تهم القمع تلاحق بوتين قبيل الأولمبياد
خالد شمت-برلين
وتوقعت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة استغلال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للألعاب بهدف تحسين صورة "دولته القمعية"، مشيرة في بيان لها إلى أن "الاحتفالات المتوقع مصاحبتها لهذا الحدث الرياضي الكبير لا معنى لها".
وبررت المنظمة ذلك بأن "الإجراءات الأمنية ووسائل مراقبة الزائرين والرياضيين والرقابة الشديدة التي بدأت منذ شهور للتقارير الصحفية ستكون كثيفة بشكل يشابه إجراءات مكافحة الإرهاب السائدة منذ سنوات بجمهوريتي الشيشان وداغستان وتكتم أنفاس السكان هناك".
واعتبرت المنظمة أن بوتين يريد استغلال الأولمبياد الشتوي في استعراض سلطانه، مضيفة "لا شيء مما سيجري في سوتشي بعد أقل من مائة يوم له علاقة بروح الأولمبياد أو الرياضة".
مخاوف
من جانبها, قالت مسؤولة قسم آسيا الوسطى والقوقاز بالمنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة سارة راينكا إن سكان جمهوريات شمال القوقاز الخاضعة للاتحاد الروسي، خاصة الشيشان وداغستان المضطربتين، لديهم مخاوف متزايدة من استغلال موسكو لأولمبياد سوتشي في التوسع المكثف في تطبيق إجراءات مكافحة الإرهاب التي حولتهم إلى أبرز ضحاياها.
وانتقدت راينكا في تصريح للجزيرة نت عدم تجاوب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ مع مطالبة منظمتها له مرات عديدة بربط دورة الألعاب الشتوية بالدعوة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في الاتحاد الروسي.
وأشارت إلى أن "هذا الوضع سيؤدي لتحويل الأولمبياد الشتوية إلى فضيحة مخجلة مثلما جرى في دورة الألعاب الصيفية التي أقيمت عام 2008 بالصين واستغلها النظام الشيوعي القمعي في الدعاية لنفسه ولم تفد المواطنين الصينيين".
وجاءت هذه التحذيرات الحقوقية من تسبب أولمبياد سوتشي في زيادة التضييق الأمني الروسي في القوقاز، بعد وصف تقرير لمجموعة الأزمات الدولية لشمالي القوقاز بالمنطقة ذات معدلات العنف الأكبر عالميا.
وأشارت المجموعة إلى أن العام الماضي وحده شهد سقوط 1225 شخصا ضحية للعنف في جمهوريات القوقاز الشمالية خاصة في الشيشان وداغستان.
كما انتقد مجلس أوروبا في تقريره الحقوقي السنوي "عمليات التعذيب والقتل والإخفاء القسري والاعتقالات التعسفية والتعدي على النساء، وهي ممارسات تتحمل السلطات الروسية مسؤوليتها بهذه المنطقة".
مأساة الشركس
من جانبها، نوهت مسؤولة آسيا الوسطى والقوقاز بالمنظمة إلى أن منظمتها لفتت نظر اللجنة الأوليمبية الدولية مرات متعددة إلى وجود مشكلة كبيرة تتعلق بإقامة الألعاب الشتوية في سوتشي.
وأوضحت أن سوتشي كانت آخر عاصمة لدولة الشركس في القرن التاسع عشر، ومنطلق قتلهم وتشريدهم بعد الحرب القوقازية بين عامي 1763 و1864 مع روسيا القيصرية فيما يطلق عليها مشاهير المؤرخين أول إبادة جماعية في العصر الحديث.
وأشارت راينكا إلى أن سوتشي كانت المسرح الرئيسي لتهجير القومية الروسية للشركس قسريا من أرضهم بعد هزيمتها لهم في الحرب القوقازية، ولفتت إلى أن الشركس الموجودين بالشتات يعتبرون اختيار سوتشي لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية يمثل استمرارا لاستفزاز الروس لهم ورفضهم الاعتراف بتاريخهم وثقافتهم والاعتذار لهم عما اقترفه القياصرة بحقهم.