تهديد الفيفا يفاقم أزمة الكرة في مصر

epa04006428 Mahmoud Fathallah of El Zamalek makes an shot on the goal during their opening Egyptian Premier League soccer match at Cairo Stadium, Egypt, 02 January 2014.
undefined

أنس زكي-القاهرة

لم يكد يتوقف الجدل حول قرار وزير الرياضة حل مجلس إدارة الأهلي وما تلا ذلك من تدخل رئيس الوزراء لوقف القرار، حتى تفجر جدل جديد ربما يكون أوسع نطاقا هذه المرة، على خلفية خطاب من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى نظيره المصري يهدد فيه بوقف نشاطه.

واستنكر الفيفا ما وصفه بالتدخلات الحكومية في النشاط الكروي بمصر، معتبرا أن ذلك يخالف الميثاق الأولمبي الدولي. وأمهل الاتحاد المحلي حتى 5 فبراير/شباط المقبل لتقديم ردود بالمستندات على شكاوى تلقاها من خمسة أندية مصرية هي الأهلي والزمالك والترسانة والشمس والترام، بعدما أقدم وزير الرياضة على حل مجالس إداراتها، وإن كان قرار الأهلي لم يدخل حيز التنفيذ بعد.

وعبر نقاد ومسؤولون رياضيون عن مخاوفهم من خطاب الفيفا، وأكدوا أنه قد يؤدي -إذا لم يتم تدارك الأمور- إلى خسائر كبيرة حيث لن يقتصر الأمر على وقف النشاط الكروي وإنما سنكون أمام معضلات تتعلق ببطلان القرارات التي أصدرتها مجالس إدارات الأندية التي عينتها الوزارة.

ووصف رئيس اللجنة الأولمبية المصرية خالد زين خطاب الفيفا بـ"الخطير"، مؤكدا ضرورة التعامل مع هذا الملف باحترام شديد، ومحذرا من أنه إذا لم يرسل اتحاد الكرة ردا سريعا وموثقا إلى الفيفا فسيتعرض لعواقب وخيمة.

‪مجاهد: خطاب الفيفا ليس مخيفا‬ (الجزيرة)
‪مجاهد: خطاب الفيفا ليس مخيفا‬ (الجزيرة)

رأي اتحاد الكرة
في المقابل، كان الرأي مختلفا لدى اتحاد الكرة المصري، حيث قال مسؤوله الإعلامي عزمي مجاهد في تصريحات صحفية إن الخطاب ليس مخيفا كما يعتقد البعض وسيتم الرد عليه بشكل قانوني، وهو نفس ما ذهب إليه نائب رئيس الاتحاد حسن فريد الذي أكد أنه لا مخاوف من تجميد النشاط الكروي في مصر.

واعتبر فريد أن مسؤولي الفيفا أساؤوا فهم قرارات وزير الرياضة المصري طاهر أبو زيد الذي حاول -بحسب رأيه- أن يفرض الديمقراطية ويمنح الفرصة للجمعيات العمومية وليس العكس بعد انتهاء عمر مجالس إدارات الأندية المذكورة في الخطاب وعلى رأسها الأهلي والزمالك.

وأضاف نائب رئيس الاتحاد المصري أن من بين الخيارات أمام الاتحاد مطالبة الفيفا بالحصول على فترة انتقالية لمدة عام يتم خلالها توفيق أوضاع بعض الأندية لتنطبق عليها اللوائح الدولية.

من جانبها، أعلنت وزارة الرياضة أن لديها من المبررات ما يعزز موقفها القانوني بشأن قرارات إيقاف التمديد لمجالس إدارات عدة أندية أبرزها الزمالك والأهلي والترسانة.

وتنتظر الأوساط الرياضية في مصر ما ستستقر عليه الأمور بشأن مجلس إدارة الأهلي بعدما تدخل رئيس الوزراء لتجميد قرار الحل، وسط توقعات بأن هذا التجميد كان يستهدف تجنب إغضاب جماهير الأهلي في وقت حساس كانت البلاد تستعد فيه للذكرى الثالثة لثورة يناير/كانون الثاني 2011.

وقال وزير الرياضة إنه حصل على وعد من رئيس الحكومة بتنفيذ القرار بعد أن تكتمل دراسته من كافة الوجوه، في حين تحدث البعض عن احتمال أن تتغلب سطوة الأهلي ومسؤوليه وعلاقاتهم بمسؤولين نافذين، بحيث ينتهي الأمر إلى استمرار تجميد قرار الحل والتضحية بوزير الرياضة.

صراعات وتخبط
وقد أثار خطاب الفيفا صراعات كامنة في الساحة الرياضية المصرية، إذ وجهت اتهامات إلى المصري هاني أبو ريدة باستغلال منصبه كعضو في المكتب التنفيذي للفيفا من أجل إرسال الخطاب لتصفية حسابات مع بعض مسؤولي الرياضة بمصر ومجاملة مسؤولين آخرين.

وعبر نجم الكرة السابق خالد الغندور عن بعض هذه الخلافات عندما كشف عن قيام عضو باتحاد الكرة المصري بنشر خطاب الفيفا على صفحته بموقع فيسبوك قبل أن يعلم به مسؤولو الاتحاد، وأكد أنه قام بذلك لمناصرة طرف على طرف آخر. 

‪صادق: كل ما يحدث نتيجة طبيعية للتخبط‬  (الجزيرة)
‪صادق: كل ما يحدث نتيجة طبيعية للتخبط‬  (الجزيرة)
وبدوره اعتبر الناقد الرياضي ناصر صادق أن كل ما يحدث هو "نتيجة طبيعية للتخبط الذى تعيشه مصر على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والرياضية"، مضيفا للجزيرة نت أن تصفية الحسابات باتت المحرك الأساسي لدى معظم الجهات وليس تحقيق المصلحة العامة للرياضة المصرية.
 
وضرب صادق -وهو حكم دولي سابق- مثلا بأزمة وزير الرياضة ومجلس الأهلي، قائلا إن الأول ربما تأثر بخلافه القديم مع رئيس الأهلي وحاول الانتقام لكنه تفاجأ بقوة خصومه ونفوذهم، لينتهي الأمر إلى مهزلة ستضر حتما بالرياضة المصرية وسمعتها.
 
من جهة أخرى، استبعد صادق أن تكون السلطة السياسية وراء إذكاء الأزمة بهدف وقف النشاط الرياضي، وقال إنه يعتقد أن سلطة الانقلاب الحالية مستفيدة من استمرار النشاط بهدف إعطاء انطباع أن الحياة تسير في مصر بشكل طبيعي، وكذلك من أجل الاستمرار في إلهاء قطاع لا بأس به من الشعب.
 
أما الناقد الرياضي صبري حافظ فأكد أن كل ما جرى في الأيام الماضية يؤكد أن المنظومة الكروية في مصر تحتاج لإعادة هيكلة إدارية وفنية من أجل الوصول لمصاف الدول المتقدمة.
المصدر : الجزيرة