يهود العالم العربي وحركة الاستعمار

undefined

عبد الوهاب المسيري

بعد أن نجحت الدول الغربية في القضاء على تجربة محمد علي في النهضة القومية بمصر والعالم العربي وفي إصلاح الدولة العثمانية ككل، تعاظم النفوذ الغربي في العالم العربي وتراجعت الدولة العثمانية.

ولم يجد الاستعمار الغربي أفضل من الأقليات المقيمة في العالم العربي -لا سيما الجماعات اليهودية- لتكون رأس جسر لتسلل النفوذ الغربي، فعمل على تحويلهم إلى جماعات وظيفية منحها امتيازات خاصة حتى تدين له بالولاء.

الجماعات الوظيفية والاستعمار 
يهود وطنيون 

الجماعات الوظيفية والاستعمار

"
اتسع نطاق نظام الامتيازات بين يهود العالم العربي، حتى إن غالبيتهم العظمى أصبحت تتمتع بها، وقد ورثت الدول العربية التي انفصلت عن الدولة العثمانية نظام الامتيازات
"

"الجماعات الوظيفية" هي مجموعات بشرية صغيرة تستجلب من خارج المجتمع أو تجند من داخله، ويقوم المجتمع التقليدي بإسناد وظائف شتى إليها يرى أعضاء هذا المجتمع أنهم لا يمكنهم الاضطلاع بها لأسباب مختلفة.

قد تكون هذه الوظائف مشينة في نظر المجتمع ولا تحظى بالاحترام في سُلم القيم السائدة (التنجيم، البغاء، الربا)، وقد يتطلب الاضطلاع بها قدرا عاليا من الحياد والتعاقدية لأن المجتمع يريد الحفاظ على قداسته وتراحُمه ومثالياته (التجارة والربا).

ويدخل أعضاء الجماعة الوظيفية في علاقة تعاقدية نفعية محايدة مع المجتمع الذي يعيشون فيه، الأمر الذي يضعف من انتمائهم له ويفصلهم عن بقية أعضاء المجتمع.

وقد تم تحويل يهود الدولة العثمانية والعالم الإسلامي ككل إلى جماعات وظيفية من خلال عدة آليات أهمها ما يلي:

1- الامتيازات الأجنبية
وهو اصطلاح يشير إلى المعاملة القضائية والقانونية الخاصة التي تقررت للأجانب الموجودين في أقاليم الإمبراطورية العثمانية، بمقتضى مجموعة من المعاهدات كانت من أوائلها المعاهدتان اللتان أبرمتا مع فرنسا (عامي 1535 و1740) بقصد تيسير التجارة بين رعايا الدولتين وحماية الأجانب من الخضوع لأحكام الشريعة الإسلامية (التي تستند إليها قوانين الدولة العثمانية).

ولم تكن هذه المعاهدات تعاقدية تبادلية، بل كانت في واقع الأمر تعبيرا عن بداية ضمور الدولة العثمانية وتحوُّلها بالتدريج إلى رجل أوروبا المريض.

وقد نشأت نتيجة معاهدات الامتيازات الأجنبية عدة مراكز أو مستعمرات تجارية تركزت فيها التجارة الدولية في عدة مناطق من الدولة العثمانية. وأسس الفرنسيون معظم هذه المراكز في بداية الأمر، ولكن لحق البريطانيون بهم في مرحلة لاحقة مع تزايد النفوذ البريطاني في الدولة العثمانية.

وكانت أهم هذه المراكز التجارية سالونيكا والقسطنطينية وسميرنا وصيدا وعكا والإسكندرية وحلب والقاهرة والرملة، وهي مدن تضم جماعات يهودية قام أعضاؤها بدور التجار الوسطاء والوكلاء بين البائعين والمشترين، وهو دور اضطلعت به أعضاء الأقليات الإثنية والدينية كافة وتوارثوه أبا عن جد، وإن كان يلاحظ بروز دور أعضاء الجماعة اليهودية.

