لقاء خاص

محمد هادي العنزي .. تهمة الإرهاب

في لقاء خاص يجيب هادي العنزي على أسئلة الجزيرة: ماذا حدث في ليلة سقوط كابل؟ كيف عامل الأفغان الأسرى العرب؟ وما هو عدد الأسرى الكويتيين في غوانتانامو؟ هذه الأسئلة يجيب عليها محمد هادي العنزي أول أسير عربي يطلق سراحه من أفغانستان.
مقدم الحلقة: سعد العنزي
ضيوف الحلقة: محمد هادي العنزي: أول أسير عربي يطلق سراحه من أفغانستان
تاريخ الحلقة: 11/02/2002

– ذهابه إلى أفغانستان وسقوط كابل وهروبه إلى توره بوره
– معاملة الأفغان للأسرى العرب
– التحقيق معه بين الأفغان والأميركان
– موقفه مما حدث في أميركا وأفغانستان
– جهود الحكومة الكويتية لفك أسر الكويتيين

undefined
undefined

سعد العنزي: ضيفنا اليوم يختلف عن بقية ضيوفنا بكثير فهو حتماً الأصغر سناً، فعمره لا يتجاوز الخمسة عشر عاماً، محمد هادي العنزي وجد نفسه في جحيم حرب أفغانستان، ولكنه أيضاً أول أسير عربي يُطلق سراحه، مرحباً بك يا سيد محمد.

أخ محمد لماذا ذهبت ووالدك إلى أفغانستان؟

ذهابه إلى أفغانستان وسقوط كابل
وهروبه إلى توره بوره

محمد هادي العنزي: طبعاً ذهبت مع الوالد –الله يرحمه- إلى أفغانستان بسبب إغاثة ومساعدات وهكذا، نعم.

سعد العنزي: لكنكم ذهبتم بعد بداية العمليات العسكرية الأميركية.

سعد العنزي: طبعاً لجنة الإغاثة تكون يعني.. يعني وقتها مع الحرب، يعني كان وقتها هذا الوقت يعني الأفضل يعني، كان.. كان القصف وكذا يذهب بأبرياء وهكذا، فكان هذا وقت الإغاثة.

سعد العنزي: نعم، كيف وصلتم إلى أفغانستان؟

محمد هادي العنزي: طبعاً وصلنا إلى أفغانستان عن طريق إيران دخلنا.

سعد العنزي: من الكويت إلى إيران.

محمد هادي العنزي: أي نعم، من إيران دخلنا.

سعد العنزي: ثم دخلتم إلى هناك.

محمد هادي العنزي: أي نعم.

سعد العنزي: أين كنتم تقومون بأعمال الإغاثة في هذه الفترة قبل يعني سقوط.

محمد هادي العنزي: طبعاً كنا نقيم في كابل في العاصمة.

سعد العنزي: في العاصمة كابل.

محمد هادي العنزي: نعم.

سعد العنزي: ما الذي حدث، أنتم ذهبتم متى بالضبط، وصف لنا يعني ما الذي كان يحدث، ذهبتم أنتم أعتقد في.. في العاشر أو ربما منتصف شهر أكتوبر.

محمد هادي العنزي: 11/10.

سعد العنزي: 11/10.

محمد هادي العنزي: نعم.

سعد العنزي: ومتى يعني، ما الذي حدث بعد سقوط كابل؟

محمد هادي العنزي: طبعاً نحن كنا نقيم في كابل وكان الوضع جيد وما فيه شيء، لكن بعد ممكن شهر أو.. شهر.. شهر سقطت دولة الطالبان سقطت وانسحبوا من كابل.

سعد العنزي: نعم، صف لنا ما حدث في.. في ليلة سقوط كابول.

محمد هادي العنزي: طبعاً كانت سقوط.. كان أتي علينا شخص بعد صلاة الفجر وقال لنا: لماذا أنتم جالسين؟ هيا أذهبوا يعني أخرجوا من كابل يعني ما فيه أحد موجود من الطلبة أو من العرب موجود في كابل، كلهم رحلوا إلى جلال آباد.

