قرارات قمة دمشق العربية سنة 2008

 
صدر عن القمة العربية العادية العشرين في ختام أعمالها بدمشق عدد من القرارات التي تتعلق بقضايا العمل العربي المشترك السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

دعم حق سوريا في استعادة الجولان    التضامن مع سوريا ولبنان في

مواجهة إسرائيل   السلام العادل والشامل خيار استراتيجي  

إدانة الجرائم الاسرائيلية بحق الفلسطينيين   رفض العقوبات الأميركية

ضد سوريا   احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق   إقرار ورقة

النهوض باللغة العربية    إدانة الارهاب بكل أشكاله وصوره    

دعم السلام والتنمية والوحدة في السودان


وفيما يتعلق بالجولان العربي السوري المحتل أكد القادة العرب دعمهم ومساندتهم الحازمة لمطلب سوريا العادل وحقها في استعادة كامل الجولان إلى خط الرابع من حزيران 1967استنادا إلى أسس عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية والبناء على ما أنجز في إطار مؤتمر مدريد للسلام عام 1991.

وأكد القادة مجددا رفضهم كل الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال الهادفة إلى تغيير الوضع القانوني والطبيعي والديمغرافي للجولان السوري المحتل، واعتبار هذه الإجراءات بتكريس سيطرتها عليه غير قانونية ولاغية وباطلة وتشكل خرقا للاتفاقيات الدولية ولميثاق الامم المتحدة وقراراتها، ولاسيما قرار مجلس الأمن رقم 497 عام 1981 وقرار الجمعية العامة بتاريخ 10-12-2007.

والذي أكد من جديد على أن قرار إسرائيل بضم الجولان العربي السوري المحتل غير قانوني ولاغ وباطل وغير ذي أثر قانوني ويشكل انتهاكا خطيرا لقرار مجلس الأمن رقم 497.

كما أكدوا من جديد أن استمرار احتلال الجولان يشكل تهديدا مستمرا للسلم والأمن في المنطقة والعالم، وأدانوا ممارسات إسرائيل في الجولان المتمثلة في الاستيلاء على الأراضي والموارد المائية وحرمان المزارعين السوريين من أهم مصادر المياه لري مزروعاتهم وسقاية مواشيهم وبناء المستوطنات وتوسيعها ونقل المستوطنين إليها واستغلال مواردها الطبيعية وبناء المشاريع عليها.

وجدد القادة العرب دعمهم لصمود المواطنين العرب السوريين في الجولان المحتل والوقوف إلى جانبهم في تصديهم للاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية وإصرارهم على التمسك بأرضهم وهويتهم العربية السورية ومطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالعمل على تسهيل قيام المواطنين في الجولان بزيارة أهلهم وأقاربهم في الوطن الأم سوريا.

والضغط على إسرائيل للإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين السوريين من أبناء الجولان في السجون الإسرائيلية ورفض إقامة المستوطنات الإسرائيلية في الجولان وبقية الأراضي العربية المحتلة.

 
وأدان القادة العرب سياسة الحكومة الإسرائيلية التي دمرت عملية السلام وأدت إلى التصعيد المستمر للتوتر في المنطقة، ودعوا المجتمع الدولي إلى حمل إسرائيل على تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي من الجولان السوري المحتل ومن جميع الأراضي العربية المحتلة إلى خط الرابع من حزيران لعام 1967.

كما أكد القادة العرب تضامنهم الكامل مع سوريا ولبنان والوقوف معهما في مواجهة الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية المستمرة ضدهما واعتبار أي اعتداء عليهما اعتداء على الأمة العربية.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي أعاد القادة العرب التأكيد على الالتزام العربي بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي، وأن عملية السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها. والتأكيد على أن السلام العادل والشامل في المنطقة يتحقق من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان.

والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948 ورفض كل أشكال التوطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لما جاء في مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأكد القادة العرب على قدسية وعروبة القدس ورفض كل الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية التي تستهدف تهويد المدينة وضمها والمساس بهويتها العربية والإسلامية، وإدانة مصادرة الأراضي وأعمال الحفريات أسفل ومحيط المسجد الأقصى التي تهدد بانهياره، داعين المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية إلى تحمل مسؤولياتها بالحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وأدان القادة العرب بشدة الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى المدنيين، وخلفت دمارا واسعا في المرافق الحيوية.

وأصابت الحياة المعيشية اليومية للفلسطينيين بأفدح الخسائر في خرق مستمر للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الخاصة بمعاملة السكان المدنيين تحت الاحتلال بما يتطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية بارتكاب محرقة "هولوكوست" ضد الشعب الفلسطيني واعتبار الجرائم الإسرائيلية جرائم حرب تستدعي ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة إزاءها.

