إبراهيم هلال: صحفي دقيق وإنسان رقيق

undefined

إبراهيم هلال
عندما التقيت تيسير علوني لأول مرة قبل أكثر من عامين كان حوارنا مهنيا صرفا، وتعجبت كيف لمراسل مقيم في أفغانستان أن يتمتع بهذه الحيادية والمهنية في التعامل مع الأخبار.

وخلال فترة عمله معي بغرفة الأخبار عقب مغادرته أفغانستان لمست فيه صحفيا دقيقا إلى درجة التعقيد، فتيسير لا يمرر خبرا كلف به إلا بعد التدقيق والتمحيص. لهذا كان علوني بمثابة الفلتر الذي تمر منه أخبار منطقة آسيا الحساسة والهامة –وذلك لكونه خبيرا بأحوالها- قبل السماح ببثها.

وفي العراق كان تيسير يقوم بالتصوير بنفسه توفيرا للوقت وحماية لأرواح المصورين، رغم ذلك فهو لا يتكلم عن نفسه ويكثر من الإشادة بزملائه وجهودهم في العمل.

أما على المستوى الإنساني فتيسير شخص رقيق جدا رغم ما واجهه من مخاطر وأهوال، تسبقه دموعه عند التأثر. هذا هو علوني كما عرفته.

وعندما قرر تيسير زيارة إسبانيا التي يحمل جنسيتها كان ذلك بمثابة مغامرة لمعرفته بالصلات الوثيقة بين السلطات الإسبانية والسلطات الأميركية، لكنه آمن بأنه لن يغير قدره.

كما ساهمت رحلته إلى بغداد عبر الأردن مرتين في طمأنته بأنه لو كان مطلوبا لدى الأميركيين لكانوا اعتقلوه في العراق. وأنا أؤكد أنه لن يهدأ للجزيرة بال حتى يعود تيسير علوني إلى غرفة الأخبار وإلى موقعه أمام الشاشة كمراسل محترف وموهوب.


__________________
رئيس تحرير سابق لغرفة أخبار قناة الجزيرة

المصدر : الجزيرة