سعد العنزي: فما الذي حدث هل رحلتم؟

محمد هادي العنزي: نعم، رحلنا طبعاً إلى جلال آباد.

سعد العنزي: كيف انتهى بكم الأمر إلى الجبال وإلى توره بوره؟

محمد هادي العنزي: طبعاً عندما وصلنا إلى جلال آباد أول ما وصلنا كان حضرة علي وحاجي قدير قد وصلوا إلى جلال آباد ومسكوا جلال آباد.

سعد العنزي: من هم حضرة علي؟

محمد هادي العنزي: حضرة علي واضعينهم دولة بتاع حامد كرزاي حالياً.

سعد العنزي: فيعني هذا أنتم وصلتم إلى جلال آباد وكانت قوات.. القوات، قوات تحالف الشمال قد استولت على جلال آباد.

محمد هادي العنزي: نعم.

سعد العنزي: ثم بعد ذلك ما الذي حدث؟

محمد هادي العنزي: ذهبنا وجدنا الطريق ذهبنا إلى توره بوره.

سعد العنزي: لماذا؟

محمد هادي العنزي: ما فيه مكان كنا، ما فيه مكان تذهب إليه أو أي شيء، كلها.. كلها هلا الحال بيد التحالف.

سعد العنزي: أنتم ذهبتم إلى توره بوره للاختباء هناك أو للذهاب إلى باكستان للخروج من أفغانستان؟ لماذا؟

محمد هادي العنزي: طبعاً أنت من نفس ما تقول خروج إلى باكستان وإيواء يعني مكان تأوي إليه نفسك والأغلبية كانوا يريدوا الذهاب إلى باكستان يعني والرجوع إلى الأوطان يعني.

سعد العنزي: خوفاً من ماذا؟

محمد هادي العنزي: طبعاً نفس ما تقول يعني ليس خوف يعني، بدأ التحالف يستولي على أفغانستان كلها، الطلبة يعني رحلوا إلى قندهار وبقيت معهم قندهار، جيد، فأنت جالس أيش تفعل في جلال آباد يعني؟

سعد العنزي: هل كان خوف على أرواح العرب؟

محمد هادي العنزي: نعم، كان.

سعد العنزي: في ذلك الوقت.

محمد هادي العنزي: نعم، كان الخوف لذلك حاولت.. كان يريد الترحيل إلى باكستان.

سعد العنزي: نعم، ما الذي حدث في توره بوره؟

محمد هادي العنزي: طبعاً بعدها أتى حضرة حاجي قدير وهذا في أسفل الوادي وكان تحصل اشتباكات بيننا وبينهم والطيران يأتي يقصف، الطيران الأميركي.

سعد العنزي: نعم، كم استمرت فترة المناوشات؟

محمد هادي العنزي: استمرت أكثر من.. ممكن رمضان كامل.

سعد العنزي: قبل.. في توره بوره.

محمد هادي العنزي: نعم.

سعد العنزي: اليوم الذي تعرضتم فيه للقصف ما الذي حدث بالضبط؟

محمد هادي العنزي: كنا جالسين يعني في مركز في.. قريب من الخنادق فقامت فوقنا الأباتشي الهليكوبتر فشخص ذهب إلى دخل.. يريد أن يدخل الخندق أو ما أدري يذهب إلى مكان، فمجرد ما تحرك قصف الموقع.

سعد العنزي: الهليكوبتر الأميركي قصفت الموقع.

محمد هادي العنزي: نعم، نعم.

سعد العنزي: .. ما الذي حدث، يعني هل جُرح منكم؟

محمد هادي العنزي: نعم كان.. كان هم مركزين قريبين من بعض، فكان القصف لمدة 5 ساعات كان القصف مستمر، فعدد الأشخاص اللي في المركزين 60 شخص، فالنصف قتلى والنصف جرحى.

سعد العنزي: نعم، والدك كان معك في.. في ذلك الوقت ما الذي حدث، صف لنا يعني ما الذي حدث؟ تحدثت عن.. عن ربما الساعات الأخيرة من رؤيتك لوالدك.