كما أدانوا استمرار إسرائيل في حصارها المفروض على قطاع غزة الذي أدى إلى تدهور خطير وغير مسبوق في الأوضاع الإنسانية والمعيشية للمدنيين الفلسطينيين، ومطالبتها بفك الحصار فورا وفتح كل المعابر ودعوة مختلف الدول والمؤسسات العربية والدولية ومنظمات المجتمع المدني إلى الاستمرار في تقديم الدعم والمساندة الإنسانية للشعب الفلسطيني.

وحول المبادرة العربية للسلام أكد القادة العرب تمسكهم بهذه المبادرة باعتبارها تشكل منطلقا أساسيا لإيجاد حل عادل وشامل لمختلف جوانب الصراع العربي الإسرائيلي على المسارات كافة، وفق ما نصت عليه مرجعيات عملية السلام المتمثلة في قراري مجلس الأمن 242 و 338 ومقررات مؤتمر مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام، وأنه لا يمكن الوصول إلى سلام عادل وشامل طالما استمرت إسرائيل في تعنتها ورفضها لمبادرة السلام العربية.

وشدد القادة العرب على أن استمرار الجانب العربي في طرح مبادرة السلام العربية مرتبط ببدء تنفيذ إسرائيل لكل التزاماتها في إطار المرجعيات الدولية الأساسية لتحقيق السلام في المنطقة وما تتطلبه التطورات بشأن الاستراتيجية التي تتبع اتجاه جهود إحياء عملية السلام.

وتكليف اللجنة الوزارية العربية الخاصة بمبادرة السلام العربية إجراء تقييم ومراجعة شاملة للاستراتيجية العربية إزاء مسار جهود إحياء عملية السلام ورفع توصيات لاجتماع خاص لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لإقرار خطوات التحرك العربي المقبلة في ضوء ذلك.

وفيما يتعلق بالعقوبات الأميركية أحادية الجانب المفروضة على سوريا، جدد القادة العرب رفضهم لما يسمى قانون محاسبة سوريا، واعتباره تجاوزا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية وتغليبا للقوانين الأميركية على القانون الدولي، مؤكدين تضامنهم التام مع سوريا وتقدير موقفها الداعي إلى تغليب لغة الحوار الدبلوماسية كأسلوب للتفاهم بين الدول، وحل الخلافات فيما بينها ودعوة الإدارة الأميركية إلى الدخول بحسن نية في حوار بناء مع سوريا لإيجاد أنجع السبل لتسوية المسائل التي تعيق تحسين العلاقات بين البلدين.

والطلب من الولايات المتحدة إعادة النظر بهذا القانون الذي يشكل انحيازا لإسرائيل، وتبديد فرص تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، كما يشكل مساسا خطيرا بالمصالح العربية.

وحول تطورات الوضع في العراق أكد القادة العرب احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق وهويته العربية الإسلامية ورفض الدعوات إلى تقسيمه، والتأكيد على عدم التدخل في شؤونه الداخلية واحترام إرادة الشعب العراقي بكل مكوناته في تقرير مستقبله السياسي.

وأن تحقيق الأمن والاستقرار يقع على عاتق حكومة الوحدة الوطنية والمؤسسات الدستورية والقيادات السياسية العراقية، وعلى دعم ومساندة الدول العربية ودول الجوار لكل الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية ومن ضمنها جهود الحكومة العراقية لانجاز العملية السياسية بما يضمن مشاركة كاملة لمختلف مكونات الشعب العراقي، وتسريع بناء وتأهيل القوات العسكرية والأمنية العراقية على أسس وطنية ومهنية وصولا لانسحاب القوات الأجنبية من العراق.

وعبروا عن الشكر والتقدير للدول العربية التي تستضيف المهجرين العراقيين على ما تتحمله من تأمين شروط ضمان عيش كريم لهم، وأكدوا على خطورة تفاقم أزمة المهجرين العراقيين في الدول العربية المضيفة ودعوة الدول العربية إلى الإسراع في تقديم المساعدات العاجلة في الحساب الخاص الذي فتحته الأمانة العامة لدعم المهجرين العراقيين في الدول العربية المضيفة.

والمساهمة الفعالة في تحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية وتخفيف الأعباء التي تتحملها هذه الدول. كما دعوا المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات اللازمة لهذه الدول المضيفة للمهجرين العراقيين بالسرعة الممكنة.

وحول الوضع في لبنان اعتمد القادة العرب قرار وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بتاريخ 27-1-2008 بدعم المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية ودعم جهود الأمين العام للجامعة بهذا الشأن.

وأقرت القمة العربية ورقة العمل التي تقدمت بها سوريا حول النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة، وطلبت من الأمانة العامة إحالة المشروع إلى كل الجهات المعنية والمؤسسات ذات الصلة في الدول الأعضاء لدراسته من كل جوانبه واقتراح آليات تنفيذه.

وتكليف الأمانة العامة تقديم تقرير عن مدى التقدم المحرز في المشروع إلى الدورة العادية 130 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري للنظر فيه، ورفع تقرير إلى الدورة العادية الحادية والعشرين لمجلس الجامعة على مستوى القمة.