وكان الوكلاء التجاريون يحصلون على إذن خاص من الدولة العثمانية بممارسة هذه الوظيفة، وكانوا يعفون من الضرائب، ومن ثم استفاد كثير من التجار من هذه الامتيازات وحظوا بحماية الدول الأجنبية.

وقرر كثير من المواطنين اليهود الاستفادة من قوانين الامتيازات، فتجنسوا بإحدى الجنسيات الأوروبية، حيث كانت بعض الدول الغربية تشجع هذا الاتجاه لخلق رأس جسر لها.

وفي الجزائر خاصة أعطيت الجنسية الفرنسية لكل يهود الجزائر، في محاولة لزيادة الكثافة البشرية الفرنسية داخل الجزائر، وكان هذا جزءا من المخطط الاستعماري الاستيطاني.

ومع اندلاع الثورة الجزائرية كان أغلبية يهود الجزائر مواطنين فرنسيين، وكان العدد أقل في تونس والمغرب نظرا لأن الحكومة الفرنسية لم تشجع هذا الاتجاه هناك.

واتسع نطاق نظام الامتيازات بين يهود العالم العربي، حتى إن غالبيتهم العظمى أصبحت تتمتع بها. وقد ورثت الدول العربية التي انفصلت عن الدولة العثمانية نظام الامتيازات.

2- حماية الأقليات
وهو اصطلاح يشير إلى قيام إحدى الدول الكبرى التي لها أطماع في دولة ما، بإعلان مسؤوليتها عن أقلية تعيش داخل حدود الدولة المستهدفة فتضعها تحت "حمايتها"، أي تتدخل في شؤون الدولة التي تعيش الأقلية في كنفها بحجة الدفاع عن مصالح هذه الأقلية.

وقد تكون هذه الأقلية دينية (الكاثوليك في لبنان)، أو إثنية (الدروز في لبنان وسوريا) أو عرقية دينية (الأرمن في الدولة العثمانية).

وتهدف فكرة الحماية هذه إلى إقناع أعضاء أقلية ما بأن مصالحها تختلف عن مصالح محيطها، وأن أفضل وسيلة لحماية هذه المصالح هي التحالف مع الغرب الصديق، أي أن الغرب (عن طريق حماية الأقلية) يحولها إلى جماعة وظيفية تعمل لصالحه.

ومفهوم حماية اليهود مفهوم راسخ في الحضارة الغربية، فاليهود باعتبارهم جماعة وظيفية كانوا قريبين من النخبة الحاكمة التي كانت تمنحهم المواثيق والمزايا، نظير أن يقوموا هم على خدمتها وتحقيق المكاسب لها.

وقد بُعث هذا المفهوم من جديد مع ظهور الصهيونية، فالصهيونية إعادة إنتاج لعلاقة الجماعة الوظيفية بالنخبة الحاكمة، وتأخذ شكل علاقة الدولة الوظيفية بالراعي الإمبريالي.

وحماية اليهود إحدى الآليات التي تم من خلالها تحويل يهود العالم العربي -من يهود محليين ومهاجرين- إلى مادة استيطانية. ولفهم صراع الدول الغربية حول حماية الأقليات لابد أن ندرس البعد الديني في العملية الاستعمارية الغربية، فالإمبريالية الغربية وظفت النصوص الدينية كديباجات لتجنيد جماهيرها وتجييش الجيوش، ونشأ تنافس عميق بين الدول الاستعمارية لحماية الأقلية التي تتبعها.

ومن ثم زاد عدد اليهود الذين تمتعوا بالحماية الأجنبية في فلسطين مع منتصف الخمسينيات إلى خمسة آلاف، أي أن نصف يهود فلسطين أصبحوا من يهود الحماية (مقابل يهود الراية العثمانيين).

وعملت القنصليات الأجنبية على الحيلولة دون قيام السلطات العثمانية بتطبيق القوانين التي كانت تهدف إلى الحد من تدفق اليهود على فلسطين، كما قامت هذه القنصليات بمساعدتهم في عملية التحايل على القانون حتى يمكنهم شراء الأراضي الزراعية.