محمد هادي العنزي: طبعاً هو نفسه يتجرح، نعم جُرح وبقى ينزف وكنت قريب منه أكلمه وهكذا، في الصباح تاني يوم كان يتكلم وينظر فاستشهد فاستشهد رحمة الله عليه.

سعد العنزي: وأنت ما الذي حدث لك؟

محمد هادي العنزي: طبعاً أنا بقيت لا أستطيع يعني أتحرك أذهب إلى مكان آخر وهكذا، فقط جالس في مكاني.

سعد العنزي: لماذا جُرحت في.. في القصف؟

محمد هادي العنزي: نعم، كنت مجروح، وبعد ممكن يومين استولى الحضرة على وحاجي قدير على كل الجبل، فوصلوا إلينا ومسكونا يعني.

سعد العنزي: وأنتم في.. في يعني في اليومين كنتم تنزفون ولا.. لم يكن هناك أي علاج.

محمد هادي العنزي: نعم.

سعد العنزي: مَنْ كان معك يعني؟ هل هم عرب كويتيين، سعوديين، مَنْ هم؟

محمد هادي العنزي: نعم كان معي، كان معي 2 يمنيين وواحد سعودي.

سعد العنزي: هؤلاء الأسرى.

محمد هادي العنزي: نعم حالياً أسرى.

سعد العنزي: ومن تبقى قد يعني انتقل إلى رحمة الله.

محمد هادي العنزي: طبعاً هؤلاء معاي في نفس المكان، لكن عندما أتوا المقاتلين وأخذونا إلى مكان.. بيت هكذا، طبعاً وجدت كثير.. كثير، أعداد هائلة من العرب.

معاملة الأفغان للأسرى العرب

سعد العنزي: كيف كانت المعاملة؟ هم ألقوا القبض عليكم، هل قدموا لكم علاج؟ كيف.. كيف كان يعاملونكم الأفغان؟

محمد هادي العنزي: طبعاً الأفغان يعني بعضهم كانت معاملاته جيدة، والأغلبية معاملتهم ليست جيدة يعني.

سعد العنزي: كيف؟

محمد هادي العنزي: حينما يعني.. يعني أسرى أشخاص يأتيك بالخبز واحدة فقط، تريد أن تخرج يعني تذهب إلى الخلاء وما يسمح لك، يقول لك: أجلس، تريد دكتور ما يأتي بدكتور، تريد تذهب مستشفى ممنوع، لماذا؟ أنت سجين.. أسير سياسي، هكذا قال أنت أسير سياسي.

سعد العنزي: حتى مع الجرحى؟

محمد هادي العنزي: حتى مع الجرحى.

سعد العنزي: لم يكن.. لم يكن يقدموا لكم أي علاج؟

محمد هادي العنزي: هذا أول.. أول مرة، بعدها ذهبنا إلى جلال آباد وقابلنا حضرة علي هذا، ثم قال: في الصباح تذهبون إلى مستشفى الجرحى، فبقي عرب يعني الذين ليس جرحى وضعهم في السجن، والجرحى في المستشفى وشدد الحراسة في المستشفى، ثم بعد ذلك جاء الصليب الأحمر وكان قد قام بمساعدات وهكذا، بعدها..

سعد العنزي: متى أتى الصليب الأحمر، بعد أسبوع.. أسبوعين؟

محمد هادي العنزي: طبعاً الصليب الأحمر أول ما أتينا إلى المستشفى ثاني يوم الصليب أتى.. الصليب الأحمر.

سعد العنزي: بس كم مكثتوا قبل أن تصلوا إلى المستشفى، قبل أن تنقلوا إلى المستشفى؟

محمد هادي العنزي: أسبوع، أسبوع وأربع أيام.

سعد العنزي: دون علاج؟

محمد هادي العنزي: دون علاج، نعم.

سعد العنزي: ومعاملة يعني.

محمد هادي العنزي: سيئة جداً.

سعد العنزي: سيئة جداً.

