بلا حدود

رئيس منظمة أطباء بلاحدود.. يجب إلغاء براءة الاختراع في ما يتعلق باللقاحات ضد الأوبئة

انتقد رئيس منظمة أطباء بلا حدود كريستوس كريستو تمسك شركات الأدوية العالمية بما يسمى ببراءة الاختراع فيما يتعلق باللقاحات لمواجهة الأوبئة والأمراض في العالم.

وأكد كريستو في تصريحات لبرنامج "بلا حدود" بحلقته بتاريخ (2021/4/28) إن حصيلة ما توصلت إليه البشرية من تطور في شتى المجالات بما فيها الطبية، هو قائم على تبادل المعلومات والمعرفة على مدى التاريخ، ولولا هذا التبادل لما شهد العالم التطور الكبير الذي وصل إليه، وذلك في رده على شركات الأدوية التي ترفض الكشف عن تركيب لقاحات مهمة مثل اللقاح ضد فيروس كورونا المتفشي في العالم.

كما دان رئيس المنظمة التي تتخذ من الشفافية والحيادية وخدمة الإنسانية شعارا لها، قيام بعض الدول في العالم على احتكار النسبة الكبرى من لقاحات كوفيد-19، وتمكنها من تلقيح كل فئات المجتمع لديها، دون أن تمد يد العون لكثير من الدول الفقيرة التي ما زالت عاجزة عن الحصول على أي كمية من اللقاح.

وشدد على أن العالم لن يتخلص من جائحة كورونا ما لم يتعاون المجتمع الدولي برمته لمحاربة الفيروس في كل الدول والأماكن، مما يعني أن تفشي الفيروس في دول فقيرة سيشكل تهديدا بعودته حتى للدول التي تلقت اللقاح.

واعتبر كريستو أنه يجب توزيع اللقاح حسب الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، واعتبر أن العاملين بالقطاعات الطبية هم الأكثر خطورة ثم تليهم الأشخاص الذين ينتمون للفئات العمرية المتقدمة وأصحاب الأمراض المزمنة.

وفيما يتعلق بالسياسة التي اتبعتها المنظمة الطبية العالمية مع جائحة كورونا، شدد كريستو على أن المنظمة غير مختصة بمواجهة هذه الجائحة، وأنها تعاملت معها كما تعاملت مع العديد من الأوبئة في السابق، موضحا أن أهم ما حرصت عليه المنظمة هو تأمين الظروف الصحية للعاملين فيها حرصا على سلامتهم، وكذلك الحرص على ضمان استمرار عمل فرق المنظمة في كل الأماكن التي يستوجب بقاؤهم فيها، وثالثا تقديم الخدمات الطبية للمصابين بكورونا.

كما تحدث كريستو بمرارة عن الواقع الإنساني والصحي في عدة دول بينها اليمن وخاصة محافظة مأرب التي تتعرض لهجمات مستمر من الحوثيين وتضم مئات الآلاف من اللاجئين، ووصف الوضع هناك بأنه مأساوي في ظل النقض في كل مقومات الحياة، بما فيها المستشفيات والأدوية وكل المساعدات الأساسية والطبية اللازمة لمواجهة كورنا وغيرها من الأمراض.

كما تطرق للوضع الصحي الكارثي في العراق بعد تفشي الجائحة في ظل انهيار البيئة الصحية هناك، وهو وضع يزداد سوءا وكارثية في سوريا حيث القتال مستمر منذ أكثر من 10 سنوات، وحيث الآلاف المخيمات في كل أنحاء البلاد التي تفتقر لكل أسس الحياة في ظل اكتظاظ بشري ونقص في كل شيء.

وفيما يتعلق بالأسباب الحقيقية اللازمة بينهم وبين السلطات السورية، واتهام الأخيرة للمنظمة بأنها تعمل لصالح جهات أجنبية مثل فرنسا، أوضح رئيس المنظمة الطبية أن ما حدث مع السلطات السورية بالنسبة للمنظمة تكرر في كثير من دول العالم، حيث يحدث أن تطالب السلطات المنظمة بتزييف الحقائق والوقائع التي رصدتها على الأرض من خلال فرقها، وهو الأمر الذي ترفضه المنظمة لأن الشفافية هو أحد أهم مبادئها التي ترفض التخلي عنها، مهما واجهت من مشاكل.

ولم ينكر كريستو أن المنظمة واجهت الكثير من الأزمات بسبب التمسك بمبادئها وأنها طردت في بعض الأحيان من جانب السلطات ببعض الدول.

وقال إن أقسى ما تواجهه فرق المنظمة هو إحساسهم بعدم القدرة للوصول إلى المحتاجين لتلقي المساعدة الطبية بسبب النزاعات والصراعات الداخلية سواء السياسية أو العرقية.