على خطى وادي السيليكون في أميركا.. ألمانيا تتجه "لوادي ميونخ الكمي"

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (الجزيرة)

أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن اعتقادها بأنه ليس من الممكن استمرار النجاح الاقتصادي لبلادها بدون بحث علمي أو عمل أجهزة الحاسوب الكمية.

وتابعت ميركل أن الحكومة الاتحادية ستدعم ما يسمى "وادي ميونخ الكمي" ماليا في المستقبل، لكنها لم تذكر تفاصيل.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أنه في أعقاب زيارة لمعهد "ماكس بلانك" (Max Planck) للبصريات الكمية في مدينة غارشينغ القريبة من مدينة ميونخ (جنوبي ألمانيا)، قالت ميركل أمس الأربعاء "رخاؤنا ليس مرهونا بشيء آخر سوى أن نكون روادا للسوق في مجال البحوث الأساسية وتطبيقها في المجالات الجديدة".

وأضافت ميركل أن ألمانيا وأوروبا بحاجة "في عصر الرقمنة والتقنيات الكمية والتحول الكامل لاقتصادنا" إلى أن تكونا من رواد السوق العالمي في هذا المجال أكثر من أي وقت مضى.

وأعربت المستشارة عن "انبهارها الشديد" بالعمل في الوادي، وقالت إن "المهم بالنسبة لألمانيا دمج أعمال البحث لدى الشركات الناشئة ضمن أعمال التعاون التي تقوم بها الجامعات والمؤسسات البحثية، وقد كان هذا في بعض الأحيان في الفترة الماضية نقطة ضعف عند ألمانيا، وقد تم التعلم هنا على وجه التحديد من نقطة الضعف هذه".

وقال ماركوس زودر رئيس حكومة ولاية بافاريا إن التكنولوجيا الفائقة تمثل الفرصة الحقيقية الوحيدة لألمانيا لتحديد موقعها المستقبلي في مجال المنافسة العالمية.

وأضاف زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري أن ميونخ ستتحول بفضل مشروع "وادي ميونخ الكمي" إلى عاصمة تكنولوجية كبيرة.

"رخاؤنا ليس مرهونا بشيء آخر سوى أن نكون روادا للسوق في مجال البحوث الأساسية وتطبيقها في المجالات الجديدة" المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

وكانت ألمانيا قد أعلنت مؤخرا تخصيص ملياري يورو (2.3 مليار دولار) لصنع جهاز حاسوب كمي، للتعامل مع تكنولوجيا صاعدة جديدة تسمى "تكنولوجيا الكم" بحلول العام 2025، في ظل طموحها لأن تصبح من البلدان الرائدة في هذه التكنولوجيا التي من شأنها إدخال تحويلات جذرية على المعلوماتية والصناعة.

وسيوزع هذا المبلغ المستقى بالكامل من الخزينة العامة بين وزارة البحث التي ستحصل على 1.1 مليار يورو (1.3 مليار دولار) ووزارة الاقتصاد التي ستنال 878 مليون يورو (مليار دولار)، على ما أفاد بيانان منفصلان.

وتشمل الخطة الألمانية 50 مليار دولار لتطوير مجالات عدة -بينها الطاقة الهيدروجينية والذكاء الاصطناعي والتقنيات الكمية- في بلد تستحوذ فيه الصناعة على نحو ربع إجمالي ناتجه المحلي سنويا.

وترغب المفوضية الأوروبية أن يطور الاتحاد الأوروبي أول حاسوب كمي قبل نهاية العقد الحالي، لتعزيز السيادة التكنولوجية الأوروبية في مواجهة الصين والولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، تلوح بوادر منافسة بين ألمانيا وفرنسا التي أعلنت في يناير/كانون الثاني الماضي خطة استثمارية وطنية بقيمة ملياري دولار على 5 سنوات في مجال التكنولوجيا الكمية، مع طموح في جعل فرنسا بين القوى "الثلاث الأولى عالميا" على هذا الصعيد.

المصدر : الجزيرة + وكالات