محمد هادي العنزي: إلى أن طالبت فينا الحكومة الحالية في كابول، طلبت قالت: هاتوا بالعرب، جابنا إلى كابول، دخلنا في معتقل من غير علاج ولا شيء لكن يأتي كل أسبوع كان يأتي دكتور واحد على السجناء كلهم ينظف الجروح وهكذا فقط.

سعد العنزي: متى حصل هذا.. بعد.. تقول أنكم اعتُقلتوا أولاً ثم ذهبتم إلى جلال آباد، في جلال آباد نُقلتوا إلى المستشفى وكان هناك الصليب الأحمر يُقدم لكم علاج، بعدها.. ما هي الفترة التي مكثت في جلال آباد ثم ذهبت بعدها إلى كابول؟

محمد هادي العنزي: مكثنا بمستشفى جلال آباد ما يقارب أسبوعين، نعم.

سعد العنزي: أسبوعين، يعني كيف كنت تقضي تلك الأيام وأنت فتى يعني لم.. لا يزيد عمرك عن الخمسة عشر عاماً ويعني مع ناس يكبرون عنك بالسن بشكل كبير، وبوضع غير طبيعي؟ يعني صف لنا كيف كنت تشعر في هذا الأمر؟

محمد هادي العنزي: طبعاً كان شعور يعني يأتيك القلق والحزن وهكذا أحياناً، لكن عندما يعني تتذكر أنك بالمستشفى وتتعالج وإن شاء الله قريب تتشافى يعني الحمد لله.

التحقيق معه بين الأفغان والأميركان

سعد العنزي: نعم، هل تعرضت لأذى جسدي ونفسي من قِبَل الأفغان؟

محمد هادي العنزي: طبعاً ما.. ما ضربونا، الذين كانوا في جلال آباد ما حققوا معنا، وعندما طلبت فينا حكومة كابول ذهبنا إلى كابول، هناك بدأ التحقيق وضرب ومعاملة ازدادت سوءاً..

سعد العنزي: هذه حكومة حامد كرزاي.

محمد هادي العنزي: كرزاي.. نعم.

سعد العنزي: هنا بدأ.. بدأ الضرب.

محمد هادي العنزي: والتحقيق وازداد الأمر، يعني ازداد سوء.

سعد العنزي: ما الذي كان يحقق معكم، أفغان أم مَنْ؟

محمد هادي العنزي: أفغان، لأ، أفغان..

سعد العنزي: هل رأيتم أميركيين؟ هل حققوا معكم أي من الأميركيين؟

محمد هادي العنزي: طبعاً ما حققوا معنا أميركيين، لكن أتانا الصليب الأحمر، نعم كان يزورنا الصليب الأحمر في المعتقل، ومرة المخابرات الأميركية الـ F.B.I أتوا إلى.. إلى السجن ورأوا السجناء كلهم.

سعد العنزي: يعني كيف كان يحققون مع الناس، هل أسئلة وأجوبة، أم.. أم كيف؟

محمد هادي العنزي: طبعاً هم يريدون من التحقيق أنك تعترف أنك من أفراد أسامة بن لادن وأفراد القاعدة، نعم، لكي تطالب بك أميركا وتُسلم.

سعد العنزي: نعم، هذا كان هدف التحقيق، بس ما هي وسائل التحقيق يعني؟

محمد هادي العنزي: آه؟

سعد العنزي: ما هي الوسائل: يعني هل كانت أسئلة أم كان هناك نوع من التعذيب، أم كيف؟

محمد هادي العنزي: نعم، كان يسألك أسئلة وإذا قال: أنت تبع بن لادن، قلت: لا، تخرج خارج الغرفة تُجلد وهكذا، ثم ترجع تاني مرة، مرة أخرى وغداً وبعد غدٍ يسألك: هل أنت تبع أسامة بن لادن وأفراد القاعدة؟ إذا لم تقل نعم، هم يضربوك وهكذا.

سعد العنزي: هذا المحققون الأميركيون؟

محمد هادي العنزي: لأ، الأفغان..

سعد العنزي: الأفغان؟!

