المرصد

في ليلة شارع الحمراء.. كيف سقط الصحفيون بلبنان؟

رصد برنامج “المرصد” بحلقة (2020/1/20) ما حدث مساء يوم 15 يناير/كانون الثاني الجاري بشارع الحمرا في بيروت حيث تعرض عدد من المراسلين والمصورين لاعتداءات مختلفة أثناء تغطيتهم للمظاهرات الشعبية.

شكلت تغطية المظاهرات تحديا للصحفيين وخصوصا المصورين، لكنها في لبنان تحولت إلى خطر يهدد السلامة النفسية والجسدية للطواقم الصحفية والإعلامية في الميدان، التي انشغلت بتغطية أحداث الحراك الشعبي الذي اندلع قبل أشهر للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية.

برنامج "المرصد" بحلقته (2020/1/20) سجل ما حدث مساء يوم 15 يناير/كانون الثاني الجاري لعدد من المراسلين والمصورين اللبنانيين الذين تعرضوا لاعتداءات مختلفة من قبل قوات الأمن أثناء تغطيتهم لمواجهات عنيفة بين الشرطة ومحتجين غاضبين أمام ثكنة الحلو في بيروت.

وقد تركزت الاحتجاجات ذلك اليوم عند كورنيش المزرعة وتحديدا مداخل ثكنة إيميل الحلو التابعة لقوى الأمن، حيث تم احتجاز العديد من المتظاهرين الذين ألقي القبض عليهم الليلة السابقة في مواجهات ما سمي "ليلة بشارع الحمراء" عندما استهدف المحتجون المصرف المركزي وعددا من المصارف المجاورة التي تعرضت واجهات بعضها الزجاجية للتحطيم، كما جرى تحطيم آلات السحب الآلي للنقود.

ومع أن المظاهرات الليلية -ومنذ بدء الحراك الشعبي قبل أكثر من ثلاثة أشهر- تعود بين الحين والآخر، غير أن ليلة الأربعاء الماضي كان لها وقع خاص، حيث طالت الاعتداءات عددا من الصحفيين والمصورين تعنيفا وضربا لمنع التغطية، ووصل الأمر إلى حد إتلاف المعدات، وأصيب عدد من الإعلاميين بينهم مصور وكالة رويترز وعدد من صحفيي قناة الجديد، وغيرها من القنوات المحلية.

ونقل "المرصد" شهادات عدد من الصحفيين والمصورين الذين تعرضوا للضرب والإهانة من قبل قوات الأمن، والذين قالوا إن رجال الأمن واصلوا الإساءة لهم، رغم إعلامهم بأنهم يقومون بأداء واجبهم.

اليوم التالي كانت بيروت على موعد مع موجة غضب عارمة عمت المؤسسات الصحفية، ونظم الصحفيون وقفة احتجاجية أمام مقر الداخلية، حيث خرجت لهم الوزيرة بحكومة تصريف الأعمال ريا الحسن لتعبر عن رفضها لما حدث مع الصحفيين، نافية أن تكون أي جهة رسمية قد أصدرت توجيهات باستخدام العنف ضد المحتجين أو الصحفيين.

كما قدم مدير الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان اعتذاره للصحفيين والمراسلين الذين كانوا يغطون أحداث تلك الليلة، ومن جانبها اعتبرت منظمات دولية عدة ما حدث تهديدا لحرية التعبير في بلد صنف دائما بالواحة العربية النادرة لحرية التعبير والصحافة الحرة.