ورحبت القمة بالاقتراح الذي تقدمت به سوريا حول تخصيص عقد للشباب العرب يبدأ من العام 2008-2017 وكلفت الأمانة العامة بعرض المشروع على الجهات المعنية لإعداده في صيغته النهائية وعرضه على الدورة القادمة للمجلس الوزاري. مع تقديم الشكر لسوريا على مبادرتها لإطلاق هذا المشروع.

وجدد القادة العرب إدانتهم للإرهاب بكل أشكاله وصوره مهما كانت دوافعه، ورفض الخلط بين الإرهاب والدين الإسلامي الذي يدعو إلى إعلاء قيم التسامح ونبذ الإرهاب والتطرف، والعمل على معالجة جذور الإرهاب وإزالة العوامل التي تغذيه من خلال القضاء على بؤر التوتر وازدواجية المعايير في تطبيق الشرعية الدولية ووضع حد للاحتلال الأجنبي والظلم والاعتداء على حقوق الإنسان وكرامته.

وأكد القادة العرب ضرورة بلورة موقف عربي موحد لاتخاذ خطوات عملية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى واقتراح الإجراءات والآليات المناسبة على هذا الصعيد.

والتأكيد على أن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية هي حق أصيل للدول الأعضاء في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، ووضع استراتيجية عربية خاصة بامتلاك العلوم والتقنيات النووية للأغراض السلمية حتى العام 2020.

وفيما يتعلق بدعم السلام والتنمية والوحدة في السودان، عبر القادة العرب عن تقديرهم للجهود التي يبذلها الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بالتعاون مع جامعة الدول العربية. وأكدوا أهمية مواصلة الحكومة السودانية والاتحاد الأفريقي الجهود لإرساء الأمن والاستقرار في دارفور، ودعم مسار التسوية السياسية وفقا لما تم الاتفاق عليه في اجتماعي طرابلس ومحادثات سلام دارفور في سرت في ليبيا.

وبشأن الأوضاع في الصومال وجمهورية القمر المتحدة، رحب القادة العرب بتوجهات الحكومة الصومالية الهادفة إلى إجراء حوار مع المعارضة ودعوا الأطراف الصومالية إلى التخلي عن العنف وأدانوا أي عمليات تستهدف عملية عرقلة المصالحة.

كما أكدوا الحرص الكامل على الوحدة الوطنية لجمهورية القمر المتحدة وسلامة أراضيها وسيادتها الإقليمية.

وفيما يتعلق بالجزر الإماراتية أكد القادة العرب على قرارات القمم العربية السابقة وآخرها قرار قمة الرياض بهذا الشأن.

وحول الإعداد والتحضير للقمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، رحب القادة العرب باستضافة دولة الكويت لهذه القمة خلال النصف الأول من كانون الثاني عام 2009 وكل ما سيصاحبها من فعاليات اقتصادية وتنموية.

ودعوا المجلس الاقتصادي والاجتماعي واللجنة التحضيرية والأمانة العامة إلى مواصلة جهودها في المتابعة والإعداد والتحضير لهذه القمة وتقديم الدعم والمساندة لهذه الجهود من قبل الدول العربية.

وحول العلاقات العربية مع التجمعات الإقليمية والدولية، أكد القادة العرب أهمية مواصلة الجهود للوصول إلى مرحلة تعاون حقيقي تقوم على تشابك المصالح في مختلف المجالات ومواصلة الجهود بين الأمانة العامة للجامعة ومفوضية الاتحاد الأفريقي لعقد القمة العربية الأفريقية الثانية في أقرب وقت ممكن.

ودعا القادة العرب إلى مواصلة الجهود من أجل الإعداد الجيد لعقد اجتماع للترويكا الأوروبية المرجح عقده في تشرين الثاني المقبل، ومواصلة الأمانة العامة لجهودها مع الرئاسة الأوروبية والمفوضية الأوروبية لتطوير وبلورة آلية تعاون مؤسسية بين الجانبين.

وبشأن التعاون العربي مع الصين والأميركيتين، أكد القادة العرب على قراراتهم السابقة بهذا الشأن وحرص الدول الأعضاء على تعزيز علاقاتها مع الصين في مختلف المجالات والترحيب بانعقاد القمة الثانية للدول العربية ودول أميركا اللاتينية في قطر في الربع الأخير من عام 2008.

كما اتخذ القادة العرب عددا من القرارات حول إنشاء نظام أقمار اصطناعية عربي لمراقبة كوكب الأرض، واعتماد المحاور الأساسية  للاستراتيجية السياحية العربية.

واعتماد وثيقة الاستراتيجية العربية العامة لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وبناء مجتمع المعلومات حتى عام 2012 ، واعتماد خطة تطوير التعليم في الدول العربية وتطبيق المشروع العربي لتحسين جودة المؤسسات الصحية.

 
المصدر : الجزيرة