خريطة الأحزاب السياسية في كشمير


undefined

إعداد: قسم البحوث والدراسات
الأحزاب الكشميرية أشبه بالفسفيساء كثيرة العدد، متباينة الأحجام. بعضها يطالب بالانضمام إلى الهند، وبعضها الآخر يسعى للانضمام إلى باكستان، ويقف فريق ثالث على الحياد ويرى في استقلال كشمير عن كلا الدولتين وسيلة للخلاص.

هذا التقرير محاولة للتعرف على الملامح العامة لخريطة الأحزاب السياسية الكشميرية قبل استقلال شبه القارة الهندية عن بريطانيا عام 1947 وتقسيمها إلى دولتين هما الهند وباكستان وحتى أواخر عام 2001.

أولا: مرحلة ما قبل التقسيم
ثانيا: مرحلة ما بعد التقسيم
(1) الأحزاب السياسية
أ- أحزاب تؤيد الانضمام إلى الهند
ب- أحزاب مستقلة
ج- أحزاب تؤيد الانضمام إلى باكستان
(2) الجماعات المسلحة

أولا: مرحلة ما قبل التقسيم

بدأت التشكيلات السياسية الكشميرية قبل التقسيم في عام 1947، وهو العام الذي أعلنت فيه بريطانيا انسحابها من شبه القارة الهندية ومنح بعض المناطق الحق في اختيار الانضمام إما إلى الهند وإما إلى باكستان.

وتكونت بعض التنظيمات قليلة العدد مثل جمعية الشباب المسلم على يد تشودري غلام عباس في جامو عام 1922 وحزب غرفة المطالعة على يد الشيخ عبد الله في سرينغار عام 1930.

وكانت أغلب نشاطات هذه التشكيلات تتمثل في الاعتراض على بعض قوانين المهراجا هاري سينغ التي تمنع خطبة الجمعة وبعض تصرفات الجنود الهنود التي اعتبرها المسلمون مهينة للإسلام.

ثم اتخذت طابعا أكثر تنظيما عندما تظاهر المسلمون في 13 يوليو/ تموز 1931 للاعتراض على سياسات المهراجا سينغ وقتلت الشرطة آنذاك 22 كشميريا مسلما. وأسفرت تلك الحركة الشعبية الغاضبة عن تكوين واحد من أهم فصائل المقاومة في السنوات اللاحقة وهو المؤتمر الإسلامي لجميع مسلمي جامو وكشمير تحت قيادة الشيخ عبد الله في عام 1932.

انقسام المقاومة
رأى الشيخ عبد الله في عام 1939 أن اسم المؤتمر الإسلامي يعمق من انقسام المجتمع الكشميري على أسس دينية، فأراد بالمؤتمر أن ينتهج التوجه القومي العلماني المرتبط بالهند، واقترح تغيير اسم المؤتمر الإسلامي إلى المؤتمر الوطني. غير أن هذا التغيير لم يرق للكثير من أعضاء المؤتمر الذين سيطر عليهم الخوف من أن يصبح المؤتمر الوطني امتدادا لحزب المؤتمر الوطني الهندي، وتزعم هذا الفريق تشودري غلام عباس. ومنذ ذلك الوقت والمقاومة الكشميرية تنقسم إلى تيارين كبيرين تفرعت عنهما العديد من الأحزاب والجماعات والجمعيات، تيار قومي علماني يفضل الانضمام إلى الهند وآخر وطني إسلامي يريد الانضمام إلى باكستان.

ثانيا: مرحلة ما بعد التقسيم

تعمق التياران الإسلامي، والقومي العلماني في حركة المقاومة الكشميرية بعد التقسيم، وانقسمت الخريطة السياسية إلى أحزاب سياسية تنتهج وسائل المقاومة السياسية لتحقيق أهدافها، وجماعات جهادية عسكرية تؤمن باستخدام السلاح.

(1) الأحزاب السياسية
أ- أحزاب تؤيد الانضمام إلى الهند
وهي أحزاب يغلب عليها الطابع القومي العلماني وتهدف إلى الانضمام إلى الهند ومن أهمها:

  1. المؤتمر القومي الكشميري: يترأسه الدكتور فاروق عبد الله، ويؤمن بأن كشمير جزء من الهند غير أنه يطالب بحكم ذاتي موسع.
  2. المؤتمر القومي الهندي: لا يختلف في توجهاته السياسية عن المؤتمر القومي الكشميري حيث ينادي بانضمام كشمير إلى الهند. ويلاحظ على هذين الحزبين قلة الشعبية التي يتمتعان بها في الشارع الكشميري.

ب- أحزاب مستقلة
وهي التي تنادي بالاستقلال وعدم الانضمام لا إلى الهند ولا إلى باكستان ومن أبرزها:

  1. جبهة تحرير جامو وكشمير: يترأسها السيد ياسين ملك، وقد أسست عام 1965. وتطالب هذه الجبهة باستقلال كشمير عن كل من الهند وباكستان، وأفرادها ينشطون على جانبي خط الهدنة. ولها جناح عسكري يسمى جبهة التحرير يترأسه السيد رفيق دار.
  2. المؤتمر الشعبي: يترأسه السيد عبد الغني لون، ويطالب بالاستقلال عن كل من الهند وباكستان، وله جناح عسكري يدعى البرق برئاسة السيد بلال رحيم، يلاحظ انخفاض شعبية هذا الحزب في كشمير.
  3. الجبهة الشعبية الديمقراطية: يترأسها السيد شبير أحمد شاه. ويدعو هذا الحزب إلى الاستفتاء العام وبضرورة قبول نتيجته. وله جناح عسكري يسمى (مسلم جانباز فورس) يقوده السيد محمد عثمان. وكسابقيه فإن شعبيته محدودة.