محمد هادي العنزي: نعم.

سعد العنزي: نعم، بس كيف كان اختلاف المعاملة بين الأميركيين وبين الأفغان؟

محمد هادي العنزي: طبعاً المخابرات الأميركية كان حققوا مع بعضنا في جلال آباد، يعني ما كان فيه ضرب، تحقيق بسيط، بعض الأسئلة البسيطة، إعطاؤهم بعض المساعدات، وتقول هذا الكلام بس، هذا التحقيق الأميركي.

سعد العنزي: السجن يعني كيف كان حالة السجن؟ هل.. هل المكان نظيف؟ هل هناك تدفئة أفغانستان باردة جداً، يعني صف لنا حالة السجن اللي أنتم في الغرفة الواحدة كم يوجد.. كم شخص يوجد في هذه الغرف؟

محمد هادي العنزي: طبعاً في نفس الليلة التي وصلنا فيها إلى حكومة كابول طبعاً وضعوا في الغرفة 10 أشخاص، 11 شخص والغرفة لا.. لا تزيد يعني.. يعني 5 أشخاص كثير، وكانت الشبابيك (لجام) مكسور، والغرفة ليست نظيفة، وهكذا يعني..

سعد العنزي: يعني هل أعطوكم أغطية كافية؟ هل..؟

محمد هادي العنزي: طبعاً ما أعطانا أغطية، لكن الأغطية الموجودة في الغرفة هي التي تكفيك، يعني لا يزيدوا، موجود كتير قليل هي الموجودة بس.

سعد العنزي: كيف تنظرون إلى ما حدث في 11 سبتمبر في الولايات المتحدة؟

محمد هادي العنزي: يعني كيف..؟

موقفه مما حدث في أميركا وأفغانستان

سعد العنزي: يعني هل توافقون على ما حدث، على تفجير المباني في الولايات المتحدة؟

محمد هادي العنزي: طبعاً أنا.. اللي حصل في أميركا طبعاً نفس اللي حصل في أفغانستان يعني في الوقت الحالي، أسامة بن لادن ضرب أميركا، أميركا ضربت أفراد القاعدة، فهذا ضرب هذا وهذا ضرب هذا، ولكن ما نوافق عليه.

سعد العنزي: لا توافقون على ضرب أميركا، ولا توافقون على ضرب أميركا للأفغان؟

محمد هادي العنزي: نعم.

سعد العنزي: هل الذين كانوا يحاربون ضد الولايات المتحدة كانوا مدفوعين بحقد ضد الأميركان، أم مدفوعين بوازع ديني لمساعدة مسلمين؟

محمد هادي العنزي: طبعاً الذين كانوا يقاتلون الأميركان ومستعدين لمقاتلة الأميركان ما كان حق ولا يريدون هذا، لكنها وازع ديني ولا.. محثة الجهاد وهكذا، ثم دفعتهم إلى المجيء إلى أفغانستان والاستعداد لمقاتلة الأميركيين يعني.

سعد العنزي: نعم، هل كان معك كويتيين هناك؟ هل رأيت كويتيين في الأسر؟

محمد هادي العنزي: نعم رأيتهم.

سعد العنزي: بعضهم أعتقد إن شخص قد أرسل رسالة لأهله هنا وقال: أن حالة السجن كانت سيئة جداً إلا أنهم كانوا تنزع ملابسهم وكانوا يذهبون إلى الغائط في نفس المكان، فهل هذا وصف دقيق أم هذا وصف يعني غير.. مبالغ؟

محمد هادي العنزي: صح.. نعم، لا.. لا ليس مبالغ، نعم صحيح.

سعد العنزي: هذا.. هذه كانت الحالة التي أنتم..

محمد هادي العنزي: كان.. كان لا يفتح الباب إذا أردت أن.. تريد تذهب إلى الخلاء، لا يفتح في وقتين أول صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب، لا يفتح بعد..

سعد العنزي: نعم، بس كانت تنزع ملابس الأشخاص هناك في الغرفة كانوا يعذبون.

