سيناريوهات

مستقبل الصراع في أفغانستان بين سيناريوهات الحل والوقائع على الأرض

قال الصحفي المختص بالشأن الأفغاني تيسير علوني إن الرئيس الأميركي جو بايدن له الحق في تقييم المهام القتالية في أفغانستان، لأن الجيش الأميركي توقف عن المهام في الميدان منذ بدأ عملية الانسحاب من هناك.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/7/8) من برنامج "سيناريوهات" أنه منذ توقيع الاتفاق بين أميركا وطالبان لم توجد خطوات جدية في إحلال السلام في البلاد، كما أن خطاب بايدن الذي تحدث فيه عن تحقيق الأهداف في أفغانستان إنما هو تبرير للهزيمة، ولم تتمكن الولايات المتحدة من ترك أي أثر يذكر حتى على مستوى تدريب وإعداد الجيش الأفغاني، وأظهرت الأيام الأخيرة هشاشة هذه التجهيزات بعد هروب الجنود خارج البلاد.

وتابع أن وعي حركة طالبان تطور بشكل لافت وباتت تؤمن بالمشاركة في الحكومة، وقد تخلت عن فكرة إعادة إقامة الإمارة الإسلامية، مشيرا إلى أن الدول المحيطة بأفغانستان بالإضافة إلى روسيا وأميركا قادرة على الضغط على حلفائها في الداخل الأفغاني من أجل الخروج بحل وسط للجميع.

بدوره؛ قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم إن الحركة تنطلق من مصالح الشعب الأفغاني، وهدفها واضح منذ 20 سنة وهو طرد الاحتلال واستعادة بلادهم، وعودة إقامة النظام الإسلامي في البلاد، بعيدا عن أمراء الحرب الذين ساعدوا المحتل في إضرار البلاد.

وأضاف أن الشعب الأفغاني يثق اليوم بحركة طالبان وقد انضم العديد من أبناء القبائل للحركة من أجل تطهير البلاد من الغزاة حسب قوله، مستبعدا في ذات الوقت حدوث أي حرب أهلية في البلاد، ونفى أن تكون الحركة قد قامت بالتضييق على سكان المناطق التي سيطرت عليها مؤخرا.

من جهته؛ قال المتحدث باسم الوفد الحكومي الأفغاني نادر نادري إن العديد من الأشخاص باتوا لاجئين بسبب المعارك التي تقودها حركة طالبان، نافيا ترحيب المواطنين بقوات طالبان لأنهم لا يريدون العودة لما كان عليه الوضع قبل 20 عاما، واتهم الحركة باستغلال انسحاب القوات الأجنبية من البلاد لتحقيق مكاسب على الأرض.

وأضاف أن على طالبان الجلوس على طاولة المفاوضات لمناقشة الخلافات والقضايا العالقة بدلا من العمل العسكري لأنه يفاقم من الأوضاع ولا يؤدي إلى حلول، كما أن الشعب اليوم يثق بالجيش الأفغاني الذي يؤمن البلاد، والأفغان اليوم يريدون إقرار الدستور لاختيار من يحكمهم.

وتابع أن على طالبان أن تخضع لصندوق الانتخابات بعد إقرار الدستور وعبره سيختار الشعب من يريد، كاشفا عن حجب الحركة للعديد من الخدمات خصوصا المتعلقة بالنساء في المناطق التي سيطرت عليها طالبان مؤخرا.