المرصد

تعرف على قصة المنافسة بين أشهر مبنيين في واشنطن

خلف الأبواب المغلقة للبيت الأبيض والكونغرس الأميركييْن تصنع القرارات وتتشكل المواقف، وتحدد الروابط بين هذين المبنيين عدة عوامل منها العلاقة بين الحزبين الرئيسين (الجمهوري والديمقراطي) وأبرزها الدستور.

وقد حدد الدستور الأميركي العلاقة بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، بحيث لا يسمح لأي منها بالتفرد بصنع القرارات، لكن مع ذلك شهدت العلاقة بين الكونغرس والبيت الأبيض على مدى تاريخ البلاد علاقات تراوحت بين المرونة والتصلب وبين الشد والجذب.

ويعتبر الكونغرس أقدم هيئة تشريعية بالولايات المتحدة، ومقره أحد أبرز المعالم العمرانية والرموز السياسية في العاصمة واشنطن، وقد شرع في بنائه عام 1730 فوق قلعة "كابيتال هيل". وعرف الكثير من عمليات التوسعة، ويضم بين شقيه مجلس النواب الذي يبلغ عدد أعضائه 435 يمثلون المناطق الانتخابية بجميع الولايات، في حين يتألف مجلس الشيوخ من 100 عضو.

وقد دأب الكونغرس على ممارسة سلطته الرقابية على الرئيس وإدارته، وهو ما أوجد الكثير من التنافس والجذب على كثير من الصلاحيات، خاصة قرار الحرب.

ومع أن الدستور منح الرئيس الكثير من الصلاحيات من ضمنها تعيين الوزراء وقضاة المحكمة العليا والسفراء، وإبرام معاهدات مع القوى الأجنبية، لكنه لا يستطيع أن ينجز ذلك إلا بمشاورة الكونغرس وموافقته.

كما أن الرئيس ملزم بإطلاع الكونغرس سنويا على حالة البلاد وعلى خططه للعام القادم، من خلال ما يعرف بخطاب الاتحاد.

قرار الحرب، وإرسال القوات للخارج، من صلاحيات الكونغرس فقط. ولوضع حد لتجاوز الرؤساء هذا القرار، فقد أصدر الكونغرس عام 1973 قرار "قوى الحرب" في محاولة لتقييد الرئيس بإرسال القوات للخارج، وترتب على عدم تجاوب الرؤساء مع هذا القانون أزمات كثيرة بين التنفيذية والتشريعية.

وقد بلغت الأزمات أحيانا ذروتها بلجوء الكونغرس لمحاكمة الرؤساء وعزلهم، وقد حدث ذلك مع 4 رؤساء: أندرو جونسون عام 1968، ريتشارد نيكسون عام 1974، بيل كلينتون عام 1998، دونالد ترامب عام 2020.

وقد برأ مجلس الشيوخ جونسون وكلينتون، أما نيكسون فاستقال قبيل إدانته بفضيحة ووتر غيت، وتمت تبرئة ترامب من تهمة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.

ومما يعبر عن تعقيد العلاقة بين البيت الأبيض والكونغرس: عندما كان ترامب يلقي خطاب الاتحاد وتجاهل مصافحة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، لترد الأخيرة بتمزيق نسخة خطابه بينما كانت تقف وراءه على منصة الكونغرس.