ج- أحزاب تؤيد الانضمام إلى باكستان
وهي أحزاب تقوم برامجها السياسية على فكرة رئيسية مفادها الانضمام إلى باكستان، ويعتبر تجمع (تحالف) جميع الأحزاب الكشميرية للحرية أهمها، ويضم هذا التجمع حوالي 26 حزبا منها:

  1. الجماعة الإسلامية: يترأسها السيد غلام محمد بت، وتركز -إضافة إلى نشاطها السياسي- على التربية والتعليم للحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب الكشميري. ولها حضور عبر فروع نشيطة في معظم أنحاء كشمير. ومن أبرز قادتها محمد علي الجيلاني الرئيس السابق لتحالف جميع الأحزاب الكشميرية للتحرير, وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة.
  2. مؤتمر مسلمي كشمير: أسس سنة 1987, يترأسه عبد الغني بت، ويهدف إلى تخليص كشمير مما يطلق عليه الاحتلال الهندي وضمها إلى باكستان.
  3. حزب رابطة المجاهدين: يترأسه السيد نصرت عالم. وله جناح عسكري يدعى حزب الله يقوده السيد اشتياق أحمد، ولا يتمتع بشعبية كبيرة في كشمير.
  4. اللجنة الشعبية القومية: يترأسها السيد مير واعظ عمر فاروق، ولهذا الحزب شعبية في سرينغار, كذلك له جناح عسكري يسمى "العمر مجاهدين".
  5. الرابطة الشعبية (فاروق رحماني): يترأسها السيد فاروق رحماني, ولها جناح عسكري صغير.
  6. الرابطة الشعبية (شيخ عبد العزيز): يترأسها السيد شيخ عبد العزيز, ولها شعبية في معظم أنحاء كشمير, كما لها جناح عسكري يسمى الجهاد يقوده السيد سمير خان.
  7. اتحاد المسلمين: يترأسه السيد عباس أنصاري, وينتسب إليه مسلمون شيعة، وليس له جناح عسكري.
  8. الحركة العمومية: يترأسها السيد فريد بهنجي، ولها جناح عسكري يسمى الجبهة الإسلامية, ويلاحظ عليها قلة النشاط عموما.
  9. جمعية أهل الحديث في كشمير: يترأسها مولانا طاهري, ولها جناح عسكري يسمى تحريك المجاهدين برئاسة الشيخ عبد الله غزالي والشيخ جميل الرحمن, غير أن عملها العسكري محدود.
  10. حركة تحرير جامو وكشمير: يترأسها السيد سعد الله تانتري, ويزداد نشاطها في إقليم جامو.
  11. حركة المقاومة الشعبية: يترأسها السيد غلام أحمد مير, وبالرغم من توجهها العلماني إلا أنها تهدف إلى الانضمام إلى باكستان.

(2) الجماعات المسلحة
وهي تكوينات سياسية انتهجت أسلوب المقاومة العسكرية المسلحة بهدف الخلاص مما تعتبره احتلالا هنديا لكشمير، وتسعى إلى الانضمام إلى باكستان. ويوجد لأغلبها قواعد ثابتة في باكستان للتدريب والإدارة، ومن أهمها:

  1. حزب المجاهدين: أسس عام 1989 بقيادة سيد صلاح الدين, ويضم حوالي عشرة آلاف مسلح أغلبهم من الكشميريين.
  2. جماعة معسكر طيبة: جماعة سلفية جهادية أسست عام 1995 برئاسة البروفيسور حافظ سعيد, وتضم أكثر من ستة آلاف مقاتل، يطلق عليها أحيانا لشكر طيبة وبعد أن أدرجتها الولايات المتحدة ضمن قائمة الجماعات الإرهابية أعلنت عن انقسام العمل الداخلي بها إلى قسمين: الأول دعوي بقيادة البروفيسور حافظ سعيد والآخر عسكري بقيادة عبد الواحد كشميري.
  3. جيش محمد: يقودها مولانا مسعود أظهر الناشط السابق في حركة الأنصار، وتضم حوالي ثلاثة آلاف مقاتل, وتنتهج كذلك نهج جمعية علماء إسلام بزعامة مولانا فضل الرحمن. وأدرجتها الولايات المتحدة كذلك ضمن قائمة الجماعات الإرهابية المطلوب تفكيكها.
  4. حركة الأنصار: أسست عام 1986 وانشقت إلى جناحين.. حركة المجاهدين التي يقودها مولانا فاروق كشميري, تضم حوالي ثلاثة آلاف مقاتل وتتبع توجهات جمعية علماء إسلام الديوبندية التي يتزعهما مولانا عبد الرحمن. وحركة الجهاد الإسلامي التي يقودها السيد سيف الله أختر, وتعتبر أقل عددا من الأولى, وتتبع أيضا نهج جمعية علماء إسلام.
  5. مجاهدي بدر: انشقت عن حزب المجاهدين التابع للجماعة الإسلامية، ويقودها حاليا السيد بخت زمين, وتضم حوالي ألف مقاتل.
المصدر : غير معروف