واستمرت حماية الأقليات حتى بداية الحرب العالمية الأولى، ففي العام 1914 تدخلت وزارة الخارجية الألمانية لحماية اليهود الروس في فلسطين من الطرد، وتوجت حماية اليهود بصدور وعد بلفور ثم قرار الانتداب وإنشاء الدولة واتفاقية التعاون الإستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة.

"
أسس الموساد عام 1937 مركزا لتدريب بعض اليهود العرب على أعمال الجاسوسية ضد بلادهم أطلق عليه اسم الأولاد العرب
"

3- تدفق يهود الغرب
تدفق كثير من يهود الغرب خاصة من شرق أوروبا على العالم العربي، وكان عددهم يفوق أحيانا عدد اليهود المحليين.

فعدد يهود مصر -على سبيل المثال- في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، كان بين ستة آلاف وسبعة آلاف. وعام 1897 بلغ عددهم 25 ألفا نصفهم من الأجانب الوافدين. وعام 1917 بلغ عددهم 60 ألفا منهم 58% أجانب. ومع حلول العام 1947 -أي عشية إنشاء الدولة الصهيونية- كانت نسبة المصريين بين أعضاء الجماعة اليهودية لا تتجاوز 20%.

وفي دمشق وحلب كان نصف اليهود "سنيوريس فرانكوس"، وهي عبارة إسبانية تعني "الأسياد الفرنجة"، وهو ما كان يعني أنهم وافدون يتمتعون بالامتيازات. وكان العنصر الوافد يشكل بطبيعة الحال عامل جذب قويا للعناصر المحلية، إذ كان لدى الوافدين من الكفاءات ما يؤهلهم للتعامل مع القوة الاستعمارية المهيمنة ومع الاقتصاد الحديث الآخذ في التشكل.

ولذا نجد أن العنصر المحلي سرعان ما اكتسب الصبغة الغربية حتى أصبح من الصعب -في كثير من الأحوال- تمييز اليهود المستعربة المحلية عن اليهود الوافدين.

4- تركز الوافدين في مهن معينة
ومن العناصر الأخرى التي أسهمت في تعميق الاتجاه نحو التغريب، تركيب أعضاء الجماعات اليهودية الوظيفي والاقتصادي خاصة بين الوافدين، فقد تركزوا في مهن تجارية معينة (تجارة دولية) ومالية (الربا والسمسرة وأعمال البورصة) وحرفية (صناعة الخمور)، وهي مهن حولتهم إلى جماعات وظيفية وسيطة مرتبطة أساسا بالقطاع الاقتصادي الغربي وبالقوة المهيمنة.

ولم يكن من قبيل الصدفة أن معظم قرارات التعريب أو التأميم كانت دائما تضر بمصالح أعضاء الجماعة اليهودية والجماعات شبه الأوروبية الأخرى -مثل اليونانيين والإيطاليين والمالطيين- من الوافدين أو الذين تم تهميشهم ثقافيا واقتصاديا.

5- المؤسسات اليهودية الغربية
ولعبت المؤسسات اليهودية الغربية -خاصة الأليانس ذات الاتجاه الصهيوني- دورا أساسيا في عملية تحويل أعضاء الجماعات اليهودية إلى جماعات وظيفية.

فأسست الأليانس سلسلة من المدارس في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي دخلها أبناء اليهود من الجماعات كافة، سواء المحلية أو الوافدة.

ولم يتعلموا في هذه البلاد لغة بلادهم (العربية) وإنما تعلموا الفرنسية أساسا ولغات أوروبية أخرى، وهو ما أدى إلى صبغ معظم أعضاء الجماعة اليهودية بصبغة غربية فرنسية فاقعة، وإلى عزلهم عن بني أوطانهم وتهميشهم من الناحية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

وقد اكتسبت شريحة كبيرة من أعضاء الجماعات اليهودية الثقافة الغربية في مدارس الأليانس، واعتمدت عليها سلطات الاحتلال البريطانية للخدمة في إدارتها الجديدة في أعقاب الحرب العالمية الأولى.

