرياضي سفيان خرفي أنها تنظم في البرازيل، ذلك البلد الذي يتنفس كرة القدم، لذلك ليست مشاركة الخضر في هذه النسخة برأيه ككل المشاركات، للرمزية التي يمتلكها البلد المنظم.

ويتطلع خرفي -في تصريحه للجزيرة نت- لأن يحقق منتخب بلاده نتائج إيجابية بالتأهل للدور الثاني، خاصة بعد العروض الإيجابية التي قدمها رفقاء مجيد بوقرة في المقابلات الودية الأخيرة أمام منتخبات أرمينيا ورومانيا، وهي النتائج التي مكنت الخضر من اعتلاء عرش الكرة الأفريقية في تصنيف الفيفا الأخير في سابقة تاريخية للمنتخب.

خرفي عبر عن أمله بأن يتأهل المنتخب الجزائري للدور الثاني للمونديال (الجزيرة نت)
خرفي عبر عن أمله بأن يتأهل المنتخب الجزائري للدور الثاني للمونديال (الجزيرة نت)

رغبة جامحة
أمنية خرفي وأمله في تحقيق فريق بلاده لنتائج ايجابية يعكس الرغبة الجامحة للجزائريين في تحقيق التأهل للدور الثاني، كما تعكس عشق الجزائريين لكرة القدم، وجولة بسيطة في الشوارع والمقاهي الجزائرية تعكس هذه العلاقة الخاصة بين الجزائريين وكرة القدم.

ففي العاصمة الجزائر، وكغيرها من المدن والمحافظات، يضطر الموظفون والعمال إلى مغادرة أماكن عملهم باكرا تجنبا للاختناق المروري في الشوارع الرئيسية، من أجل الوصول في الوقت المناسب إلى مقار سكنهم، أو الظفر بمكان في المقاهي التي تضع شاشات كبيرة لتمكين زبائنها من مشاهدة جميع المباريات.

تهافت الجزائريين على مشاهدة بطولة كأس العالم في نسختها الحالية أصبح فرصة لأصحاب المقاهي والمحلات التجارية التي تبيع مختلف المأكولات السريعة من أجل زيادة أرباحهم، في المقابل اهتدى بعض التجار إلى وضع خيم كبيرة بداخلها شاشات عملاقة من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب المهووس بكرة القدم. ويؤكد صاحب أحد المقاهي التي زارتها الجزيرة نت أن نسبة المبيعات ارتفعت بنحو 30% عن الأيام السابقة.

لكن اللافت في الشوارع الجزائرية مع انطلاق المونديال غياب ظاهرة تنافس المناصرين على صنع الرايات الجزائرية، على غرار ما حدث في مونديال جنوب أفريقيا، كما لم تشهد أغاني المنتخب الجزائري رواجا مثل الذي عرفته في مونديال 2010.

أنصار الخضر يصنعون الفرجة بشوارع المدن الجزائرية (الجزيرة نت)
أنصار الخضر يصنعون الفرجة بشوارع المدن الجزائرية (الجزيرة نت)

هاجس التشفير
ويبقى تشفير القنوات الناقلة للمونديال الهاجس الذي يعاني منه أغلب الجزائريين الذين لا يستطيعون شراء أجهزة "بي إن سبورت"، وأغلب هؤلاء يبحث عن أي طريقة لتجاوز هاجس التشفير، فيما مكنت القناة الأرضية الجزائرية مشاهديها من متابعة 24 مقابلة بعد أن قامت بشراء حقوق البث من الجهة المالكة.

في سياق متصل توجه الجمعة الفوج الأول من مجموع 2000 مناصر إلى البرازيل، عبر أربع رحلات تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، وسيتجه الوفد الذي انتقل إلى مدينة بيلوهوريزينتي على متن رحلة خاصة، ومن المنتظر أن بنقل باقي المناصرين في اليومين المقبلين عبر أربع رحلات أخرى.

وكان مجموعة من أنصار الخضر تنقلوا بمفردهم من الجزائر، ومن دول أوروبية مختلفة الأسبوع الماضي. وشددت السطات الجزائرية على ضرورة مراقبة الدفتر الصحي لكل مناصر قبل تنقله للبرازيل.

وسيواجه المنتخب الجزائري بلجيكا يوم 17 من الشهر الجاري، ثم منتخب كوريا الجنوبية في 22 من نفس الشهر، فروسيا في 26 منه لحساب المجموعة الثامنة.

المصدر : الجزيرة