سيناريوهات

أزمة أوكرانيا.. لماذا يصر الناتو على التوسع والاقتراب أكثر من تخوم روسيا؟

أوضح روبرت هنتر كبير الباحثين بمركز العلاقات عبر الأطلسي بجامعة جونز هوبكنز أن حلف شمال الأطلسي يقبل البلدان في حال تحقيقها معاييره ومتطلباته، وأنه لن يوافق على عضوية أوكرانيا.

واعتبر أن الأزمة الأوكرانية -حسب ما جاء في حديثه لبرنامج سيناريوهات (2022/1/27)- تشكل جزءا من الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا، على اعتبار أن الأمر يتعلق بمكانة موسكو في أوروبا والعالم، متوقعا أن يكون هناك اتفاق يسمح لحلف الناتو بالحفاظ على مبادئه دون النص صراحة على عدم توسعه.

وفي الجانب الروسي، رأى الكاتب والمحلل السياسي يفغيني سيدوروف أن التصعيد السياسي وصل لهذه المرحلة لأن صبر موسكو نفد، معتبرا أنها تدرك تماما حرية أي دولة في طلب الانضمام للحلف، ولكنها تذكر الجميع بما جاء في أهم وثائق تحديد المبادئ الأمنية لأوروبا والعالم.

وشدد على أنه، مع الاعتراف بحرية الدول للانضمام إلى أي حلف عسكري، فإن هذه الخطوة لا يمكن أن تتحقق على حساب أمن دول أخرى، معتبرا أن البلدان الأوروبية تتناسى هذه النقطة للتغاضي عن جوهر الموقف الروسي.

أما أوروبيا، قال الكاتب الصحفي والخبير بالشؤون الأوروبية منصف السليمي إن الأزمة الأوكرانية تتعلق بما هو إستراتيجي وأمني، فالدول الأوروبية لها أرضية مشتركة تتجسد في الدفاع عن سيادة أوكرانيا، والاتفاق على فرض عقوبات اقتصادية على روسيا في حال أقدمت على خطوات عسكرية ضد أوكرانيا.

وأشار إلى تفاوت مواقف الدول الأوروبية، فبقدر ما يريد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحقيق مكاسب انتخابية المرحلة المقبلة بتزعمه فكرة تشكيل قوة عسكرية مستقلة، تتبنى ألمانيا موقفا مختلفا بحكم علاقتها بموسكو، في حين تتبنى دول أخرى موقفا سلميا مثل سويسرا، وتقترب دول أوروبيا الشرقية من الموقف الأميركي.

يُذكر أن مسألة انضمام أوكرانيا أو غيرها للحلف تبقى قائمة بالنظر إلى "سياسة الباب المفتوح" التي ينتهجها، ولذلك قدمت روسيا إلى واشنطن وبروكسل منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي مبادرة "الضمانات الأمنية" التي تقضي بتقديم الناتو ضمانات مكتوبة بوقف توسعه شرقا وتخليه عن فكرة انضمام أوكرانيا وجورجيا إليه، لكن الولايات المتحدة لم تجب بشكل حاسم على المقترحات الروسية.