سيناريوهات

احتدام الحرب عليها بين أميركا والصين.. أين توجد أغلى المعادن في العالم؟ ومن يستفيد منها؟

تنبّهت الصين إلى أهمية المعادن النادرة، فأولت اهتماما كبيرا للتعاون مع بلدان آسيوية وأفريقية وجنوب أميركية حتى باتت تستحوذ على نحو 80% من إمدادات هذه المعادن على مستوى العالم.

وتابع برنامج سيناريوهات (2022/10/6) التنافس الجيو-إستراتيجي المحتدم بين الصين والولايات المتحدة، وتحاول واشنطن تقليل اعتمادها على الصين ونسج علاقات أفضل مع البلدان الأفريقية ذات المخزونات الكبيرة من المعادن.

وكانت هذه الأهداف في صلب اجتماع عقد مؤخرا في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وضم، إلى جانب الولايات المتحدة، دولا أوروبية وآسيوية وأفريقية تحت عنوان "شراكة الأمن المعدني".

وبهذا الصدد، قال الكاتب الصحفي المختص في الشؤون الاقتصادية مصطفى عبد السلام إن أميركا تعتبر أن أمن المعادن من أولويات القوم الأمني الأميركي، حيث سبق أن هددت بكين بحظر توريد المعادن النادرة إليها إبان الحرب التجارية بين الصين وأميركا عام 2018.

وأضاف أن حرب أوكرانيا جعلت أميركا تضغط مرة أخرى على الصين فواجهتها بورقة توريد المعادن مرة أخرى، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن لديه خطة لإقامة 500 ألف محطة شحن للسيارات الكهربائية، وهي تقوم أساسا على المعادن النادرة كما هو الشأن بالنسبة للبطاريات أيضا.

في المقابل، رأى كوفي كواكو الباحث في مركز الدراسات الأفريقية الصينية في جامعة جوهانسبرغ أن ثمة معركة محتدمة بين الصين وأميركا في أفريقيا، معتبرا أن الدول الأفريقية يتمحور دورها في استخراج المعادن فقط، ولكن إنتاجها لا يخدم مصالحها الاقتصادية الخاصة.

وتوقع أن تتخذ أميركا من استخراج المعادن حربا تنافسية مع الصين باعتباره السيناريو الأسوأ، أما السيناريو الثاني وهو الأفضل، فيتمثل في أن تكون هناك معادلة ترضي جميع الأطراف بما فيها أفريقيا.

أما روبرت سكوت مدير أبحاث سياسات التجارة والتصنيع في معهد السياسة الاقتصادية في واشنطن فأشار إلى أنه من الصعب على أميركا أن تنتج هذه المعادن النادرة، حيث إن الصين تستثمر منذ عقود طويلة في هذا المجال ضمن خطة إستراتيجية لتسيطر على حصص كبيرة في مجال صناعات التكنولوجيا المتقدمة.

ارتفاع الطلب

يذكر أن الطلب العالمي على المعادن النادرة آخذ في الارتفاع، أما المعادن التي تسعى الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الشراكة الجديدة للبدء في استغلالها ضمن مشاريع تعدين بالقارة الأفريقية، فهي تركز على التي تصنف ضمن المعادن الإستراتيجية عالية الأهمية.

ومن ضمن أهم المعادن الليثيوم، الذي يستخدم في أغراض عديدة أهمها تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية. وتمتلك زيمبابوي أكبر احتياطي منه في أفريقيا، لكن أكبر الدول المنتجة له عالميا هي تشيلي وأستراليا والأرجنتين والصين.

أما المعدن الثاني من حيث الأهمية فهو هو "الكوبالت" ويستخدم في صناعة بطاريات الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح. وأكبر دولة منتجة له هي الكونغو الديمقراطية بمخزون يقدر بنحو 70% من الخام الموجود في أسواق العالم.

والمعدن الثالث هو النيكل ويوجد أساسا في زامبيا وزيمبابوي وجنوب أفريقيا، لكن إندونيسيا تتصدر قائمة الدول المنتجة لهذا المعدن بنحو 30% من إجمالي الإنتاج العالمي.

وهناك أيضا معدن الكولتان، وهو مكون أساسي في صناعة الهواتف النقالة والعديد من الأجهزة الإلكترونية. ويوجد أكبر مخزون منه في العالم في الكونغو بنسبة 80%.