ويبدو أن أعضاء الجماعة اليهودية لا يختلفون كثيرا في سلوكهم هذا عن بعض أعضاء النخبة الحاكمة في البلاد العربية، ولا عن بعض أعضاء طبقات المجتمع الهامشية الأخرى الذين يتركون ثقافتهم الوطنية وهويتهم ويكتسبون ثقافة الغازي ويتعلمون لغته.

وهم في الواقع يهدفون إلى أن يحققوا حراكا اجتماعيا، وينتهي بهم الأمر إلى التوحد الكامل مع هذا الغازي ثم الرحيل معه حينما تحين الساعة (كما حدث لبعض أعضاء الطبقات الحاكمة في العالم العربي).

وتجب إضافة أن أعضاء الأقليات أكثر تعرضا لهذه العملية من أعضاء الأغلبية بسبب هامشيتهم في ما يتعلق بالرموز الأساسية للمجتمع.

ومن المفارقات التي تستحق التسجيل أن عملية إعتاق يهود العالم العربي وتحديثهم تمت خارج نطاق المجتمع العربي نفسه، وبمعدلات مختلفة عن معدلات التحديث فيه، كما أنها تمت من خلال القوى الغازية.

ولذلك، فبينما أدى الإعتاق والتحديث في الغرب إلى اندماج اليهود في مجتمعاتهم، أدت العملية السياسية والاجتماعية نفسها إلى نتيجة عكسية تماما في المجتمع العربي.

ومما يجدر ذكره أن الاستعمار الغربي فشل فشلا ذريعا في تحويل المسيحيين العرب إلى جماعات وظيفية، نظرا لتمسكهم بثقافتهم الوطنية.

"
الصورة العامة للجماعات اليهودية في العالم العربي هي أن الاستعمار الغربي نجح في عزلها عن الثقافة العربية الإسلامية وربطها بمصالحه الاقتصادية ورؤيته الثقافية
"

6-النشاط الصهيوني 
ازدادت عملية تهميش أعضاء الجماعات اليهودية مع تزايد نشاط الحركة الصهيونية التي حاولت أن تعرّف اليهود ليس باعتبارهم عربا أو حتى غربيين وإنما باعتبارهم يهودا يدينون بالولاء للشعب اليهودي ثم للدولة الصهيونية.

وفي العشرينيات قامت الوكالة اليهودية بتكوين شبكة جاسوسية في العالم العربي، استخدمت المؤسسات والمنظمات اليهودية الشرعية (مثل نوادي المكابي) واجهات تخفي نشاطها المعادي وغير الشرعي.

وفي الثلاثينيات أسست الوكالة اليهودية جهاز مخابرات يتبعه قسم عربي يترأسه موشيه شاريت، وقام الموساد عام 1937 بتأسيس مركز لتدريب بعض اليهود العرب على أعمال الجاسوسية ضد بلادهم أطلق عليه اسم "الأولاد العرب".

وبعد قيام الدولة تم تجنيد بعض العناصر العربية اليهودية للقيام بأعمال تخريبية تخدم مصالحها، كما حدث في حادثة لافون حينما جند بعض اليهود المصريين للإساءة إلى العلاقات بين حكومة مصر الثورية الجديدة عام 1952 وحكومات الدول الغربية.

وقد أدى تأسيس الدولة الصهيونية التي تدعي أنها دولة يهودية تُمثل كل يهود العالم -ومنهم يهود العالم العربي- إلى الوصول بعملية التهميش إلى ذروتها.

لكل هذا نجد أن مصير أعضاء الجماعات اليهودية ارتبط بمصير الاستعمار في المنطقة فتحولوا إلى جماعة وظيفية استيطانية وعنصر غريب يدين بالولاء لقوة خارجية، فتحسنت أحوالهم المادية وازدادت هامشيتهم البنيوية مع تزايد الهيمنة الاستعمارية والتغلغل الأجنبي.

