بلا حدود

برلمانية أوروبية: طالبان أصبحت أمرا واقعا والأولوية للوضع الإنساني في أفغانستان

قالت كلير ديلي عضو البرلمان الأوروبي ونائبة رئيس مجموعة العلاقات مع أفغانستان في البرلمان الأوروبي إنه يجب إعطاء الأولوية للأزمة الإنسانية في أفغانستان، مشددة على أن طالبان أصبحت أمرا واقعا.

وانتقدت في حديثها لحلقة (2021/10/6) من برنامج "بلا حدود" حديث الاتحاد الأوروبي عن بناء الدولة في أفغانستان، مع إهدار الكثير من موارد الدولة، بحيث أصبحت أفغانستان من أكثر البلدان فقراً وأقلها أمنا.

وعن شروط الاتحاد الأوروبي من أجل التعامل مع حكومة طالبان، قالت كلير ديلي إن من المهم الآن التركيز على الأزمة الإنسانية وإعطاءها الأولوية، وليس من حق أي دولة أن تتدخل في شؤون دولة أخرى من أجل تقديم شيء ما لها، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة احترام طالبان لحقوق الإنسان دون شروط.

وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي حذر في الوقت الحالي من التعامل مع حكومة طالبان، كونها تركت المرأة والأقليات الدينية خارج المعادلة.

ووصفت حكومة طالبان الحالية بمثابة حكومة إمارة إسلامية قمعية استبدادية لا تشمل الجميع، معتبرة أن هذا الأمر مبرر كاف لفهم أسباب ترك الأفغان لبلادهم، وعلى الحركة أن تدرك أنه لا يمكن تجاهل كل فئات المجتمع.

لكن البرلمانية الأوروبية تحدثت عن الأزمة الإنسانية التي تشهدها أفغانستان ومن ضمنها الجفاف وانعدام الأمن بالبلاد.

وأعربت عن قناعتها بأنه لم يكن يحق للولايات المتحدة من الأساس التدخل في أفغانستان، وقالت إن الجيش الأميركي كان موجودا فقط طوال العقدين الماضيين لتأمين مصالح تصنيع الأسلحة وليس من أجل شعب أفغانستان، ودعت إلى التحقيق في الانتهاكات التي ارتكبها الجيشان الأميركي والأفغاني، إضافة للدعوى المرفوعة ضد طالبان، كون الاكتفاء بمحاسبة طالبان دون باقي الأطراف مقاربة غير محايدة و"خبث في التعامل" حسب قولها.

وحول تقييم البرلمان الأوروبي لوجود الاتحاد في أفغانستان طوال 20 عاما، قالت عضو البرلمان الأوروبي إن السيطرة السريعة لطالبان على البلاد سببت صدمة للاتحاد وتركت الباب مفتوحا أمام العديد من الأسئلة.

وعن العلاقة بين طالبان مع كل من وروسيا والصين طالبت عضو البرلمان الأوروبي البلدين باستخدام علاقتهما مع طالبان لاتخاذ إجراءات تحقق الاستقرار، والعمل على إيجاد مسار مستقبلي يعتمد على الحوار للتعاون مع أفغانستان، وعبرت عن قناعتها بأن طالبان أمر واقع يجب الحوار معها بشأن احتياجات أفغانستان.

وبشأن تزايد أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، عبرت كلير عن قلقها من تزايد الهجمات التي ينفذها التنظيم هناك، وأكدت أن أميركا دخلت أفغانستان من أجل التخلص من تنظيم القاعدة لكن هذه كانت مزحة مريضة حسب قولها، مؤكدة في الوقت ذاته أن طالبان لم تتورط في أي هجمات حول العالم.

وأضافت أن استقرار أي جماعة إرهابية مستقبلا في أفغانستان خصوصا بعد سيطرة طالبان على الحكم أمر مستبعد، كون الحركة لن تسمح بذلك، ولقد رأى الجميع كيف تسعى لقتال تنظيم الدولة وإيقاف هجماته.