محمد هادي العنزي: نعم بعض.. نعم بعض الأشخاص كانت تنزع ملابسهم ويضربوا.

سعد العنزي: نعم، هل تم ترحيل بعض من كانوا معك في السجن إلى كوبا؟

محمد هادي العنزي: نعم، رحلوا بعضهم طبعاً بعد التحقيق والتعذيب، وهذا وتعذيبهم تعذيب شديد يعني، اعترفوا طبعاً يعني بالإكراه، اعترفوا أنهم تبع أسامة بن لادن وتبع القاعدة أيضاً، ثم رحلوا إلى كوبا سلموا إلى الـ U N ورحلوا إلى كوبا.

سعد العنزي: أنت تعتقد أن هذه الاعترافات ليست حقيقية وإنما مفروضة؟

محمد هادي العنزي: نعم، مفروضة بالغصب، بعضهم أتى إلى أفغانستان، يكن إغاثة ولا أصلاً أتى جهاد ولا أتى.. بعضهم أتى يريد أن يوصل عائلة صديقه.. صديقه موجود في أفغانستان قال: آتي بعائلتي إليَّ، أتي بها وقال له صديقه: سقطت دولة طالبان أين تذهب؟ تعال نذهب إلى الجبال، ذهب إلى الجبل صديقه وقُتل ذهب مع العرب فجأة هو وجد نفسه جريح بعدها أُسر في.. عند حضرة علي، بعدها إلى حكومة كابول أحمد [حامد] كرزاي.

سعد العنزي: بعد كل ما حصل، أنت بالنسبة لك، كيف تنظر الآن إلى.. إلى ما حدث في أفغانستان وإلى ما يحدث الآن؟ يعني فيه شاب بعمرك يعني خمسة عشر عاماً كيف تنظر إلى ما حدث؟

محمد هادي العنزي: طبعاً ما حدث في أفغانستان نفس الحلم يعني في ليلة.. ليلة أخرى تذهب دولة الطالبان وتأتي دولة حكومة.. حكومة أحمد [حامد] كرزاي نفس الحلم صار..

جهود الحكومة الكويتية لفك أسر الكويتيين

سعد العنزي: كما عرفنا أن الحكومة الكويتية قد تدخلت لفك أسركم فهل يعني تحدثنا عن هذه الجهود إن علمت بها؟

محمد هادي العنزي: طبعاً في البداية أشكر وزير الخارجية، وزير.. وزير الخارجية الشيخ صباح أحمد الجابر الصباح، وزير الداخلية، ووزير الدفاع، طبعاً السفارة الكويتية اللي في باكستان والله ما قصروا، والأخ السفير الكويتي لدى باكستان طبعاً ما قَصَّر، والأخ عبد الناصر سكرتير أول السفير عبد الناصر رشيدي هو ما قصر، طبعاً كان.. كنت على اتصال دائم معهم.

سعد العنزي: متى بدأ هذا الاتصال؟

محمد هادي العنزي: طبعاً بدأ الاتصال عندما أتيت أنا إلى حكومة كابول وعرفوا أنني لست جاء.. أتيت إلى أفغانستان جهاد، ولكن أتيت إغاثة، بعدها خرجوني ذهبت إلى غرفة خاصة أظن في غرفة خاصة لوحدي، بعدها أتاني شخص أفغاني اسمه راشد قال: أنا مبعوث من السفارة الكويتية، أنا أتيت، السفارة الكويتية أرسلتني لكي أرى حالتك وصحتك، بدأ كلمت الأخ عبد الناصر رشيدي.

سعد العنزي: كان هناك هواتف في.. في السجن؟

محمد هادي العنزي: نعم كان.. هو الذي.. هو موبايل، فكلمت الأخ عبد الناصر وهكذا فطمنته وقلت له: الحمد لله ما فيه شيء.

سعد العنزي: متى بدأ؟ قبل شهر من الآن يعني؟

محمد هادي العنزي: نعم، قبل شهر.

سعد العنزي: قرابة شهر بدأت الاتصالات.