وأثناء فترة النضال ضد الفرنسيين في الجزائر أيد 90% من يهودها بقاء الجزائر فرنسية ووقفوا إلى جانب منظمة الجيش السري، وأخيرا رحلوا مع المستوطنين الفرنسيين رغم أن هؤلاء المستوطنين كانوا معروفين بكرههم العميق لليهود وعدائهم لهم، كما أنهم عارضوا منحهم الجنسية الفرنسية في بادئ الأمر.

أما في تونس والمغرب فتقول بعض المراجع الصهيونية إن "أعضاء الجماعات اليهودية وقفوا موقف الحياد من حركة التحرر الوطني"، وهي عبارة غير مفهومة وتفترض هامشية اليهود وعدم انتمائهم.

يهود وطنيون

لم يكن كل أعضاء الجماعات اليهودية ممالئين للاستعمار الغربي ولم يتحولوا كلهم إلى وسطاء له كما كان يهدف المخطط الاستعماري، ذلك أن بعض يهود سوريا انضموا إلى حركة التحرر الوطني ودعموا المطالب القومية.

ومن المعروف أن يعقوب صنوع (أبو نظارة) وهو كاتب مصري يهودي، هاجم الاستعمار الإنجليزي ونفي بسبب ذلك. كما أن المصري اليهودي ليون كاسترو كان -وهو رئيس تحرير جريدة يومية فرنسية- من كبار مؤيدي حزب الوفد المصري، ورافق سعد زغلول أثناء مفاوضاته في لندن (لكنه أسس بعد ذلك تنظيما صهيونيا في مصر، ولعل تأييده للوفد كان يهدف إلى تعميق التيار الوطني المصري لعزل مصر عن العالم العربي وبالتالي فلسطين).

ويوجد غير هؤلاء كثيرون من أثرياء اليهود الذين كانوا جزءا لا يتجزأ مما يطلق عليه مصطلح "الرأسمالية الوطنية" والذين ارتبطت مصالحهم ورؤيتهم وتطلعاتهم بالوطن الذي يعيشون فيه.

ففي مصر مثلا أسهمت عائلتا قطاوي وشيكوريل في تأسيس بنك مصر عام 1920، وهو مشروع كان يهدف إلى تقليص اعتماد مصر على رأس المال الأجنبي وإرساء حجر أساس لصناعة وطنية مستقلة.

ومن المعروف كذلك أن يهود العالم العربي لعبوا دورا ملحوظا في تأسيس الحركات الشيوعية في العالم العربي. وقد كانت لهذه الحركات نشاطات -أيا كان تقييم المرء لها- معادية للاستعمار.

ولكن الصورة العامة للجماعات اليهودية في العالم العربي هي أن الاستعمار الغربي نجح في عزلها ثقافيا عن الثقافة العربية الإسلامية وربطها بمصالحه الاقتصادية ورؤيته الثقافية، ومن ثم تحول أعضاء الجماعات اليهودية إلى مادة بشرية استيطانية لها قابلية عالية للهجرة.

وهذا ما حدث بعد تأسيس إسرائيل إذ اختفى يهود البلاد العربية تقريبا، حتى لم يبق سوى بضع مئات في بلد مثل مصر والعراق وعدة آلاف في المغرب، وذلك للأسباب التالية:

  1. ظهور الاقتصاد الوطني الذي ضيق الخناق على العناصر الأجنبية، وكانت نسبة كبيرة من أعضاء الجماعات اليهودية لا تحمل جنسية عربية، خاصة أن الاقتصاد الوطني الجديد تلعب الدولة فيه دورا كبيرا.
  2. ظهور طبقة تجارية ومالية وطنية بدأت تلعب دورا اقتصاديا نشطا وشكلت منافسة قوية وخطيرة للعناصر التي كانت مهيمنة من قبل، كما أن ظهور الدول القومية لعب دورا مماثلا.
  3. ظهور الدولة الصهيونية بما خلقته من مشاكل خاصة بولاء يهود البلاد العربية، وهجرة أعداد كبيرة منهم إلى العالم الغربي وإسرائيل.

_________________
خبير في الدراسات اليهودية

المصدر : الجزيرة