محمد هادي العنزي: نعم، نعم.

سعد العنزي: لماذا مكثت هناك، لماذا.. لماذا لم يخرجوك في نفس اليوم يعني أو..؟

محمد هادي العنزي: طبعاً الأخ عبد الناصر والسفارة الكويتية بذلوا جهد يعني، ذهبوا وكلموا الشرطة الباكستانية، قالوا: إذا أتى، الشرطة الباكستانية قالوا: إذا والحكومة قالوا إذا أتى باكستان نحقق معه لمدة يومين وقد نسلمه لأميركا ولا نسلمه، وكانت حكومة حامد كرزاي لم تسمح لي يعني إلى الآن بالذهاب إلى الكويت، فكان لهم الأمرين يعني جد يعني وجدوا صعوبة فيه، حل الأمر أحمد كرزاي.. الحكومة في كابول حلوا أمرها، يعني سمحت لي بالذهاب، لكن من استطعت (…) من باكستان قال لي: يا أخ عبد الناصر سوف ننسق مع وزارة الخارجية في الكويت، إن شاء الله يرسلوا لك الطائرة عن طريق الهلال الأحمر وتكون في بيتك إن شاء الله.

سعد العنزي: نعم، سؤال لابد وأن أطرحه عليك، هل قابلت بن لادن في فترة وجودك بالمصادفة أو..؟

محمد هادي العنزي: طبعاً نحن يوم كنا في أفغانستان وبخاصة في تورابورا لم نكن يعني نعلم أن بن لادن أين مكانه، ولا رأيناه أصلاً، لكن كنا نسمع إن بن لادن موجود هنا، بن لادن هناك، بعدها سمعنا إن بن لادن ذهب إلى باكستان.. باكستان..

سعد العنزي: هذا ما سمعته..

محمد هادي العنزي: نعم..

سعد العنزي: أنه خرج..

محمد هادي العنزي: لكن، لكن ما أحد رأى بن لادن.

سعد العنزي: أنتم يعني كنتم في فترة هروبكم من جلال آباد إلى تورابورا في طريقكم إلى باكستان كنتوا تختبئون في كهوف، كيف كانت هذه الكهوف؟ هل هي يعني شيء صغير، أو كما كان يوصف في وسائل الإعلام بأن هذه كهوف مجهزة وبها وسائل وحماية وما إلى ذلك يعني؟

محمد هادي العنزي: لا، طبعاً ما فيها شيء، هي يعني.. يعني جبل هكذا ويحفرون نفس فتحة كبيرة هكذا تأتي أنت تنام ليست مجهزة ولا.. ولا بها شيء.

سعد العنزي: نعم، أخ محمد أنا يعني السؤال راح يكون شوية صعب يعني، السؤال عن والدك يعني، أذكر لنا يعني كيف تذكر والدك؟

محمد هادي العنزي: كيف يعني؟

سعد العنزي: كيف تذكره يعني، كيف تتذكر والدك الآن؟

محمد هادي العنزي: والله أتذكره يعني كأنه جالس معي يعني أمس وقبل أمس كأنه جالس معي الحمد لله، لكن الحمد لله إن شاء الله نسأل الله أن يرحمه ويرحمنا بإذنه، وإن شاء الله سبقنا إلى الجنة، إن شاء الله.

سعد العنزي: السؤال الأخير المستقبل بالنسبة لك، أنت قطعت دراستك وكنت في أي صف عندما ذهبت؟

محمد هادي العنزي: طبعاً أنا كنت في الصف أولى ثانوي، والسنة الماضية كان فاتت عليَّ السنة نفسها وهذه السنة، ففات عليَّ سنتين، لكن إن شاء الله يعني السنة القادمة نفتح صفحة جديدة ونترك الماضي وننظر إلى المستقبل إن شاء الله.

سعد العنزي: تنوي أنت يعني تكمل دراستك؟

محمد هادي العنزي: نعم، إن شاء الله يعني أكمل دراستي.

سعد العنزي: أشكرك محمد.

محمد هادي العنزي: حياك الله يا سيدي.